الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خذ مثلا أكبر دولة في العالم، خذ هؤلاء الأمريكان (أعني الولايات المتحدة) الذين يلغ تعدادهم اليوم مئة وستين مليونا، وانظر إليهم كيف يستقلون هذا العدد الضخم، فيروح رجالهم العباقرة، يبحثون عن التكتل والترتيب في جميع القارات العامرة، تحت أسماء تنظيم في هذا العقد اللامع، (مشروع مارشال النقطة الرابعة) ومساعدة المناطق المتأخرة اقتصاديا، وبالتحالف، والنايلون وما أشبه ذلك.
ثم لما ضاقت بهم الأرض وبأبحاثهم، راحوا يبحثون في السماء من بين الكواكب السيارة، والنجوم الثابتة حتى عثروا على من يزعم لهم، بأن الوصول إلى المريخ أمر غير مستحيل.
فآمنوا بسرعة، وهم الآن بصدد إعداد الأسباب ليصعدوا إليه في الغد القريب أو البعيد. وهذا العصر بالذات يؤمن بجدوى رابطة المصلحة أشد الإيمان، حتى قال قائلهم، وقائد قافلتهم في الحرب والسلم، المستر تشرشل، "لا مانع عندي من محالفة الشيطان، إذا كان ذلك في مصلحة أمني ووطني".
جربوا والعبوا ورقتكم الرابحة
والواعون اليوم، في سباق جنوني نحو رابطة المصلحة، إلا العرب المساكين ويا ما أتعس العرب المساكين، فإن أمامهم أربح ورقة في عالم التكتيل والمصلحة، ما جربوا أن يلعبوا بها جديا في يوم ما. وأنه ليعيش حولهم ثمانون مليونا من بني جنسهم ولغتهم، ويعيش في دنياهم ستمائة مليون، يدينون بعقيدتهم، ويتوجهون خمس مرات في اليوم إلى كعبتهم، ويشغل هؤلاء، وهؤلاء مساحة تناهز نحو ثلاثين مليونا من الكيلومترات المربعة، تحمل فوقها، وفي بطنها، كل مقومات الحياة السعيدة، ولكنهم مع الأسف ما فطنوا أو بالأحرى، ما أحسوا بأن التعارف بينهم، ولو لمجرد المصلحة (فضلا عن الروابط المثالية الأخرى التي يؤمن بها اليوم جميع الناس) إنما هي عملية مقدمة تؤدي إلى إسعادهم وإعزازهم.
ماذا أريد أن أقول، والحديث ذو شجون، ومساحة هذه الجريدة الكريمة تقتضى الإيجاز، إن في بلاد المغرب العربي، 30 مليونا من إخوان لكم أخيار أبرار وأبطال وموصوفون بكل فضل يرغب به الناس ويرهبه، ويشغلون مساحة عن الأرض تناهز أربعين مليونا من الكيلومترات المربعة، تنتج كل الخيرات، وهي من دياركم على مسافة بضع ساعات بالطائرة، ثم إتي أشهد الله أنهم يحبونكم من أعماق قلوبهم، ويبحثون عنكم بحث شحيح ضاع في الترب خاتمه، أو ليس ما أقول من العار! أو من الحرام! أو من العيب ولكني أقول أو ليس من الخسارة أن يزهد العرب في إخوانهم هؤلاء، وهم يشكلون نصف أمتهم تقريبا؟ ولا يقولون لي أحد ما زهدنا، لأن الواقع المر يشهد بأن العرب اليوم وفي غالب الشرق، يعرفون عن باريس ومرسيليا أكثر مما يعرفون عن فاس والدار البيضاء، ويعرفون عن نيويورك وواشنطن، أكثر مما يعرفون عن قسنطينة وعناية بالجرائر. ويعرفون عن أهل كوريا والصين، أكثر مما يعرفون عن إخوانهم في المغرب العربي، أما من المسؤول عن ذلك فلندعه لوقت آخر، فعفي الله عما سلف، وهيا نتعاون على هذا الواجب المقدس، وأرجو أن ألقاكم في أحاديث متوالية أو متقاربة عن المغرب العربي على صفحات هذه الجريدة المجاهدة.
وإلى اللقاء
جريدة بيروت المسار عدد 1829 وجريدة المنار.
إلى المجاهدين الأخيار:
لقد بعتم أشكم لله والوطن، فاصدقوا مع الشاري الجبار، إنه الواحد القهار، الذي لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض.
واجعلوا من أورادكم اليومية، قوله تعالى:{ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} المنافقون: 8. وقوله تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} الجمعة: 8.