الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثوار، بل الحقيقة المرة، أن الجيش الفرنسي قد عجز عن الوصول إلى الثوار، وإنما يقاتل الأهالي العزل الأبرياء، ويصب عليهم النيران في داخل بيوتهم وبعد: فيا أصدقاء فرنسا الكرام، إنكم في عصر المعرفة والمنطق، فالرجاء أن تحرصوا على معرفة الحقائق في عظائم ألأمور وعلى تحكيم المنطق وحده فيها دون العواطف والشهوات.
برقية إلى حضرة الزعيم علال الفاسي المحترم
أهنئكم على توحيد الكفاح المقدس بين المجاهدين الجزائريين والمراكشيين، آملين توسيعه وتثبيته، واعلموا أن الأجيال، إنما تنتظر من التضحيات المناسبة، لترث مغربها، عربيا مستقلا وموحدا غير مجزء، وإنى آمل أن تكونوا دائما القدوة الصالحة.
القاهرة 5 - 10 - 1955
الفضيل الورتلاني
ما هو مصير الجزائر - بعد الانتخابات الفرنسية
؟
جريدة بيروت المساء والمنار الدمشقية
لم يكن المسؤولون الفرنسيون يخفون أهم سبب لحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، قالوا جميعا، بعضهم بلسان المقال والبعض الآخر بلسان الحال: أن السبب الرئيسي، هو مشكلة الجزائر والمغرب العربي، من أجل ذلك كانت المعركة الانتخابية، قائمة بين المتنافسين جميعا على آرائهم في مستقبل الجزائر وإفريقيا الشمالية، وهو وحده الذي كان يرجح كفة على أخرى، بين المرشحين المتنافسين في كافة أنحاء فزنسا وما وراء البحار، فالنتيجة التي انتهت إليها تلك الانتخابات إنما تعد بمثابة استفتاء مقصود، لمعرفة وجهة نظر الرأي العام في قضية معينة، هي بالتحديد الجزائر بالذات، لأن الفرنسيين يرون أنهم قد
وصلوا فيما يتعلق بتونس ومراكش إلى بداية الحل على الأقل، فماذا كانت النتيجة؟ وكيف يكون مصير الجزائر؟
كانت النتيجة واضحة كل الوضوح .. لقد كانت في صالح الجزائر، لأن الأحزاب أو الأفراد الذين كانوا يقولون بإنصاف الجزائر، على اختلاق وتفاوت فيما بينهم في تقدير هذا الإنصاف كلهم أو جلهم نجحوا نجاحا باهرا، قد لا يكون منتظرا، حتى من أصحابه ويلاحظ أن الحزب الوحيد في فرنسا الذي كان يقول باستقلال الجزائر من غير قيد ولا شرط، والذي يناصر الثورة علنا وبكل ما أوتي من قوة، هو الحزب الشيوعي، وهذا الحزب قد حصل وحده على أكثر من ربع المقاعد مجتمعة، وكسب فوق ما كان عنده في المجلس السابق، نحو خمسين نائبا جديدا، ولم يجد عند الشعب الفرنسي من أسباب الانتصار، سوى قضية الجزائر، والمقياس الصحيح عندنا اليوم، معشر الجزائريين، للتفريق بين العدو والصديق، وبين الباذل والمقصر، وهو موقف الناس من ثورتنا، لأن الثورة الجزائرية هي أنبل ثورة، أو هي الأقل من أنبل الثورات التي عرفها التاريخ، لأنها ثورة تطالب بالحرية والاستقلال في القرن العشرين، المطلب الطبيعي الذي وصل إليه اليوم حتى المتوحشون، والمطلب الذي لا يتم أمر السلم في العالم إلا بتحقيقه، هذه الثورة التي دلت على رجولة وعزيمة .. وتضحية وصبر ونبل.