الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منها حمو بن مليل هاربا فقصد مكن بن كامل الدّهمانى، فأحسن إليه وأقام عنده حتى مات. وكان حمو قد تغلب عليها واشتد أمره بوزير كان عنده من كتاب المعز حسن الرأى والتدبير والسياسة، فاستقامت به دولته وعظم شأنه. فأرسل إليه تميم وبالغ فى استمالته ووعده بكل جميل فلم يقبل. فاشتد أمره على تميم فسير جيشا إلى حصار سفاقس. وأمر مقدم الجيش أن يهدم ما حول المدينة ويحرقه ويقطع الأشجار سوى ما يتعلق بذلك الوزير، فإنه لا يتعرض إليه ويبالغ فى صيانته، ففعل ذلك. فلما رأى حمو ذلك اتهمه وقتله. فانحل نظام دولته وتسلم عسكر تميم البلد.
وفى سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، مات المنصور بن الناصر بن علناس، وولى بعده ولده باديس. ثم مات بعد يسير فولى أخوه العزيز بالله.
ذكر وفاة تميم بن المعز
كانت وفاته فى شهر رجب سنة إحدى وخمسمائة «1» ، وله من العمر تسع وسبعون سنة «2» ، ومدة ولايته سبع وأربعون سنة وعشرة أشهر وعشرون يوما «3» .
وكان شهما شجاعا كريما حليما كثير العفو عن الجرائم العظيمة ذكيا حسن الشعر. فمن شعره ما قاله وقد وقع «1» حرب بين طائفتين من العرب، وهما عدى ورياح فقتل رجل من رياح ثم اصطلحوا وأهدروا دمه، وكان صلحهم مما يضر بتميم وبلاده، فقال أبياتا يحرض فيها على الطلب بدم المقتول، وهى:
متى كانت دماؤكم تطل
…
أما فيكم بثأر مستقل
أغانم ثم سالم إن فشلتم
…
فما كانت أوائلكم تذل
ونمتم عن طلاب الثأر حتى
…
كأن العز فيكم مضمحل
وما كسرتم فيه العوالى
…
ولا بيض تفلّ ولا تسل
فعمد إخوة المقتول فقتلوا أميرا من بنى عدى. فقامت الحرب بينهم واشتد القتال، وكثرت القتلى بينهم حتى أخرجوا بنى عدى من إفريقية، وبلغ تميم فيهم ما يريد. وكان يوقع بالشعر الحروب بين العرب فبلغ «2» بلسانه ما لم يبلغه»
بسنانه.
ومن أخباره فى رعيته وشفقته عليهم ما حكى أنه اشترى «4» جارية بثمن كثير. فبلغه أن مولاها الذى باعها ذهب عقله وأسف