الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بموت يحيى أميت الناس كلهم
…
حتى إذا ما علىّ جاءهم نشروا «1»
إن يبعثوا بسرور من تملّكه
…
فمن منيّة يحيى بالأسى قبروا «2»
أوفى علىّ فسنّ الملك ضاحكة
…
وعينه من أبيه دمعها همر «3»
شقّت جيوب المعالى بالأسى فبكت
…
فى كل أفق عليه الأنجم الزّهر «4»
وقلّ لابن تميم حزن مأتمها
…
فكل حزن عظيم فيه محتقر
قام الدليل ويحيى لا حياة له
…
أن المنية لا تبقى ولا تذر
ذكر ولاية على بن يحيى بن تميم بن المعز ابن باديس بن المنصور بن يوسف بن زيرى
كانت ولايته بعد وفاة أبيه. وكان إذ ذاك بمدينة سفاقس، فاجتمع رجال الدولة منهم عبد العزيز بن عمار والقائد زكو «5» وغيرهما.
ووقع الاتفاق على أن يكتب كتاب على لسان يحيى لولده يؤمر فيه بالوصول إليه مسرعا. فكتب وسيّر إليه فوصل إليه ليلا. فخرج لوقته ومعه طائفة من أمراء العرب «1» . وجد السير فوصل إلى المهدية الظهر من يوم الخميس الثانى «2» من يوم العيد، وهو الحادى عشر من ذى الحجة سنة تسع وخمسمائة. ودخل القصر. وبدأ بتجهيز أبيه ومواراته فى قبره ثم جلس للعزاء والهناء.
ولما استقامت له الأمور، جهز أسطولا إلى جربة، وكان أهلها يقطعون على الناس فى البحر. وجعل قائد الأسطول القائد إبراهيم قائد جيشه، وأصحبه جماعة من رجال الدولة. فمضوا إليها وحاصروها وضيقوا على أهلها، حتى أذعنوا للطاعة ونزلوا على الحكم والتزموا الكف عن الفساد. فأمن من يسافر فى البحر.
وفى سنة عشر وخمسمائة، جهز جيشا إلى مدينة تونس، وبها أحمد بن خراسان. فحاصرها وضيق على من بها. فصالح ابن خراسان السلطان على ما أراد.
وفتح أيضا فى هذه السنة جبل وسلات واستولى عليه. وهو جبل منيع لم يزل أهله طول الدهر يقطعون الطريق ويقتلون الناس. فملكه وقتل من فيه.
وفى سنة إحدى عشرة وخمسمائة، حاصر الأمير على مدينة قابس فى البحر. وسبب ذلك أن رافع بن مكن الدهمانى أنشأ مركبا