الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعدائي يا رب" ومن قبيل: "إذا مت عطشانا فلا نزل القطر" وقد لا يعدم اليائس في هذا الخضم الدولي المضطرب، وسيلة لإشراك العالم كله في الخراب والدمار، ونحن وإن كنا في يأس تام من آلهة الاستعمار، وممن جربوا في حكم فرنسا حتى الآن، ولكننا لا نزال على شيء من الأمل في الشعب الفرنسي نفسه، لعله يدرك الخطر الذي يهدده، فيجرؤ على العمل الحاسم، ليدفع عن نفسه البلاء المحتم، قبل دفعه عن الناس ولنا بعض الأمل في الرأي العام الدولي الحر، لعله يستطيع أن ينفذ حرارته إلى هذه العقدة الدولية، فيساعد على حلها قبل الكارثة الكبرى، خدمة للسلم العام، ولراحة الإنسانية المعذبة.
نشرت في الحياة والمنار وبيروت المساء آذار 1956
فرنسي كبير يسفه مزاعم كبار الفرنسيين
لقد جندت فرنسا في هذه الأيام، كل رجالها العظماء، للقيام بحملات من الكذب والبهتان، حول قضية الجزائر، كل ذلك لأجل أن تحمل الرأي العام المحلي والعالمي، على التصديق بأن الجزائر، إنما هي قطعة من فرنسا، وأن الأمة الجزائرية، إنما هي قطيع تابع لفرنسا، وأن المحافظة على هذه القطعة وعلى هذا القطيع إنما هي من الأمور المقدسة، التي تفرضها المصلحة الوطنية والإنسانية معا، فبهذا الهذيان، تحاول فرنسا الاستعمارية، أن تبرر أعمالها البربرية في تلك الديار، وأن تبرر ما تهدره من دماء الشعب الفرنسي وأمواله، ولكن أبناء فرنسا، ليسوا كلهم على هذا القدر من الغفلة، أو من التنكر للحق والعدل، فمن كبار أحرار فرنسا الذين تفخر بهم أمجاد فرنسا الحقة وثوراتها التحريرية، الكاتب الكبير "مسيو كلود بورديه" رئيس تحرير جريدة "فرانس أبسرفاتور" وقد اعتقل وأوذي مرارا في سبيل آرائه الحرة نحو الجزائر، ونحن نسجل له هنا مقالا قيما نشره في جريدته فرانس أبسرفاتور في مارس 1956، يفند فيه كل مزاعم المستعمرين، قال الكاتب لا فض فوه: -
تحاول صحافة باريس في كل يوم، أن تقنع مواطنينا بأن يكرسوا ما في وسعهم من المال، وما في وسعهم إذا اقتضى الأمر، من الأرواح الفرنسية في حرب الجزائر وفوق ذلك فإن حكومتنا التي تعرف، بأن لا حياة لها، إلا بالوصول إلى السلم، وتعرف بأن عليها أن تبذل المستحيل، لكي توفر الهدوء اللازم الذي لا بد من وجوده، لكي نمكن البدء بأي نوع من المفاوضة، أجل فإن حكومتنا هذه، تنشر الآن فيلما "ثقافيا" يبعث على الأسف الشديد، غايته جعل المتفرج يتصور بأن الحرب، إن لم يكن شيئا منشطا وجميلا، فهي على الأقل شرعية ولا بد منها.
هذه الدعاية تجد وللأسف، منبتا خصبا في ضمائر كثير من الفرنسيين، يفضل الصورة المزيفة التي كونوها من خلال الكتب المدرسية، التي تصدر منذ مائة عام، وتبحث في الاستعمار والاحتلال، ولم ينج من هذا الزيف، سوى التلامذة الذين تتبعوا التاريخ الاستعماري، وأولئك الذين دفعهم الفضول للبحث في المراجع الأصلية، والعمال الذين اطلعوا على الحقيقة، عن طريق المنظمات العالمية، أولئك فقط هم الذين تسنى لهم أن يدركوا الهوة التي تفصل بين تاريخ الجزائر "العلمي" والتاريخ "الابتدائي والثانوي" الذي درسه جميع الفرنسيين، ولذا رأينا هنالك رد فعل "بافلوفي" يتكون لدى الكثير من مواطنينا، شبيه بذلك الذي أدى إلى خوضنا حرب الهند الصينية. "الجزائر هي فرنسا"، "ماذا يحل بهم لو تركناهم"؟، بفضل هذه النداءات، نستبيح كل المجازر، ونتأمل بكل الفوائد والأرباح!!
ولئن كنا لا نملك الجمهور الذي تملكه الصحافة الكبرى، أو صالات السينما، بل رواد الكتب المدرسية، إلا أننا نفخر بصحة ما ننشره ونذيعه، هذه الصحة التي تؤكدها الحوادث في كل يوم، ونفخر بعشرات الألوف من قرائنا وأصدقائنا، يساهمون معنا في توضيح الحقيقة، وتحذير الرأي العام.
إننا نريد اليوم، أن نساعد أولئك الذين لا يعرفون المؤلفات العلمية، التي تبحث عن الجزائر، وذلك بأن نقدم لهم بشكل موجز، بعض الأجوبة على بعض الحجج