المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر أخبار المنافقين من الأوس والخزرج وما أنزل فيهم من القرآن - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ١٦

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء السادس عشر

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌القسم الخامس من الفن الخامس فى أخبار الملّة الإسلاميّة

- ‌الباب الأوّل من القسم الخامس من الفن الخامس فى سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ولنبدأ بذكر نسبه الطاهر صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أمهات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر نبذة من أخبار آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن بعده إلى أبيه عبد الله بن عبد المطّلب

- ‌أمّا عدنان

- ‌وأمّا معدّ بن عدنان

- ‌وأمّا نزار بن معدّ

- ‌وأما مضر بن نزار

- ‌وأما الياس بن مضر

- ‌وأما مدركة بن الياس

- ‌وأما خزيمة بن مدركة

- ‌أما كنانة بن خزيمة

- ‌وأما النّضر بن كنانة

- ‌وأما مالك بن النّضر

- ‌وأما فهر بن مالك

- ‌وأما غالب بن فهر

- ‌وأما لؤىّ بن غالب

- ‌وأما مرّة بن كعب

- ‌وأما قصىّ بن كلاب

- ‌ذكر خبر انتزاع قصىّ البيت ومكّة من خزاعة ومن ولى البيت بعد إسماعيل عليه السلام إلى أن انتزعه قصىّ بن كلاب

- ‌ذكر ولاية هاشم الرّفادة والسّقاية

- ‌ذكر أخبار عبد المطلب بن هاشم

- ‌ذكر ما قيل فى سبب تسميته وكنيته

- ‌ذكر حفر عبد المطّلب زمزم وما وجد فيها

- ‌ذكر نذر عبد المطّلب نحر ابنه وخروج القداح على عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدائه

- ‌ذكر زواج عبد الله بن عبد المطّلب آمنة بنت وهب أمّ النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر خبر المرأة التى عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطّلب وما أبدته من سبب ذلك

- ‌ذكر حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأته، وما قيل لها

- ‌ذكر وفاة عبد الله بن عبد المطّلب

- ‌ذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكناه

- ‌ذكر ما جاء فى تسميته صلى الله عليه وسلم محمدا وأحمد ومن تسمّى بمحمد قبله صلى الله عليه وسلم من العرب، واشتقاق ذلك

- ‌ومن أسمائه فى الكتب المنزلة صلى الله عليه وسلم

- ‌ومن اسمائه ونعوته عليه السلام التى جرت على ألسنة أئمّة الأمّة

- ‌ذكر مراضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوته من الرّضاعة، وما ظهر من معجزاته فى زمن رضاعه وحال طفوليته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر وفاة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر كفالة عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام مع عمّه أبى طالب، وخبر بحيرا الراهب

- ‌ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف الفضول

- ‌ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام المرة الثانية فى التجارة وحديث نسطور

- ‌ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد

- ‌ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وبناءها

- ‌ذكر اختلاف قريش فى رفع الرّكن وتراضيهم بالنبى صلى الله عليه وسلم وخبر النجدىّ

- ‌ذكر المبشّرات برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مولده ومبعثه وبعد ذلك

- ‌فأما ما جاءت به الكتب المنزلة من الله تعالى

- ‌فأما ما جاء فى القرآن العزيز

- ‌وأما ما جاء فى كتب الله السالفة

- ‌فأما ما اتفقوا عليه مما جاء فى التوراة وترجموه بالعربية ورضوا ترجمته

- ‌وأما ما اتفقوا عليه، ورضوا ترجمته مما فى الإنجيل

- ‌وأما ما جاء فى زبور داود عليه السلام ممّا ترجمه أهل الكتاب

- ‌ومن كتاب شمعون عليه السلام ممّا ترجموه ورضوا ترجمته

- ‌وممّا نقل من كلام خيقوق

- ‌ومما وجد بخط موسى بن عمران عليه السلام

- ‌وأما ما كتمه أهل الكتاب ممّا فيه صريح ذكر النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ما جاء عن كعب الأحبار رحمه الله

