الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى الثائرين الأبطال من أبناء الجزائر اليوم
حياة أو موت = بقاء أو فناء
نشر في حينه بالجرائد المصرية وغير المصرية 3 نوفمبر سنة 954ا
حياكم الله أيها الثائرون الأبطال، وبارك في جهادكم، وأمدكم بنصره وتوفيقه، وكتب ميتكم في الشهداء الأبرار، وحيكم في عباده الأحرار.
لقد أثبتم بثورتكم المقدسة هذه، عدة حقائق:
الأولى: أنكم سفهتم دعوى فرنسا المفترية، التي تزعم أن الجزائر راضية مطمئنة، فأريتموها أن الرضى بالاستعمار كفر، وأن الاطمئنان لحكمه ذل، وأن الثورة على ظلمها فرض.
الثانية: إنكم شددتم عضد إخوانكم، المجاهدين في تونس ومراكش، وقويتم آمالهم في النصر، وثبتم عزائمهم في الجهاد، وقد كان من حقهم الثابت، أن ينتظروا هذه النجدة منكم، فجئتم بها في وقتها، وكفرتم عن التقصير في هذه المباغتة المفزعة لعدوكم.
الثالثة: إنكم وصلتم بثورتكم هذه، حلقات الجهاد ضد المعتدين الظالمين، الذي كان طبيعة دائمة في الجزائري منذ كان، وكشفتم عن حقيقته الرائعة، في إباء الضيم، والموت في سبيل العزة، وجلوتم عن نفسيته الجبارة، ما علق بها في السنين الأخيرة من صدأ الفتور.
الرابعة: إنكم بيضتم وجوها، وأقررتم عيونا، وسررتم نفوسا، مملوءة بحبكم، معجبة بصفحاتكم القديمة، في الجهاد راثية لحالتكم الحاضرة.
أيها المجاهدون الأحرار:
إن فرنسا لم تترك دينا ولا دنيا، فأوقافكم مصادرة، لم يبق منها أثر ولا عين، ومساجدكم حولت إلى كنائس، ومرافق عامة، وأرضكم الغنية مغضوبة، مستباحة، وكرامتكم مهدورة، وقد أراقت فرنسا من دماء أبنائكم أنهرا، في الحروب الاستعمارية الإجرامية، ولا تزال حتى الآن تطمع في تسخير الملايين منكم، لإذلال الأحرار من أمثالكم، بما فعلت في مدغشقر والهند الصينية، ولا تزال تساوم بكم، وبخيرات أرضكم، الدول الكبرى لمصالحها، كأنكم ضرب من البضاعة، ولقد عرفنا من خبث فرنسا، ما يحملنا على الاعتقاد، بأن ما تنويه من غدر، وما تخفيه من خبث فرنسا، ما يحملنا على الإعتقاد، بأن ما تنويه من غدر، وما تخفيه من حقد، أعظم من أن يوصف، فانتبهوا أشد الانتباه.
أيها الأحرار الجزائريون - أيها المكافحون في جميع أقطار المغرب العربي.
إعلموا .. أن الجهاد للخلاص من هذا الإستعباد، قد أصبح اليوم واجبا عاما مقدسا، فرضه عليكم دينكم، وفرضته قوميتكم، وفرضته رجولتكم، وفرضه ظلم الاستعمار الغاشم الذي شملكم ثم فرضته أخيرا مصلحة بقائكم، لأنكم اليوم أمام أمرين: إما حياة أو موت، إما بقاء كريم أو فناء شريف.
عن مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة الفضيل الورتلاني