الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من همجية فرنسا الديمقراطية
…
النار والدمار
في تونس العربية المسلمة
نداء جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا إلى العالم
أيها العرب الأمجاد، إليكم نسوق الحديث، أولا، وإلى من لا تزال فيهم بقية من الإنسانية ثانيا. لقد آلت فرنسا الحرة على نفسها فيما يبدو، أن ترث فرنسا العتيقة الباطشة، في كل جرائمها، فمن احتقار للشعوب الضعيفة، إلى فتك بالعزل والأبرياء، إلى مقاومة وحشية لكل صوت ينادي بالعدل والحرية، فصدى جرائمها في سوريا ولبنان في الآذان، ووحشيتها البربرية في ثورة الجزائر المجاهدة لا تزال متغلغلة في أعماق النفوس، واليوم تمتد يدها الأثيمة إلى تونس الخضراء، فتعلنها حربا انتقامية عمياء على الأهالي العزل، الذين لا يملكون من أدوات الدفاع عن أنفسهم، إلا ازدراء هذه الفئة الاستعمارية الممقوتة، فلقد ورد اليوم على أمانة الجامعة العربية، نبأ مفزع من باريس، يفيد قيام ثورة خطيرة في مديرية الساحل بتونس، وأن الفرنسيين يستعملون أحقر ما عرفه الناس من وسائل القمع والمقاومة، ويهمنا أن نسجل البرقية التي وردت على أمانة الجامعة وفيما يلي نصها:
"باريس - نشرت جريدة "الأومانيتية" لسان حال الحزب الشيوعي في 28 يونيو: أن القرى التونسية زرامدين وبني حسان وغيرها من مديرية الساحل بالإيالة التونسية، أصبحت من أسبوعين ضحية حركة انتقامية جماعية فظيعة. فلقد ألقي القبض على خلق كثير من الأهالي، وأخذت منهم الرهائن، وعم القتل والنهب
وإحراق البيوت، وأن الجنود قد اعتدوا على النساء بهتك أعراضهن قهرا، واستعراضهن بالإجبار عاريات أمام الرجال، ولقد عطلت جميع الأعمال في الحقول تماما، وحرمت القرى من التموين أسبوعين".
هذه هي البرقية التي وردت على الجامعة العربية بل هذه هي الحقائق التي نشرتها جريدة فرنسية مسؤولة، تمثل حزبا من أكبر الأحزاب وأخطرها في فرنسا، وهو اليوم مشترك في الحكم يتحمل نصيبا رسميا كبيرا من المسؤولية على هذه الحوادث المفزعة. والواقع الذي لا نشك فيه نحن الذين نعرف حرص الفرنسيين على كتمان الحقائق، أو تهوينها على الأقل، أن الحقيقة لا بد أن تكون أفظع مما جاء في جريدة "الأومانيتية" ونحن إزاء هذه الفصول من رواية فتك الإنسان بأخيه الإنسان، لا لسبب سوى أنه أقوى منه، نسجلها وصمة عار جديدة، في جبين فرنسا الطاغية غير يائسين بعد، من أن يتنبه العقلاء منها والأحرار، إلى ما يترتب على هذا الأسلوب البالي من ضياع لهيبتها، وتسويد لها في سمعتها، ثم نسجل هذا التبليغ إلى رجال العروبة المسؤولين، من رسميين وشعبيين، حتى نبرأ إلى الله والتاريخ من أداء الأمانة المقدمة، آملين بعد ما بلغ السيل الزبى، أن يغضبوا لإخوانهم غضبة مضربة، لا تقف عند حد الكلام، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
عن الجرائد المصرية
التاريخ 30 يونيه 1946.
سكرتير الجبهة
الفضيل الورتلاني