- ‌وأما من بشّر به صلى الله عليه وسلم من أهل الكتابين ممّن لم يسلم ظاهرا

- ‌فأما من بشّر به وأخبر بنبوّته وصفته صلى الله عليه وسلم قبل مولده

- ‌فمن ذلك ما حكاه ابن إسحاق فى خبر تبّع الأوّل

- ‌ومن ذلك خبر سلمان الفارسىّ

- ‌وأما من بشّر به عند مولده صلى الله عليه وسلم

- ‌فمن ذلك ما روى أن يهوديا قال لعبد المطّلب جدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌ومنه ما روى أن حسّان بن ثابت قال:

- ‌وأما من بشّر به صلى الله عليه بعد مولده فى حال طفوليته وحداثة سنه

- ‌فمن ذلك خبر سيف بن ذى يزن

- ‌ومن ذلك رؤيا رقيقة بنت أبى صيفىّ

- ‌وأما من بشّر به صلى الله عليه وسلم قبيل مبعثه

- ‌وأما من ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه ورؤيته له

- ‌وأما من أظهر صحفا كانت عنده فيها صريح ذكره صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما من أظهر تمثال صورته صلى الله عليه وسلم وصور بعض أصحابه رضى الله عنهم

- ‌وأما من بشّر به صلى الله عليه وسلم من كهّان العرب

- ‌فمن بشائر الكهّان رؤيا ربيعة بن نصر وتأويل سطيح وشقّ لها

- ‌ومن ذلك ما روى أن مرثد بن عبد كلال قفل من غزاة غزاها بغنائم عظيمة

- ‌ومن ذلك ما روى عن لهيب بن مالك اللهبىّ أنه قال:

- ‌ومنه ما روى أن سفيان بن مجاشع بن دارم احتمل ديات دماء كانت من قومه

- ‌ومنه ما روى أن عمرو بن معديكرب عوتب على ارتداده عن الإسلام

- ‌وأما من بشّر به عليه الصلاة والسلام من الجانّ

- ‌فمن ذلك ما روى عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما فى سبب إسلام عمر

- ‌ومنه خبر مازن الطائى فى سبب إسلامه

- ‌ومنه ما روى عن جبير بن مطعم عن أبيه قال:

- ‌ومنه ما روى عن عبد الله بن ساعدة الهذلى أنه قال:

- ‌ذكر مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بدئ به من النبوّة

- ‌ذكر فترة الوحى عن النبىّ صلى الله عليه وسلم وما أنزل بعد فترته

- ‌ذكر فرض الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أوّل من أسلم وآمن بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وصدّق بما جاء به من عند الله

- ‌وأما إسلام علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه

- ‌ذكر من أسلم بدعاء أبى بكر الصدّيق- رضوان الله عليهم

- ‌ذكر تسمية من كانت لهم سابقة فى الإسلام من العرب من غير قريش

- ‌ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام

- ‌ذكر أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين جاهروا بالعداوة

- ‌ذكر دخول قريش على أبى طالب فى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان بينهم من المحاورات

- ‌ذكر تحزّب قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذاهم له ولأصحابه

- ‌ذكر إسلام حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مشى عتبة بن ربيعة، والوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسماعهما القرآن، واعترافهما أنه لا يشبه شيئا من كلامهم، وما أشار [به] عتبة على أشراف قريش فى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر اجتماع أشراف قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر قصّة أبى جهل فى الحجر الذى قصد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم به، وما شاهده من حماية الله تعالى لنبيّه، وكفايته إيّاه ورجوعه إلى قومه وإخبارهم بما شاهد

- ‌ذكر خبر النّضر بن الحارث، وما قال لقريش، وإرسالهم إيّاه إلى يثرب إلى أحبار يهود وعقبة بن أبى معيط وما عادا به

