الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
بعد تأليف الحكومة الجزائرية مباشرة يجب أن تتحول قوات الثوار إلى نواة جيش جزائري وطني حر يتبع الحكومة الجزائرية رأسا.
5 -
يجب أن يشرع حالا وبالتدرج في جزأرة الوظائف الرئيسية في الدولة، فيحل الجزائريون محل الفرنسيين أو المتفرنسين بالنسب المعقولة.
6 -
تتولى الحكومة الجزائرية الوطنية عقب تأليفها أو حينما ترى الوقت مناسبا إجراء إنتخابات حرة لجمعية تأسيسية تضع الدستور الجزائري العتيد، وتقوم مؤقتا مقام مجلس النواب في سن القوانين، ومراقبة الحكومة.
7 -
تتولى الحكومة الجزائرية إجراء انتخابات جديدة لجميع المجالس المحلية على أساس قانون ديمقراطي جديد.
8 -
إعلان رسمية اللغة العربية في جميع دوائر الدولة، وإخضاع ميزانية المعارف لتنفيذ ذلك.
9 -
تتولى الحكومة الجزائرية الحرة إجراء مفاوضات مع فرنسا لأجل تحديد العلاقات بين البلدين، وعقد معاهدة صداقة وتعاون بينهما، ويكون المجلس المنتخب هو صاحب الحق في مناقشة الاتفاقات والتصدق عليها.
10 -
ينبغي - عملا بقاعدة التعاون - أن تساعد فرنسا على توحيد المغرب العربي في دولة واحدة أو متحدة، ونعتقد أن ذلك في مصلحتها ومصلحتنا جميعا. وإلا فلا يجوز على الأقل أن تعارض أو تعاكس.
حلول سلبية أو إيجابية
…
هذه هي الحلول السلبية والإيجابية التي أرى المبادرة إلى اعتمادها، إذا أردنا بصدق الوصول إلى حل حقيقي لقضية المغرب العربي عامة، ولقضية الجزائر خاصة، وستكون فرنسا هي الكاسبة إذا لم نتردد في سلوك هذا الطريق القويم، فإن إنكلترا
قد سلكت مثله من قبل ولم تكن أقل رغبة في الاستعمار، ولا كانت أقصر نظرا أو أقل تجربة، ومع ذلك فقد خرجت من الهند ومن الباكستان، وكان الناس من قبل يعتقدون أنها قد تخرج من لندن، ولن تخرج من إمبراطورية الهند الحبيبة، ولكنها خرجت مختارة من غير أن تراق قطرة واحدة من الدم، بل بعثت الجنرال (منتباين) ليقول لهؤلاء الهنود، ويعلن في ملأ من الدنيا - أن بريطانيا قد قررت الخروج من الهند بعد سنة من هذا الإعلان، فليدبر أهل البلاد أمرهم من الآن، وقد كان ذلك فعلا، فاستقلت الهند، واستقلت الباكستان، وكسبت بريطانيا صداقتهم، وحفظت جميع مصالحها المعقولة عندهم، وظهرت في الوقت نفسه أمام العالم بمظهر من يقدر الديمقراطية، وحق جميع الناس في الحرية والاستقلال. وقد فعلت بريطانيا مثل ذلك مع الشعوب أقل قدرة من الهند، فعلت ذلك مع بورما، ومع سيلان، وأخيرا مع السودان، وهي في الطريق الآن لتفعله مع قبرص، والملايو والماوماو.
وما كانت في هذه السياسة خاسرة، نرجو أن يمثل وزيركم المقيم في الجزائر في نفس الدور الذي مثله الجراد (منتباين) في الهند، إذ لسنا نحن أقل إنسانية من الوثنيين الهنود، ولستم أنتم أقل حاجة إلى صداقة الشعوب من الإنكليز ولا أنتم أقل إدعاء للحرية والديمقراطية من الروس والأمريكان، وإن لم تفعلوا - لا سمح الله -:
فوالله لا يحكم بينكم وبين هذه الأمة الجبارة، إلا السيف حتى النصر أو حتى الفناء.
يا جناب الرئيس - إن الذي يدعوكم إلى هذه المبادئ الإنسانية والحلول الكريمة السليمة ليس هو ضحية من ضحاياكم، وإنما الذي يدعوكم هو:
أولا: تاريخكم العريق الذي تنكر له بعض أسلافكم، وبعض مستغليكم أبشع تنكر.
ثانيا: شعبكم الذي استفتيتموه من قريب عن مصلحته أين تكون، هل هي في الحرب أو في السلم - أهي في الحرية وصداقة الشعوب، أو في الاستبداد ومعاداتها. فأفتى هذا الشعب الواعي بما يتفق مع مصلحته وكرامته وتاريخه