الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن أهل بلدى، وأن يفعل ما هو أهله» . فعفا عنه وعن أهل بلده.
وتسلم المدينة فى أول سنة ست وسبعين وخمسمائة وسيره إلى المغرب فكان مكرما عزيزا، وأقطعه ولاية كبيرة «1» . ورتب لقفصة واليا من الموحدين.
ووصل مسعود بن زمام «2» أمير العرب إلى يوسف. فعفا عنه وسيره إلى مراكش. وتوجه يوسف إلى المهدية وشاهدها.
ووافاه رسول من صاحب صقلية يلتمس الصلح، فهادنه عشر سنين، ورجع إلى المغرب.
ذكر وفاة أبى يعقوب يوسف
كانت وفاته فى شهر ربيع الأول «3» سنة ثمانين وخمسمائة. وكان قد سار إلى بلاد الأندلس فى جمع عظيم. فلما عبر الخليج قصد غزو الفرنج، فحصر مدينة شنترين شهرا. فأصابه بها مرض، فمات وحمل فى تابوت إلى مدينة إشبيلية.
وكانت مدة ولايته اثنتين وعشرين سنة وشهورا «4» .
ومات وله عدة من الأولاد، رأيت فى بعض التواريخ أنهم كانوا
خمسة عشر، وهم عمر، ويعقوب وهو ولى عهده، وأبو بكر، وعبد الله، وأحمد، ويحيى، وموسى، وإبراهيم، وإدريس، وعبد العزيز، وطلحة، وإسحاق، ومحمد، وعبد الواحد، وعثمان، وعبد الحق، وعبد الرحمن. فهذه «1» سبعة عشر عدها وجمع على خمسة عشر، والله أعلم «2» .
وذكر هذا المؤرخ أن وفاته كانت فى يوم السبت لسبع خلون من شهر رجب من السنة «3» ، من طعنة «4» طعنها على مدينة شنترين من أيدى الروم، لما عبر المسلمون وتركوه فى شرذمة يسيرة. ومات فى الليلة الثالثة. والله تعالى أعلم.
وقال أيضا: ودفن بتينمل عند أبيه وابن تومرت.
قال: وكان يحمل إليه من مال إفريقية فى كل سنة وقرمائة وخمسين بغلا، خارجا عما يرتفع إليه من سائر البلاد.
وكان حسن السيرة، يحب العلماء ويقربهم ويشاورهم، وهم أهل خاصته، وكان فقيها عالما حافظا متقنا، رحمه الله تعالى.