الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أخبار من ملك المغرب بعد بنى الأغلب الى أن قامت دولة بنى زيرى بن مناد
نحن نذكر ذلك فى هذا الموضع على سبيل التنبيه عليه لا الاستيعاب له. وسنذكره إن شاء الله تعالى مبيّنا مستوفى فى أخبار الدولة العبيدية مع ملوك مصر.
فنقول هاهنا: لما قام أبو عبد الله الشيعى على دولة بنى الأغلب، وهزم جيوشهم، واستولى على بلاد المغرب وانتزعها من زيادة الله بن أبى العباس، وظهر أبو محمد عبيد الله المنعوت بالمهدى- وهو الذى كان الشيعى يدعو له- فانخلع «1» له الشيعى من الأمر كله، وسلمه إليه فى سنة ست وتسعين ومائتين. فلما استقامت الأمور للمهدى، وتوطّد ملكه، واشتدت شوكته، قتل أبا عبد الله الشيعى وأخاه، واستقل بالأمر. وبنى مدينة المهدية وانتقل إليها. ودامت أيامه إلى أن توفى فى النصف من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ثم قام بالأمر بعده ولده «2» أبو القاسم محمد المنعوت بالقائم بأمر الله. فملك إلى أن توفى فى يوم الأحد الثالث عشر من شوال سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
ثم قام بالأمر بعده ابنه أبو الطاهر إسماعيل المنعوت بالمنصور بنصر الله. وبنى المنصورية. ودامت أيامه إلى أن توفى فى يوم الجمعة آخر
شوال «1» سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
ثم قام بالأمر بعده ابنه أبو تميم معد المنعوت بالمعز لدين الله.
ودامت ولايته ببلاد المغرب إلى أن جهز القائد جوهرا إلى الديار المصرية فملكها بعد انقراض الدولة الإخشيدية. وأنشأ القاهرة المعزية، ثم كتب إلى مولاه المعز لدين الله بذلك. فتوجه المعز إلى الديار المصرية، وكان رحيله من المنصورية ووصوله إلى سردانية «2» فى يوم الاثنين لثمان بقين من شوال سنة إحدى وستين وثلاثمائة. وسلم إفريقية وبلاد المغرب كلها ليوسف بن زيرى بن مناد فى يوم الأربعاء لسبع «3» بقين من ذى الحجة من السنة. وأمر سائر الناس بالسمع والطاعة له. ثم رحل المعز لدين الله من سردانية لخمس خلون من صفر «4» سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
ثم سار منها إلى طرابلس وأقام بها أياما. ورحل منها يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر منها. ووصل ثغر الإسكندرية لست خلون من شعبان منها «5» . فكانت مدة مقامهم ببلاد المغرب خمسا وستين سنة وشهورا «6» . وصار أمر المغرب بعده ليوسف بن زيرى ثم لبنيه من بعده، على ما نذكره إن شاء الله عز وجل. وكانوا فى مبدإ الأمر كالنواب لملوك الدولة العبيدية بمصر. ثم استقلوا بعد ذلك بالأمر على ما يأتى من أخبارهم.