- ‌ذكر ما اشتملت عليه سورة الكهف ممّا سألوه عنه

- ‌ذكر ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن فيما سأله قومه لأنفسهم من تسيير الجبال، وتقطّع الأرض وبعث من مضى من آبائهم من الموتى، وما سألوه لنفسه، وما قالوه له بعد ذلك

- ‌ذكر ما كان من عناد قريش بعد ذلك وعقودهم

- ‌ذكر أوّل من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى قريش وعذابهم ليفتنوهم عن دينهم

- ‌ذكر هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة، وهى الهجرة الأولى

- ‌ذكر رجوع أهل هذه الهجرة إلى مكّة، وما قيل فى سبب رجوعهم

- ‌ذكر ما ورد فى توهين هذا الحديث والكلام عليه فى التوهين والتسليم

- ‌ذكر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة ومن هاجر إليها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر إرسال قريش إلى النجاشىّ فى شأن من هاجر إلى الحبشة، وطلبهم منه وإسلامه

- ‌ذكر إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه

- ‌ذكر تعاقد قريش على بنى هاشم وبنى المطلب وانحياز بنى هاشم وبنى المطلب إلى أبى طالب ودخولهم فى شعبه

- ‌ذكر من عاد من أرض الحبشة ممن هاجر إليها، وكيف دخلوا مكة

- ‌ذكر من قدم من أرض الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، ومن قدم بعد ذلك ومن هلك منهم هناك

- ‌وهلك بأرض الحبشة ممن هاجر إليها ثمانية، وهم:

- ‌ذكر من أنزل فيه القرآن من مشركى قريش وما أنزل فيهم

- ‌ذكر خروج أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه إلى الهجرة وعوده، وجواره وردّه الجوار

- ‌ذكر وفاة أبى طالب بن عبد المطلب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشى أشراف قريش إليه فى مرضه، وما قالوه وأنزل فيهم

- ‌ذكر وفاة خديجة بنت خويلد زوج النبىّ صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنها

- ‌ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وعوده إلى مكة

- ‌ذكر خبر الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى البيت المقدس، وخبر المعراج به صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر من قال: إن الإسراء كان بالجسد وفى اليقظة

- ‌ذكر ما ورد فى رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ربّه تبارك وتعالى، ومناجاته له، وكلامه ودنوّه وقربه من ربّه عز وجل، ومن جوّز ذلك ومن منعه، وما قيل فى مشكل حديث الدّنوّ والقرب

- ‌ذكر ما كان بعد الإسراء من إنكار قريش لذلك وما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، من وصفه لهم البيت المقدّس، وإخباره لهم بخبر عيرهم، وارتداد من ارتدّ

- ‌ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبائل العرب فى المواسم

- ‌ذكر خبر مفروق بن عمرو وأصحابه وما أجابوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دعائه قبائل العرب

- ‌ذكر بيعة العقبة الأولى

- ‌ذكر بيعة العقبة الثانية (وقد ترجم عليها بعضهم بالأولى)

- ‌ذكر بيعة العقبة الثالثة وهم السبعون (وترجم عليها ابن سعد بالثانية)

- ‌ذكر تسمية من شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أوّل آية أنزلت فى القتال

- ‌ذكر أوّل من هاجر من مكة إلى المدينة

- ‌ذكر اجتماع قريش فى دار الندوة، وتشاورهم فى شأن النبى صلى الله عليه وسلم، واتفاقهم على قتله، وحماية الله تعالى له، وخبر الشيخ النجدىّ، وهو إبليس، خزاه الله

- ‌ذكر ابتداء هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر رضى الله عنه

- ‌ذكر خبر الغار وما قيل فيه

- ‌ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر رضى الله عنه من الغار، وتوجههما إلى المدينة، وما كان من أمر سراقة بن مالك، وأم معبد وغير ذلك إلى أن انتهيا إلى المدينة

- ‌ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر رضى الله عنه إلى المدينة

- ‌ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قباء وتحوله إلى المدينة، وصلاته الجمعة، ونزوله على أبى أيوب خالد بن زيد

