الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأربعة، فخرّ ساجدا فى مقام إبراهيم عليه السلام، كالرجل الساجد، ثم استوى قائما، وأنا أسمع له تكبيرا عجيبا ينادى: الله أكبر! الله ربّ محمد المصطفى! الآن طهّرنى ربى من أنجاس المشركين، وحميّة الجاهلية! ونظرت إلى الأصنام كلها تنتفض كما ينتفض الثوب، ونظرت إلى الصنم الأعظم «هبل» قد انكبّ فى الحجر، وسمعت مناديا ينادى: ألا إن آمنة قد ولدت محمدا! وقد سكبت عليها سحائب الرحمة، هذا طست الفردوس قد انزل ليغسل فيه الثّانية.
وعن حسّان بن ثابت الأنصارىّ، قال «1» : والله إنى لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كلّ ما سمعت، إذ سمعت يهوديا يصرخ على أطمة «2» يثرب: يا معشر يهود! حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك! مالك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذى ولد «3» به.
ذكر أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكناه
وأسماؤه صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها ما جاء بنصّ القرآن، ومنها ما نقل إلينا من الكتب السالفة والصّحف المنزلة، ومنها ما جاء فى الأحاديث الصحيحة ومنها ما اشتهر على ألسنة الأئمة من الأمّة رضوان الله عليهم.
روى عن جبير بن مطعم، قال «4» : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لى «5» خمسة
أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحى الذى يمحو الله بى الكفر، وأنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى «1» ، وأنا العاقب» . قيل لأنه عقب غيره من الأنبياء.
وروى عنه عليه السلام: «لى عشرة أسماء» ، فذكر الخمسة هذه، قال:
«وأنا رسول الرحمة، ورسول الرّاحة، ورسول الملاحم، وأنا المقفّى؛ قفّيت النبيّين، وأنا قيّم» .
قال القاضى عياض: والقيّم: الجامع الكامل، قال: كذا وجدته ولم «2» أروه وأرى صوابه: قثم «3» بالثاء، وروى النقّاش «4» عنه عليه [الصلاة و] السلام «5» «لى فى القرآن سبعة أسماء: محمد، وأحمد، ويس، وطه، والمدّثّر، والمزّمّل، وعبد الله» .
وفى حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه: أنه كان عليه السلام يسمّى لنا نفسه أسماء؛ فيقول: أنا محمد، وأحمد، والمقفّى، والحاشر، ونبىّ التّوبة ونبىّ الملحمة، ويروى المرحمة، والرحمة؛ ومعنى المقفّى: معنى العاقب.
وقد جاءت من ألقابه وأسمائه صلى الله عليه وسلم فى القرآن عدّة كثيرة سوى ما ذكرناه، منها النّور؛ لقوله تعالى:(قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ)
، والسّراج المنير، والشاهد، والمبشّر والنذير، وداعى الله؛ قال الله تعالى (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً)
والبشر لقوله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) *
، والمنذر لقوله:(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها)
، والمذكّر لقوله تعالى:(إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ)
، والشهيد لقوله:
(وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)
، والخبير لقوله تعالى:(الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً)
قال القاضى بكر بن العلاء «1» : المأمور بالسؤال غير النبىّ صلى الله عليه وسلم، والمسئول الخبير هو النبىّ صلى الله عليه وسلم؛ والحق المبين لقوله تعالى:(حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ)
، وقوله:(وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ)
، وقوله:(قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ)
، وقوله:(فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ)
، قيل: محمد وقيل: القرآن، والرءوف الرحيم؛ لقوله تعالى:(بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)
، والكريم، والمكين، والأمين؛ لقوله تعالى:(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)
، والرسول، والنبى الأمّىّ؛ لقوله:(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ)
، والولىّ، لقوله تعالى:(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)
، والفاتح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم، فى حديث الإسراء عن ربه تعالى:«وجعلتك فاتحا وخاتما» ، وفيه من قول النبى صلى الله عليه وسلم فاتحا وخاتما، وقدم الصدق؛ قال الله تعالى:(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ)
؛ قال قتادة والحسن وزيد بن أسلم: قدم صدق هو محمد صلى الله عليه وسلم؛ والعروة الوثقى قيل: محمد، وقيل: القرآن؛ والهادى، لقوله تعالى:(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) .