الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ابتداء دولة بنى زيرى بن مناد ونسبهم ومبدأ أمرهم ومن ملك منهم الى انقضاء دولتهم
أول من ملك منهم أبو الفتوح بلكّين يوسف بن زيري. ولنبدأ بذكر نسبه وأخبار آبائه ومبدإ أمرهم.
فأما نسبه «1» فهو أبو الفتوح يوسف بن زيرى بن مناد بن منقوش «2» بن زناك بن زيد الأصغر بن واشفاك بن وزعفى «3» ابن سرى بن وتلكى بن سليمان بن الحارث بن عدى الأصغر- وهو المثنى بن المسور بن يحصب بن مالك بن زيد [بن الغوث]«4» الأصغر- بن سعد- وهو عبد الله بن عوف بن عدى بن مالك بن زيد ابن شداد «5» بن زرعة- وهو حمير [الأصغر]«6» بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث «7» بن قطن بن عوف بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن عمرو بن حمير- وهو العرنجج- ابن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر- وهو هود.
هكذا قال عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن شداد بن الأمير تميم
ابن المعز بن باديس فى تاريخه المترجم «بالجمع والبيان فى أخبار المغرب والقيروان» . وهم المقول فيهم:
ذو والملك والتّيجان والغرر التى
…
حقيق بها التيجان أن تتباهى «1»
لها معجز التّأسيس فى سدّ مأرب
…
وإن كان قد أوهاه فيض نداها
لها ركن بيت الله غير مدافع
…
وميقات حجّ الله غير مضاهى «2»
لها اللغة العليا التى نزلت بها
…
فواتح ياسين ومبدأ طه
لها يوم بدر والنّضير وخيبر
…
وأىّ مناد فى حنين دعاها
قال: وأول من دخل منهم بلاد المغرب المثنى بن المسور. وكان سبب دخوله أنه لما رأى الحبشة قد غلبت على اليمن وأخرجت حمير عن ملكها، سار إلى الشّحر فوجد به كاهنا من حمير. فلما رأي المثنى، سلم عليه وسأله عن خبره وما الذى أتى به. فأعلمه أن الحبشة غلبتهم على ملكهم. فقال له الكاهن:«اذهب إلى المغرب واتخذه قرارا. فو الله، ليكونن لولدك فيه شأن، وليملكنّ منهم جماعة، ويتوارثونه، ويطول ملكهم» . فهاج ذلك المثنى على دخول المغرب فدخله. وأعلم المثنى بنيه بذلك وأعلم بنوه بنيهم.
فمازالوا يتوقعون الملك إلى أن ولد مناد بن منقوش ونشأ، فجاء شديد القوة كثير المال والبنين. فأخذ فى الإفضال على من يمر به.
فاشتهر ذكره وشاع خبره فى الناس. وكان له مسجد يطرقه كل من يأتى إليه. فإذا خرج إلى الصلاة، سلم على من ينزل المسجد من
الأضياف وحمله إلى داره، ويضيفه ويكرمه. ويقيم عنده ما شاء الله أن يقيم «1» . فإذا أراد الانصراف، زوده وكساه ووصله وصرفه.
فإنه على ذلك، إذ أتاه آت فقال له:«إن فى المسجد رجلا وصل فى هذه الساعة، وهو يذكر أنه جاء من الحج» . وكان وقت صلاة الظهر. فخرج مناد إلى المسجد، فصلى وسلم على الرجل، وسأله عن حاله ومن يكون ومن أين أقبل فقال:«إنه من أهل المغرب، وإنه انصرف من الحج «2» فخرج عليه لصوص، وأخذوا ما كان معه فانقطع عن أصحابه، ووصل إلى إفريقية فسمع بمناد وما يفعل «3» مع أبناء السبيل، فقصده ليعينه على الوصول إلى أهله» . فقال له مناد:«قد وصلت فأبشر بالخير إن شاء الله» .
ومضى به مناد إلى منزله، فأكل ونام. وأمر مناد بشاة فذبحت وعمل طعام ثان. وأيقظ الرجل وأتى بالطعام فأكل منه. ونظر إلى كتف الشاة فأخذه وقلبه ونظر فيه وإلى مناد، وأقبل يتعجب. فقال له مناد:«لأى شىء تنظر فى الكتف وتنظر إلى؟» . قال: «لا لشىء» .
فعزم مناد عليه أن يخبره ممّ تعجّبه. فقال: «ألك امرأة حامل؟» .
قال: «بلى» . قال: «فلك منها أولاد؟» قال: «لا ولكن من غيرها» . قال: «فاعرضهم على» . فعرضهم مناد عليه، فقال:
«ألك غير هؤلاء؟» . قال: «ليس لى ذكر إلا من رأيت» . قال:
«احتفظ بالمرأة الحامل. فو الله، لتلدنّ ولدا يملك المغرب جميعه،