- ‌ذكر بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيوته بالمدينة

- ‌ذكر بناء المسجد الذى أسّس على التقوى وهو مسجد قباء

- ‌ذكر ما أصاب المهاجرين من حمّى المدينة، ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم

- ‌ذكر مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار

- ‌ذكر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أمر بكتبه بين المهاجرين والأنصار، وموادعة يهود، وإقرارهم على دينهم، وما اشترطه فيه عليهم ولهم

- ‌ذكر أخبار المنافقين من الأوس والخزرج وما أنزل فيهم من القرآن

- ‌ومن المنافقين من أحبار يهود

- ‌ذكر شىء من أخبار يهود الذين نصبوا العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أنزل فيهم من القرآن

- ‌ذكر سؤال أحبار يهود رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتراطهم على أنفسهم أنه إن أجابهم عما سألوه آمنوا به، ورجوعهم عن الشرط

- ‌ذكر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كتبه إلى يهود خيبر

- ‌ذكر ما قاله أحبار يهود فى قوله تعالى: (الم) *، و (المص)و (الر) *، و (المر)

- ‌ذكر شىء من مقالات أحبار يهود، وما أنزل من القرآن فى ذلك

- ‌ذكر ما ألقاه شأس بن قيس اليهودىّ بين الأوس والخزرج من الفتنة، ورجوعهم إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما تكلم به يهود فى شأن من أسلم منهم وما أنزل الله تعالى فى ذلك

- ‌ذكر قصة الرّجم

- ‌ذكر ما ورد من أن يهود سحروا رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الكلام على مشكل حديث السّحر

- ‌ذكر خبر الشاة التى سمّ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الحوادث بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة النبوية على حكم السنين؛ من السنة الأولى إلى السنة العاشرة خلا ما استثنيناه، وقدّمناه

- ‌حوادث السنة الأولى

- ‌حوادث السنة الثانية

- ‌ذكر صرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة وما تكلم به اليهود وما أنزل الله تعالى فى ذلك من القرآن

- ‌ذكر خبر الأذان

- ‌حوادث السنة الثالثة

- ‌حوادث السنة الرابعة

- ‌ذكر نزول الحجاب على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌حوادث السنة الخامسة

- ‌ذكر حديث الإفك وما تكلم به من تكلم من المنافقين وغيرهم فيه وما أنزله الله تعالى من براءة عائشة، وفضل أبيها رضوان الله عليهما

- ‌ذكر خبر التيمم

- ‌حوادث السنة السادسة

- ‌ذكر هجرة أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط، وما أنزل الله تعالى فى هجرة النساء

- ‌[حوادث السنة السابعة

- ‌حوادث السنة الثامنة

- ‌ذكر اتخاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر وخطبته عليه

- ‌ذكر إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة

- ‌حوادث السنة التاسعة

- ‌ذكر خبر مسجد الضرار وهدمه ومن اتخذه من المنافقين

- ‌ذكر إسلام كعب بن زهير بن أبى سلمى وامتداحه رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حج أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه بالناس وأذان علىّ رضى الله عنه بسورة براءة

- ‌حوادث السنة العاشرة

- ‌صورة ما ورد بآخر الجزء الرابع عشر فى الأصل الثانى المرموز له بحرف (ا)

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌ذكر أخبار المنافقين من الأوس والخزرج وما أنزل فيهم من القرآن

بحليفه، وإن النصر للمظلوم، وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة «1» ] ، وإن الجار كالنفس غير مضارّ ولا آثم، وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها، وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مردّه إلى الله وإلى محمد رسول الله، وإن الله على أتقى ما فى هذه الصحيفة وأبرّه، وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها، وإن بينهم النصر على من دهم يثرب، وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه، فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين، إلا من حارب فى الدين، على كل أناس «2» حصّتهم من جانبهم الذى قبلهم، وإن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة، مع البرّ المحض من أهل هذه الصحيفة- ويقال مع البر المحسن- وإن البرّ دون الإثم، لا يكسب كاسب إلا على نفسه، وإن الله على أصدق ما فى هذه الصحيفة وأبرّه، وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم ولا آثم، وإنه من خرج آمن، ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم وأثم، وإن الله جار لمن برّ واتّقى ومحمد رسول الله» .

