الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ملك تميم مدينة قابس
وفى سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ملك تميم مدينة قابس، وأخرج منها أخاه عمرو «1» بن المعز. وكان أهلها ولّوه عليها بعد موت قاضى ابن إبراهيم بن بلمويه «2» . فلم يحسن عمرو السياسة ولا نهض بشرط الولاية. وكان قاضى بن إبراهيم عاصيا على تميم، وتميم يعرض عنه. فسلك عمرو طريقته فى العصيان، فأخرج تميم العساكر إلى أخيه ليأخذ قابس «3» منه. فقال له أصحابه:«يا مولانا، لما كان فيها قاضى توانيت عنه وتركته، فلما صار أمرها إلى أخيك جردت إليه العساكر!» فقال: «لما كان فيها عبد من عبيدنا كان زواله سهلا علينا. وأما الآن فابن المعز بالمهدية وابن المعز بقابس. هذا لا يمكن السكوت عليه» .
وفى فتحها يقول ابن خطيب سوسة «4» قصيدته المشهورة التى أولها:
ضحك الزمان وكان يلفى عابسا
…
لما فتحت بحد سيفك قابسا «5»
أنكحتها بكرا وما أمهرتها
…
إلا قنا وصوارما وفوارسا «1»
الله يعلم ما جنيت ثمارها
…
إلا وكان أبوك قبل الفارسا «2»
من كان بالسّمر العوالى خاطبا
…
جليت له بيض الحصون عرائسا «3»
فأبشر تميم بن المعز بفتكة
…
تركتك فى أكناف قابس قابسا «4»
ولّوا فكم تركوا هناك مصانعا
…
ومقاصرا ومخالدا ومجالسا
فكأنها قلب وهنّ وساوس
…
جاء اليقين فذاد عنه وساوسا
وفى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، فتح تميم جزيرة جربة وجزيرة قرقنة «5» ومدينة تونس. وكان بإفريقية غلاء شديد هلك فيه كثير من الناس.
وفى سنة ثلاث وتسعين، فتح تميم مدينة سفاقس. وخرج