الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر تسمية ملوك بنى مرين
أول من قام من ملوكهم «1» أبو بكر بن عبد الحق. استولى على بعض بلاد الموحدين بنى عبد المؤمن ثم مات قبل أن يخلص له الأمر ببلاد المغرب.
فملك بعده أخوه يعقوب بن عبد الحق المعروف بابن تابطويت «2» وهى أمه نسبت إلى قبيلة بطّويت «3» ، وهى قبيلة كبيرة من قبائل زناتة. وفى أيامه انقرضت دولة بنى عبد المؤمن، وعظم شأنه، واتسع ملكه، وطالت مدته ثم مات.
فملك بعده ولده يوسف المعروف بأبى الزردات «4» واهتز له المغرب، وعظم شأنه، وهابه ملوك المغرب ومع ذلك لم يأت بطائل. وحاصر تلمسان فمكث على حصارها نحو أربع عشرة سنة، وابتنى عليها مدينة سكنها بجيوشه.
ومات قبل أن يملكها، وذلك أن بعض خدامه وثب عليه فضربه.
فلما تحقق الموت عهد بالملك إلى ولده أبى سالم إبراهيم فملك بعده.
وخالف عليه ابن أخيه أبو ثابت عامر بن عبد الله بن يوسف أبى الزردات وعمه أبو يحيى أبو بكر بن يعقوب بن عبد الحق. واجتمع عليهما بنو مرين وهم على تلمسان. فخافهما إبراهيم وهرب من ليلته، فاتّبع وقتل.
واستقر الملك لعامر وعم أبيه أبى يحيى يوما واحدا. ثم قام عبد الله ابن أبى مدين المكناسى وزير يوسف بن يعقوب- وهو المستولى على
الدولة- وعلم أن أبا يحيى إن استمر تغلب على الملك وتحكم عليه «1» ، ورأى أنه إذا انفرد عامر بالملك مع صغر سنه كان هو المتحكم فى المملكة فأغرى عامرا بأبى يحيى، فأمر به فقتل فى اليوم الثانى. واستقل عامر بالملك مدة سنة واحدة وشهر ثم مات بطنجة.
فقام لطلب الملك بعده عمه على بن يوسف المعروف بابن رزيجة «2» ورزيجة أمه أم ولد. فلم يتم له أمر. فقام عبد الله بن أبى مدين الوزير وبايع لأبى الربيع سليمان بن عبد الله بن يوسف بن يعقوب، وهو ابن سبع عشرة سنة أو نحوها. واستقر فى الملك ثلاث سنين حتى مات بناحية تازا.
ثم ملك بعده عم أبيه عثمان بن يعقوب. وقتل ابن أبى مدين فى أيام سليمان بن عبد الله بأمره بمدينة فاس. وولى الوزارة بعده لأبى الربيع سليمان أخوه محمد بن أبى مدين. وعثمان هذا هو الملك القائم فى وقتنا هذا، فى سنة تسع عشرة وسبعمائة.
وإنما اقتصرنا من أخبارهم على هذه النبذة لأنهم منعوا فى ابتداء دولتهم أن يؤرّخ لهم أو تدون أخبارهم، وقتلوا محمد بن عبد الله ابن أبى بكر القضاعى المعروف بابن الأبار، وكان قد أرخ أخبارهم وأخبار غيرهم، وأعدموا ما وجدوه عنده وعند غيره من أوراق التاريخ المنسوبة لهم ولغيرهم. فهذا هو الذى منع من انتشار أخبارهم.
فلنذكر أخبار جزيرة «3» صقلية واقريطش.