الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دائما سببا في إثارة الفتن الدولية التي تنتهي دائما، بتخريب ما بنته يد الإنسان بمجهود قرون، والتي تنتهي بإفناء الملايين من زهرة شباب الدنيا في سبيل شهوات الانتفاعيين، إننا نعتقد أن هذه الروح السيئة إذا لم يكبح جماحها العقلاء فسوف تؤدي حتما إلى خاتمة الحروب التي تنتهي بفناء العالم - هذا ولما كان الكلام الآن على طرابلس الغرب فقط فإننا نرى من دعوة فرنسا لرجوع إيطاليا، التي طعنتها في أيام محنتها من الخلف - إلى هذه البلاد التي كان أبناؤها في صفوفها يقاتلون ضد المعتدين عليها. أن في ذلك صغارا لا يمكن أن ينزل ذو كرامة إلى أسفل منه، ونرى أن كل من يوافق من الدول المتحالفة على هذه النغمة، إنما هو بعيد عما يزعمه من سعي لإقامة سلام عالمي دائم، أما العرب فإنهم مصممون على مقاومة العدوان ومقاتلة الظلم من أي ناحية يجيء حتى يتم لطرابلس استقلالها التام ووحدتها الكاملة.
الفضيل الورتلاني
جريدة الكتلة والمصري تاريخ 5 - 6 - 1946
من سكرتير جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا
إلى الأستاذ أحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة وإلى الهيئات العربية الإسلامية.
حضرة الأخ الكريم الأستاذ أحمد حسين، رئيس حزب مصر الفتاة، بعد تحية الأخوة والجهاد، قرأت لكم في عدد 47 من مجلة مصر الفتاة المجاهدة، خطابا موجها إلى رئيس جمعية الشبان والإخوان المسلمين تدعو فيه إلى التعاون معكم، في جمع المال لإنقاذ أراضي فلسطين، ونعم ما فعلت، لأن اليهود لا يكادون يعتمدون في محاربتهم للعرب، إلا على المال. فسلاح المقاومة لا يمكن أن يكون مجديا، إلا إذا كان من نوع سلاح العدو بالذات، وإلا إذا داويناه بالتي كانت هي الداء، وحتى إذا كانت الأموال التي ستجمع من الأهالي، لا تحل المشاكل كلها، فيكفي أن تكون مظهرا للتعاون العربي، ويكفي أن نعلمهم مبدأ البذل في سبيل
الأخوة والحرية والاستقلال، كما يفعل الصهيونيون في جميع أطراف الدنيا، من أجل انتزاع أراضينا، وبالتالي في سبيل إذلالنا، وإنما أحب أن تكون هذه العاطفة من جميع العاملين طبيعية، وأن تكون هذه الأريحية شاملة، ويجب أن يتسع هذا المبدأ كما هو الواجب والأصول، فيشمل جميع المجاهدين المنكوبين، من أبناء العروبة، لا سيما أولئك الذين تعمهم اليوم، موجة من البلاء الفرنسي المبيد، والتي لم يعرف التاريخ لها نظير، أولئك هم إخوانكم الأبطال في أقطار إفريقيا الشمالية.
وأرى من واجبي المقدس، أن أغتنم هذه الفرصة، فأوجه نداء حارا باسم 30 مليونا إلى جميع المسؤولين، من رجال العروبة والإسلام، أفرادا وهيئات وحكومات، ليفكروا جدا فيما يجب أن يسعفوا به إخوانهم، المعذبين الصابرين الثابتين، في هذه الأقطار، وأن أذكركم بقرابة خمسين ألفا ممن استشهدوا على مذبح العروبة والحرية، في ثورة الجزائر الأخيرة، وأذكركم بصفة خاصة، بقرابة ثمانين ألفا من المسجونين التونسيين والجزائريين والمراكشيين، الذين يعيشون (بعد محو النازية والفاشستية) تحت طبقات الأرض، في عذاب أهون منه الموت، وإني أقترح أن تتألف حالا هيئة خاصة من ممثلي الهيئات، ومن الشخصيات البارزة للسعي الحثيث إلى:
أولا - إطلاق سراح المعتقلين والمسجونين في هذه البلاد.
ثانيا - استصدار العفو للمحكوم عليهم بالإعدام في القضية الوطنية ظلما وعدوانا.
ثالثا - فتح اكتتاب عام يشترك فيه الغني والفقير والصغير والكبير. ثم ثقوا أن هذا العمل السهل الميسور، لن يكون قليل الأثر في نفوس إخوانكم المجاهدين هناك مهما كان مظهر النتيجة المادية تافها، وأرجو أن يوفق الجميع لخير الجميع.
سكرتير جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية
الفضيل الورتلاني