‌ذكر أخبار المنافقين من الأوس والخزرج وما أنزل فيهم من القرآن

وقد رأيت أن أجمع ما فرقه أهل السير من أخبار المنافقين، وأضم بعضه إلى بعض، وأورده جملة واحدة، فإن ذلك لم يكن فى وقت واحد ولا فى سنة بعينها، بل أورده أهل السير بحسب ما وقع، وفرقوه فى الغزوات وغيرها، فآثرت جمعه فى هذا الموضع، وما كان قد وقع فى غزاة أو حادثة نبهت عليه فى موضعه على ما تقف عليه إن شاء الله تعالى.

ص: 351

قال محمد بن إسحاق رحمه الله: كان رجال من الأوس والخزرج ممن أسلم وهو على جاهليته، فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من الشرك والتكذيب بالبعثة، إلا أن الإسلام قهرهم بظهوره، واجتماع قومهم عليه، فظهروا بالإسلام، واتخذوه جنّة من القتل، ونافقوا فى السّر، وكان هواهم مع يهود؛ لتكذيبهم وجحودهم الإسلام، فكان منهم من الأوس من بنى عمرو بن عوف، ثم من بنى لوذان بن عمرو بن عوف:

زوىّ بن الحارث، ومن بنى حبيب بن عمرو: جلاس بن سويد بن صامت، وأخوه الحارث بن سويد، قال: وجلاس هو الذى قال عند تخلفه عن غزوة تبوك: لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شرّ من الحمير، فرفع ذلك من قوله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن سعد، وكان فى حجر جلاس خلف على أمه بعد أبيه، فلما تكلم جلاس بهذا قال له عمير: والله يا جلاس، إنك لأحبّ الناس إلىّ، وأحسنهم عندى يدا، وأعزّهم علىّ أن يصيبه شىء يكرهه، ولقد قلت مقالة لئن رفعتها عليك لأفضحنّك، ولئن صمتّ عليها ليهلكن دينى، ولإحداهما أيسر علىّ من الأخرى، ثم مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما قال، فحلف جلاس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالله لقد كذب علىّ عمير، وما قلت ما قال، فأنزل الله تعالى فيه:(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)

«1» ، قال ابن إسحاق: فزعموا أنه تاب فحسنت توبته حتى عرف منه الإسلام والخير. والله أعلم بالصواب.

ص: 352

وأما أخوه الحارث بن سويد فإنه قتل المجذّر بن ذياد البلوىّ فى يوم أحد ولحق بقريش، وكان المجذّر قتل سويد بن صامت فى بعض الحروب التى كانت بين الأوس والخزرج، فلما كان يوم أحد قتله بأبيه. قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكرون- أمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه بقتله إن هو ظفر به ففاته، وكان بمكة ثم بعث إلى أخيه جلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه، فأنزل الله فيه- فيما حكى عن ابن عباس رضى الله عنهما:(كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

«1» إلى آخر القصة. وكان من المنافقين من بنى ضبيعة ابن يزيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بجاد بن عثمان بن عامر. ونبتل ابن الحارث، وهو الذى قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حكى:«من أحبّ أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث» ، وكان رجلا جسيما أدلم «2» ، ثائر شعر الرأس، أحمر العينين، أسفع «3» الخدّين، وكان يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتحدث إليه ويسمع منه، ثم ينقل حديثه إلى المنافقين، وهو الذى قال: إنما محمد أذن، من حدثه شيئا صدقه. فأنزل الله تعالى فيه:(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ، وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)

«4» ، وأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم به وبصفته فيما حكاه ابن إسحاق. وأبو حبيبة بن الأزعر، وكان ممن بنى مسجد الضّرار. وثعلبة بن حاطب، ومعتّب بن قشير، وهما اللذان عاهدا الله (لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ)

