الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذن يحسن أن تعرف ماذا صنع المستعمرون الفرنسيون في استغلال هذين الأمرين الخطيرين بالجزائر والمغرب العربي عامة.
الدين في المغرب العربي
وقبل أن أعرض لشرح واقع الدين في هذه البلاد، يهمني أن أنبه القارئ إلى أنني لست الآن بصدد تفضيل دين على آخر، أو مذهب على آخر، فذلك ليس من شأني الآن، وله مجال غير هذا المجال، وإنما أنا الآن بصدد شرح حقيقة، وتصوير واقع كما يفعل المؤرخ تماما، ويتعين في نظري على العرب جميعا، أن يعرفوا هذا الواقع جيدا، وأن يقدروه حق قدره.
يجب أن يعلموا أولا: أن سكان المغرب العربي لا يقل تعدادهم على ثلاثين مليونا، والأهم من ذلك أن هذه الملايين الثلاثين، إلا - القليل النادر - يعتنقون دينا واحدا، هو الإسلام، وليس فيهم من اليهود أكثر من مائة ألف، لا يزالون يتمتعون بالجنسية المحلية شكلا، ولكنهم في الناحية الجوهرية إنما يعيشون مع مصالحهم الإستغلالية واليهودي لا يهمه شيء سوى ذلك، وأهل المغرب جميعا سنيون، وإنما يوجد قرابة خمسين ألفا من الإباضية، هم من خيرة المواطنين المغاربة، نشاطا واستقامة، ولا يشعر أحد بأنهم أقلية، أو أنهم شيء آخر غير بقية المواطنين، فأنت ترى بعد هذه الفذلكة، بأن باب الدين مسدود تماما، وأنه محكم الغلق في وجه التفريق الإستعماري، ولقد حاولوا بالفعل أكثر من مرة أن يجدوا منفذا منه إلى التشويش والتفرقة، فما أفلحوا ولن يفلحوا أبدا بإذن الله.
العنصرية في المغرب العربي
هذا هو الوضع الديني في المغرب العربي، والوحدة فيه واضحة لا قلق فيها، أما الذي سيكون محل استغراب القراء حتما، فهو ما أدعيه من أن المغرب العربي بملايينه