الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والغرض الذي نرمى إليه بهذه المذكرة، أن تكونوا يا صاحب الرفعة اليد اليمنى، وتقيموا الدليل عمليا على أن مصر العظيمة إنما هي الأخت الكبرى للجميع، ثم تشهدوا الناس قاطبة بأن مصر إنما لإغاثة المنكوبين، ولا رائد لها إلا رعاية عهدهم وتخفيف آلامهم .. وندع لرفعتكم ولحضرات أعضاء اللجنة النظر في طريق إسعاف أولئك المنكوبين، واستنهاض الهمم لإغاثتهم، وسيحفظ لرفعتكم التاريخ الصادق، هذه المكرمة كما حفظ لكم مكارم عظيمة من قبلها، وما عند الله خير وأبقى.
عن الكتلة والمصري تاريخ 6 - 10 - 1945
السكرتير الفضيل الورتلاني
الرئيس محمد الخضر حسين
تحية إفريقيا الشمالية إلى أمين الجامعة العربية
لكل إنسان في الحياة شخصيتان إحداهما حقيقية، وهى التي تتألف من ماضيه وتربيته وعقيدته ومبادئه وطبيعته، فهذه يصدر عنها في جميع تصرفاته من غير أدنى تكلف، وفي كثير من القوة، وأخرى اصطناعية تفرضها عليه الظروف كالممثل في المسرح، يبدي الحزن لغير داع، ويظهر السرور لغير باعث وهلم جرا، فالحزبي مثلا كثيرا ما يكون طبعه عف اللسان ولكن الحزبية قد توجب عليه أن يكون شتاما، وصاحب الوظيفة كثيرا ما يكون عزيزا، ومن الوظيفة قد تفرض عليه بعض الذلة، والمجاهد المخلص يكره أن يبدي في الحق تهاونا، ومن الظروف والملابسات قد تعرضه على الناس متهاونا وعبد الرحمن عزام باشا من جملة الناس فله شخصيته الحقيقية، شخصية الجهاد والكفاح والعروبة العامة، والإخلاص لهما، فهذه توحي إليه بأن يكون حربا على الاستعمار، في كل دقيقة من دقائق حياته ولصالح العرب والمسلمين جميعا، وفي غير أدنى مهاودة، ولا مهاونة ولا مجاملة، وله شخصية
متكلفة فرضتها عليه وظيفته الخطيرة التي تتناول الدول كلها في الشرق والغرب، فهو حينما يريد أن يقول أو يفعل يتصور أولا: هل الدول العربية كلها تكون راضية؟ وإذا كان بعضها، قد يعرض الجامعة لقلق، وسوء تفاهم؟ ويتصور ثانيا: هل النواحي التي ليس من مصلحة الجامعة أن تغضبها الآن، أفلا يحرجها هذا العمل؟ ثم يتصور ثالثا: هل الشعوب التي لا يهمها أمر الحكومة، إنما يهمها فقط، الوصول إلى حقوقها، وإلا كان القائمون عليها في نظرهم مقصرين، وربما أبشع من مقصرين، نحن نعترف أن هذه الملابسات، تجعل المسؤول في حيرة وارتباك، ولكن العظمة كل العظمة، أن يعمل المسؤول للحق، وللحق فقط، مع إيجاد حلول بقدر الإمكان لهذه العقد كلها، ونحن نعتقد أن عبد الرحمن عزام باشا، رجل عظيم، ورجل مخلص، ويجب أن يجد حلولا مهما شحت عند سواه، وفعلا قد استطاع أن يحل أعقد المشاكل الدولية. ويسرنا اليوم أن نراه يحل مشكلة الجامعة، وموقفها من إفريقيا الشمالية التي تعاني أسوأ العذاب، بل إنها تعاني عملية الإفناء، فلقد كان موقف الجامعة من هذه البلاد، إلى الأمس القريب، غامضا ومائعا، وكنا مع حسن ظننا بجميع رجال الجامعة - نأسف كل الأسف لتخيلهم عن ثلاثين مليونا من إخوانهم في أشد محنتهم، ومع أسفنا كنا نلتمس لهم الأعذار، واليوم يقف عزام المجاهد، على منبر لندن لا القاهرة، فيعلن موقف الجامعة، الحازم المشرف من هذه البلاد. فيدلي إلى الهيئة البرلمانية لحزب العمال في مجلس النواب بالتصريح الخطير التالي:
"إننا سنعمل لحرية العرب واستقلالهم، أينما وجدوا، ولنا إخوان في شمال إفريقيا ينتمون إلى أعرق العناصر العربية يطلبون بإلحاح مساعدتنا لهم، للحصول على الحرية والاستقلال، وسينال هؤلاء دائما عطفنا، لأننا نطلب الحرية وليس لأنفسنا فقط بل للآخرين أيضا".
مرحى يا أخا الجهاد، فوالله أنها لأفعل في النفوس بالمغرب المكافح من جيش جرار بجميع أسلحتهم. نعم إنه حتى الآن لكلام، ولكن الكلام عند البلاء كائن حي يربيه