«5» ، ومعتّب هو الذى

ص: 353

قال يوم أحد: لو كان لنا من الأمر شىء ما قتلنا ها هنا، فأنزل الله تعالى فى ذلك من قوله:(وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ)

«1» إلى آخر القصة. وهو الذى قال يوم الأحزاب: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن أن يذهب إلى الغائط، فأنزل الله فيه:(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً)

«2» . والحارث بن حاطب- وقال ابن هشام: ثعلبة والحارث ابنا حاطب، هما من بنى أمية بن زيد من أهل بدر، وليسا من المنافقين- والله أعلم. ومنهم عبّاد بن حنيف أخو سهل، وبحزج؛ وهو ممن بنى مسجد الضّرار، وعمرو بن خذام، وعبد الله بن نبتل، وجارية بن عامر ابن العطّاف وابناه زيد ومجّمع؛ وهم ممن بنى مسجد الضّرار. وكان مجمّع غلاما حدثا قد جمع من القرآن أكثره، فكان يصلى بهم فيه، فلما كان فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه كلّم عمر فى مجمّع ليصلى ببنى عمرو بن عوف فى مسجدهم، فقال عمر: لا، أو ليس بإمام المنافقين فى مسجد الضّرار! فقال: يا أمير المؤمنين والله الذى لا إله إلا هو ما علمت بشىء من أمرهم إلا على أحسن ما ذكروا؛ فزعموا أن عمر تركه يصلى بقومه. ومن بنى أمية بن زيد بن مالك وديعة بن ثابت وهو ممن بنى مسجد الضّرار، وهو الذى قال: إنما كنا نخوض ونلعب، فأنزل الله فيه وفيمن قال بقوله:(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ)

«3» إلى آخر القصة.

ومن بنى عبيد بن زيد بن مالك خذام بن خالد، وهو الذى أخرج مسجد الضّرار من داره، وبشر ورافع ابنا زيد. ومن بنى النّبيت مربع بن قيظىّ وهو الذى قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أجاز حائطه، ورسول الله

ص: 354

صلى الله عليه وسلم عامد إلى أحد: لا أحلّ لك يا محمد إن كنت نبيّا أن تمرّ بحائطى، وأخذ فى يده حفنة من تراب ثم قال: والله لو أعلم أنى لا أصيب بهذا التراب غيرك لرميتك به؛ فآبتدره القوم ليقتلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«دعوه، فهذا الأعمى أعمى القلب، أعمى البصيرة» ، وضربه سعد بن زيد بالقوس فشجّه؛ وأخوه أوس بن قيظىّ، وهو الذى قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: إن بيوتنا عورة، فأذن لنا أن نرجع إليها، فأنزل الله تعالى فيه:(يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً)

«1» . ومن بنى ظفر- واسم ظفر كعب- حاطب بن أمية بن رافع، وبشير بن أبيرق، وهو أبو طعمة سارق الدّرعين الذى أنزل الله فيه:(وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً)

«2» . وقزمان حليف لهم. قال ابن إسحاق بسنده: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «إنه لمن أهل النار» ، فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا حتى قتل تسعة من المشركين، وأثبتته الجراحة، فحمل إلى دار بنى ظفر، فقال له رجال من المسلمين: أبشر يا قزمان، فقد أبليت اليوم، وقد أصابك ما ترى فى الله، قال:

بماذا أبشّر، والله ما قاتلت إلا حميّة عن قومى، فلما اشتدّت به جراحه أخذ سهما من كنانته، فقطع به رواهش يده فقتل نفسه. قال ابن إسحاق: ولم يكن فى بنى عبد الأشهل منافق ولا منافقة إلا أن الضحاك بن ثابت أحد بنى كعب رهط سعد بن زيد قد كان يتّهم بالنفاق وحبّ يهود. قال ابن إسحاق: وكان جلاس ابن سويد قبل توبته، ومعتب بن قشير، ورافع بن زيد، وبشر، هم الذين دعاهم رجال من قومهم من المسلمين فى خصومة كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعوهم إلى حكّام الجاهلية فأنزل الله فيهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ

ص: 355

أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً)

«1» إلى آخر القصة. فهؤلاء الذين ذكرناهم من الأوس.

