الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مأساة الجزائر
أتنسون الجزائر وهي دوح
؟
- 1 -
دموعك ليتها تجدي فتيلا
…
لقد هطلت فما نقضت غليلا
وشعرك كيف هب شواظ نار
…
وعهدي أن يسبل ندى بليلا
سمعت صراخه ففزعت رعبا
…
وقبلا كنت أسمعه هديلا
وقالوا إنه فن جميل
…
فكيف يذيقك الشر الوبيلا
فقلت بلى فقد أصمى فؤادي
…
وحمل كاهلي عبئا ثقيلا
إذا كان القريض كما وصفتم
…
فإني أمقت الفن الجميلا
- 2 -
فرنسا أي كارثة ألمت
…
بشعبك فاغتدي خجلا ذليلا
شمت به وقد أمسى صريعا
…
يقلب في الورى صرفا كليلا
تغشاه الظلام ضحى الصباح
…
فأرخى في جوانبه السدولا
فلا تبغي فلاحا بعد هذا
…
فقد أمسى فلاحك مستحيلا
ألفت الذل من أمد بعيد
…
فمهما حدت عنه لن يزولا
فتلك قصورك الشماء أضحت
…
وقد طمست معالمها طلولا
فهل أرسلت من يحمي حماها؟
…
أجل! أرسلت كالثكلى عويلا
وجئت الآن في قبح دميم
…
تعدين الكتائب والنصولا
لمن هذا؟ إلى شعب نبيل
…
هداه الله للحسنى سبيلا
فيا لفضيحة فتشت جهدي
…
فلم أر في الحياة لها مثيلا
كذئب راح يجحل نحو كبش
…
يحاول أن يطيح به قتيلا
وخلى دونه في الغيل ليثا
…
رماه فهل مضى يرتاد غيلا
- 3 -
ألا لطفا بالجزائر أن فيها
…
كوارث تجلب الهم الطويلا
ورقرق إن مررت بساكنيها
…
مدامع فد أبت إلا همولا
وقل لي هل شهدت بها رقابا
…
شوامخ تعشق السيف الصقيلا
كرام يبذلون الروح طوعا
…
فلست ترى بهم رجلا بخيلا
وحدت كم رأيت بها شهيدا
…
نوى عن هذه الدنيا رحيلا
وكم من ضائق بالسجن ذرعا
…
يصل القيد في يده صليلا
رأيت بها الدخيل يميس زهوا
…
ويسحب في تبختره الذيولا
ويرفع صوته كالرعد يعلو
…
فهل صار الدخيل بها أصيلا!؟
وشاهدت الأصيل يدب هونا
…
ويخفض رأسه العالي خجولا
ويهمس إن أراد القول همسا
…
فهل صار الأصيل بها دخيلا!؟
غرائب قد أجلت الطرف فيها
…
فكدت أغيب عن نفسي ذهولا
- 4 -
رجال الشرق ما هذا رويدا
…
لقد أغفلتموا أمرا جليلا
أتنسون الجزائر وهي دوح
…
يرف عليكمو ظلا ظليلا