الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسيحي في لبنان؟ أهو غبطة البطريق الماروني، وقد صدر عن مقام غبطته السامي، ما جعل الحكومة تطمئن إلى موقف غبطته السامي، من سياستها العربية في جميع الميادين، حتى في ميدان العلاقات الفرنسية - العربية؟ وهل تحول الكاتب في "لوسوار" إلى مجمع المطارنة ورجال الإكليروس، أو صار مجموعة النواب المسيحيين، أم نطق باسم الصحف والصحفيين المسيحيين؟
لقد دجل الكاتب فيما نشره في "لوسوار" ودجل الصحفي البريطاني، لأنه يعرف قيمة الكاتب ومقامه، عندما نقل رأيه إلى "الديلي ميل" وزعم أنه رأى المسيحيين في لبنان. وحان أن تفهم بريطانيا وغير بريطانيا، أن المسيحيين في الشرق العربي، جزء لا يتجزأ من بقية الشعوب العربية، ينسجمون ويمتزجون في قومية هذا الشرق العربي، ويحملون فيه لواء النهضة الوطنية والتحرر. ليس المسيحيون بضاعة للاتجار في أسواق الشهوات الاستعمارية، وما كانوا ولن يكونوا، غير جنود الحركة الوطنية، في كل بقعة من بقاع الشرق العربي، سواء كان ذلك في مصر أو سوريا أو لبنان.
وكتب الأستاذ ملحم عياش النصراني في نفس العدد من الديار الكلمة الآتية:
رأس الأفعى أو سياسة بريطانيا الاستعمارية
عار على لبنان، أن يصبح مرتعا للأفعى البريطانية، تنفث منها سمومها القاتلة، على رجال العرب الأحرار، فلا تطال منهم سوى الأقدام. وعار علينا، أن تصبح حريتنا، ملجأ للمأجورين الأجانب، يرتعون بظلها، ويسيئون استخدامها، فيحولونها إلى فوضى، ويستعملونها لهدم أمجاد أبطالنا الأحرار، وللتأثير على نفسية شعوبنا الظامئة للثأر.
أجل عار على لبنان العربي، أن يصبح مطية لعملاء بريطانيا، يوجهون منه حملاتهم ضد عمالقة العرب، وأعداء الاستعمار البريطاني، لأننا وإن كنا نفخر بالحرية التي نتمتع بها، ونعمل دائما لصونها والدفاع عنها، إلا أننا
نريدها لأنفسنا ولأقلامنا، نهدم بها حصون الاستعمار ونفضح مؤامراته، لا لأقلام البريطانيين النجسة، ومن يخدم مصالحهم.
وليسمح لنا حكامنا الأكارم، أن نسألهم: كيفت يسمحون بوجود أمثال المستر "إيزارد" في بلادنا، وكيف يرتضون بدخول الجرائد والمجلات التي تنشر سمومهم، وتسود صفحاتها بألوان وجوههم الكالحة. فهل كانت بريطانيا - وهي التي تدعي الحرية - ترتضي ببقاء مراسل عربي في أراضيها، يكتب عن حكامها نصف ما كتبه المستر "إيزارد" مراسل الدايلي ميل، عن حكام العرب؟ وقد يجدر بحكومتنا أن تأمر حالا، بإخراج هذا الداعية البريطاني من أراضيها كي لا يقال أنها بسكوتها عنه، تشترك معه في الجرم
…
قال المستر "إيزارد" وهو يعدد للقارئ البريطاني، النواحي الثلاث التي فشل بها الرئيس جمال عبد الناصر:(أن لبنان الصغير الذي يحاول بجهد وعصبية، أن يبقى على الحياد في المنازعات العربية، رفض قبول مقاطعة فرنسا). واستشهد "الفطحل" البريطاني، يقول جريدة "لوسوار" البيروتية بهذا الشأن، ليبرهن لمواطنيه، أن اللبنانيين يعارضون سياسة الرئيس المصري. فهل يتنازل حضرة المراسل البريطاني، ويقول لنا عن أي "لبنان" يتحدث، وأي "لبنان" هو المقصود، أهو لبنان - ديكران توسباط، أم لبنان - كسروان لبكي؟ وهل يظن حضرته، أن جريدة "لوسوار" تمثل فئة معينة من اللبنانيين؟ وأية فئة؟
النصارى؟ لا أظن أن المستر "إيزارد" بلغ من الجهل مرحلة جعلته يرى أن نصارى لبنان "يؤيدون" فرنسا، كما تؤيدها "لوسوار" أو غيرها من الجرائد المعروفة اللون، فهل يعني هذا بعرف المراسل البريطاني، أن مسيحي لبنان برمتهم، يؤيدون الاستعمار، ويعارضون سياسة الرئيس جمال عبد الناصر التحريرية؟
مسكينة بريطانيا. لقد فقدت صوابها.
فقدت صوابها لأنها ادعت أن الرئيس جمال عبد الناصر، هو صاحب فكرة مقاطعة فرنسا، بينما الحقيقة، هي أن عبد الناصر والمملكة العربية السعودية، قد عارضتا مع لبنان قرار المقاطعة، لأنه ليس من صالح النضال العربي ضد الاستعمار بشيء
…
ومسكينة لأنها مازالت تعتقد أن عندنا في لبنان، من "يؤيد" الاستعمار الغربي، لأنه ينتمي إلى طائفة دون أخرى. فهل غاب عنه، أن محاربة الاستعمار والقضاء على نفوذه، ليسا رهنا بفئة دون فئة، بل قد أصبحنا عملا وطنيا، تتوحد فيه الصفوف وتزول أمامه النعرات؟
مسكينة لأنها ما زالت تعتمد على أمثال المستر "إيزارد" لمحاربة العاملين على دك حصون نفوذها
…
أما الفشل الأخير، الذي مني به الرئيس عبد الناصر، على حد زعم المراسل البريطاني، فهو عمله على استخدام البترول، للضغط على الدول الغربية فالمستر "إيزارد" يقول إن هذه الفكرة لم تتحقق، لأن المملكة العربية السعودية، مدينة بمبلغ 300 مليون دولار للبنوك والتجار، "وأن أي محاولة من جانب جلالة الملك سعود، للإخلال بالتدفق الحالي لعائداته البترولية، قد يحدث اضطرابا خطيرا بين دائنيه، الأمر الذي قد يكلفه عرشه"
…
لنفترض مع المستر "إيزارد" أن المملكة السعودية، واقعة تحت عجز قيمته 300 مليون دولار، ولنفترض أن هذا المبلغ، كما يقول المراسل، كان لدك العرش السعودي، أفلا يظن حضرته، أن من كان له ثروات المملكة السعودية البترولية، لا يحتاج كبير عناء، لنيل ما يطلبه من أموال، من أي مصدر شاء، ولا يظن كذلك، أن الحكومات، كل الحكومات تتهافت وتترامى على أقدام العاهل السعودي، حتى يقبل بأن "تفي ديونه"؟