الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر استيلائه على مدينة أغرناطة من جزيرة الأندلس
كان سبب ذلك ما قدمناه فى أخبار الدولة العبادية أن المعتمد بن عباد لما وقع بينه وبين الأدفونش «1» ملك الفرنج صاحب طليطلة، وقتل ابن عباد رسله، وجمع الأدفونش عساكره؛ استنجد ابن عباد بأمير المسلمين «2» يوسف بن تاشفين. فدخل بعساكره إلى جزيرة الأندلس، واجتمع بالمعتمد بن عباد، وتوجها جميعا لقتال الفرنج.
وكانت وقعة الزلاقة التى انهزم فيها الأدفونش وقتل عامة عسكره على ما قدمناه مبيّنا فى أخبار المعتمد بن عباد. وذلك فى العشر الأول «3» من شهر رمضان سنه تسع وسبعين وأربعمائة «4» .
ورجع أمير المسلمين إلى مراكش فأقام بها إلى العام الآتى «5» .
ثم دخل إلى الأندلس. وخرج إليه محمد بن عباد من إشبيلية فى عسكره. وأتى عبد الله بن بلكين صاحب أغرناطة فى عسكره.
وساروا حتى نزلوا على ليطة «1» ، وهو حصن منيع كان فيه النصارى فحاربوه أياما فلم يطيقوا فتحه، فرحلوا عنه بعد مدة.
ورجع المعتمد إلى إشبيلية. وكان طريق يوسف بن تاشفين على مدينة أغرناطة. فدخل عبد الله بن بلكين إليها ليخرج إلى يوسف الوظائف. فغدر به يوسف ودخل أغرناطة وأخرجه منها واستولى عليها «2» . ودخل قصر عبد الله فوجد فيه من الأموال والذخائر ما لم يحوه ملك من ملوك الأندلس. ومما وجد فيه سبحة فيها أربعمائة جوهرة، قوّمت كل جوهرة بمائة مثقال «3» ؛ ومن أنواع الجواهر واليواقيت والزمرد ما لا تحصى قيمته؛ من العين ألف ألف «4» دينار؛ ومن فاخر الثياب وأوانى الذهب والفضة ما لا تعرف له قيمة. وأخرج منها تميم بن بلكين أخا عبد الله، وسار بهما إلى مراكش. وذلك فى سنة ثمانين وأربعمائة «5» . ورجع أمير المسلمين إلى مراكش فأطاعه من كان لم يطعه من بلاد السوس وورغة وقلعة مهدى.