الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى الشباب المؤمن القوي
…
إلى الذين جاهدوا وأوذوا في سبيل الله
…
إلى الذين شرفوا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن
…
إلى أولئك الذين عقدوا العزم، على إنقاذ الجزائر، وتوحيد المغرب العربي
…
إلى أولئك الذين سينالون هذا الشرف، ويتوجون رؤوسهم بهذا الفخار
…
نسوق هذه الوصية القرآنية.
{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} آل عمران: 200.
الجزائر مقبرة الشباب الفرنسي
المستوطنون الفرنسيون في الجزائر يفرون لأستراليا وكندا هروبا من الموت الأحمر الذي يترصدهم في بنادق المجاهدين
جريدة بيروت المساء بتاريخ 24 - 2 - 1956
إن حزام هذه الحرب في الجزائر لن ينتهي، ولن يكون للجزائر الهدوء الذي تطلبه وتسعى إليه وتحارب من أجله بضراوة، ولن يكون لها سلام وأمن واطمئنان طالما أن الجيوش الإفرنسية متمركزة في أرضها، والاستعمار جاثم فيها.
أما الفرنسيون في الجزائر من مدنيين وعسكريين فإنهم يعيشون في خوف عظيم وقلق أعظم، والدليل هذه الرسالة التي بعث بها حاكم مدينة "سكيكدة" إلى رئيس قسم المستعمرات في "الكي دورسيه" بوزارة الخارجية الإفرنسية.
وفيما يلي بعض فقرات من هذه الرسالة: نحن هنا
…
وسنظل هنا مطمورين تحت الأرض في القبور، سنظل جثثا ممزقة بالطعنات، مشوهة الوجوه من أثار البارود. أما "سكيكدة" الجميلة الني تعتبر "نيس" إفريقيا والجزائر، والتي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، فلم يدخلها منذ سنة ونصف سائح واحد، وجميع الذين دخلوها، كانوا باللباس العسكري .. كلهم جنود، نخبة الشباب الفرنسي، تحملهم وزارة الحرب الفرنسية إلى هذا البلد الرهيب، ليمزق أجسادهم الرصاص، ولتخترق صدورهم الحراب والخناجر.
إن هؤلاء العرب، السمر الوجوه، والذين كنا نظنهم فلاحين مساكين .. ما هم إلا مقاتلون أشداء .. ولن يسكتوا عن وجودنا في ديارهم .. لقد قام زيغود وهو عربي جزائري في الرابعة والثلاثين من عمره، يرأس جماعة من المقاتلين العرب، في الأسبوعين الأخيرين بهجومين على الأحياء والثكنات الفرنسية، ولم ينسحب إلا بعد أن خلف وراءه 80 جثة ممزقة مشوهة.
وقامت القوات الفرنسية بهجوم مضاد، فجمعت أربعة آلاف عربي من سكيكدة والقرى المجاورة .. وهددوهم ثم عذوهم بأقسى ما يمكن لعدو أن يستعمله ضد عدو آخر، ولكن رجلا واحدا لم يتكلم، ولم تفد هذه العملية شيئا .. وكانت كسابقاتها خائبة.
وبينما الفرنسيون يوارون جثث قتلاهم، إذ بإذاعة الثوار تذيع عليهم: أيها الفرنسيون ليس لكم أي خيار، فإما الرحيل، وإما الموت!!
وبالطبع قرر الفرنسيون الرحيل.
وفي مدينة "سكيكدة" الآن أكثر من 300 فيلا وبيت مهجور ينعق فيها البوم .. وتدخلها الريح التي تحمل من الجبال أصوات الثائرين مهددة بالموت والدمار.