ومن الخزرج من بنى النجار رافع بن وديعة، وزيد بن عمرو، وعمرو ابن قيس، وقيس بن عمرو بن سهل. ومن بنى جشم بن الخزرج الجدّ بن قيس، وهو الذى يقول: يا محمد ائذن لى ولا تفتنّى، فأنزل الله تعالى فيه:(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ)

«2» ؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال له وهو فى جهازه إلى تبوك:

«يا جدّ، هل لك العام فى جلاد بنى الأصفر» ؟ قال: يا رسول الله، أو تأذن لى ولا تفتنّى؟ فو الله لقد عرف قومى أنه ما من رجل أشد عجبا بالنساء منى، وإنى أخشى إن رأيت نساء بنى الأصفر ألا أصبر. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:«أذنت لك» ، فأنزل الله تعالى فيه ما أنزل. ومن بنى عوف بن الخزرج عبد الله بن أبىّ بن سلول، وكان رأس المنافقين وكانوا يجتمعون إليه. قال محمد بن إسحاق: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وسيد أهلها عبد الله بن أبىّ بن سلول، لا يختلف عليه فى شرفه من قومه اثنان، لم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين- حتى جاء الإسلام- غيره؛ قال: ومعه رجل من الأوس هو فى قومه شريف مطاع، وهو أبو عامر عبد الله ابن عمرو بن صيفىّ بن النعمان، أحد بنى ضبيعة بن زيد، وهو أخو حنظلة الغسيل «3» وكان قد ترهّب فى الجاهلية ولبس المسوح، وكان يقال له: الراهب، فشقيا بشرفهما.

ص: 356

فأما عبد الله بن أبىّ فكان قومه قد نظموا له الخرز ليتوّجوه ثم يملّكوه عليهم، فجاءهم الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم وهم على ذلك، فلما انصرف قومه عنه إلى الإسلام ضغن، ورأى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استلبه ملكا، فلما رأى قومه قد أبوا إلا الإسلام دخل فيه كارها مصرّا على نفاق. وقد روى عن [أسامة ابن زيد «1» ] بن حارثة قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة يعوده من شكوى أصابته، على حمار عليه إكاف فوقه قطيفة فدكية مختطمة بحبل من ليف، وأردفنى صلى الله عليه وسلم خلفه، قال: فمر بعبد الله بن أبىّ بن سلول، وهو فى ظلّ مزاحم «2» أطمه، وحوله رجال من قومه، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تذمّم «3» من أن يجاوزه حتى ينزل، فنزل فسلّم ثم جلس فتلا القرآن، ودعا إلى الله عز وجل، وذكّر بالله وحذّر وبشّر وأنذر، قال: وهو زامّ «4» لا يتكلم، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقالته، قال: يا هذا، إنه لا أحسن من حديثك هذا إن كان حقّا، فاجلس فى بيتك فمن جاءك له فحدّثه إياه، ومن لم يأتك فلا تغشه به، ولا تأته فى مجلسه بما يكره منه. فقال عبد الله بن رواحة فى رجال كانوا عنده من المسلمين: بلى فاغشنا به وأتنا فى مجالسنا ودورنا وبيوتنا، فهو والله ما نحبّ، وما أكرمنا الله به وهدانا له، فقال عبد الله حين رأى من خلاف قومه ما رأى:

متى ما يكن مولاك خصمك لم تزل

تذلّ ويصرعك الذين تصارع

وهل ينهض البازى بغير جناحه

وإن جذّ يوما ريشه فهو واقع

قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على سعد بن عبادة وفى وجهه ما قال عدوّ الله، فقال سعد: والله يا رسول الله، إنى لأرى فى وجهك شيئا؛ لكأنك

ص: 357