المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌توضيحات، وتعليقات…لا بد منها - الجزائر الثائرة

[الفضيل الورتلاني]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الرابعة

- ‌المقدمة

- ‌تقديم الطبعة الثالثة

- ‌نبذة عن حياة المرحومالأستاذ الفضيل الورتلاني

- ‌نشأته ومولده:

- ‌إلتحاقه بالشيخ عبد الحميد بن باديس بقسنطينة:

- ‌الفضيل الورتلانيبين حركة الإصلاح ونشر الدعوةوالتعريف بالقضية الجزائرية

- ‌هجرته إلى أوروبا في إطار الحركة الإصلاحية:

- ‌إستئناف نشاطه السياسي بمصر:

- ‌مساهته في الثورة التحريرية:

- ‌تصديربقلم الفضيل الورتلاني

- ‌التعاون مقدس، والتعارف أقدس

- ‌ما هذا الجهل المخجل بينكم أيها العرب

- ‌مقالات في كتاب

- ‌الجزائر تجاهد منذ خمسة قرون

- ‌غياب الأسطول الجزائري وقيام الأمير عبد القادر

- ‌رأس جزائري بخمسة فرنكات

- ‌ثورة المقراني وابن الحداد

- ‌ثورة من أجل يهودي يسب دين الإسلام

- ‌حقوق اللصوص

- ‌لماذا يستميت الجزائريون بنضالهمحيث الكرامة أغلى من الموت

- ‌الورتلاني يشرح قضايا التحرر في المغرب العربي

- ‌عدد الثوار

- ‌قيادة الحركة

- ‌الإتفاقية التونسية

- ‌اليهود في تونس

- ‌ومراكش

- ‌أسطورة الوجود الفرنسي بالمغرب العربي

- ‌يجب أن تكون فرنسا أذن ألمانية

- ‌المنطق المعكوس

- ‌إدماج الجزائر بفرنسا، دونه قارات وبحار وتاريخ

- ‌ماذا يقصد الفرنسيون بالإندماج

- ‌دلائل الإندماج المزعوم

- ‌مصالح الفرنسين هي استعباد الجزائريين

- ‌الفضيل الورتلاني يحدثنا عن الدين والعرقفي المغرب العربي

- ‌الدين في المغرب العربي

- ‌العنصرية في المغرب العربي

- ‌التقارب العربي

- ‌لا بربر في المغرب العربي

- ‌ثورة الجزائركما يوضحها الفضيل الورتلاني

- ‌الأمة كلها حزب واحد

- ‌الثوار وحدهم هم أصحاب الكلمة

- ‌ليس في الجزائر أقليات

- ‌ثوار الجزائر يتكلمون ويوضحون أهدافهم ووسائلهم

- ‌للتوضيح

- ‌ساعة الخطر

- ‌جبهة التحرير

- ‌مهمتان مرهقتان

- ‌أسس المفاوضات

- ‌رأي الثوار في النظام والدعاية والجبهة والاعتدال

- ‌التنظيم

- ‌الدعاية

- ‌الجبهة والثوار

- ‌الوطنيون المعتدلون

- ‌قائمة الثوار لتسعة أشهر

- ‌القائمة الرهيبة

- ‌مسألة السلاح

- ‌مسألة حرية

- ‌أيها العربي ماذا تعرف عن المغرب العربي

- ‌جربوا والعبوا ورقتكم الرابحة

- ‌نموذج من ديمقراطية فرنسا في الجزائرمهداة إلى أصدقاء فرنسا

- ‌جزاء الجزائريون من فرنسا بعد الحرب

- ‌لتسقط الديمقراطية الفرنسيةوتحيا الثورة الجزائرية والمغربية

- ‌محنة اللغة العربية في الجزائر

- ‌هل المقاتلون في الجزائر ثوار أم لصوص

- ‌تهديد فرنسا يعطي نتائج معكوسة

- ‌فرنسا تحارب الإسلام علنا في الجزائر

- ‌الجزائر وأسبوع التسلح لجيش سورياهل أصبح العرب أضحوكة البشر

- ‌متى تختفي إسرائيل من الوجود

- ‌برقية إلى حضرة الرئيس إسماعيل الأزهري المحترم

- ‌نريد أسابيع التسلح للجزائر

- ‌نطالبكم بحق وليكن دينا علينا

- ‌هل ثوار الجزائر خونة! .. لأنهم يستعينون بدول أجنبية

- ‌الكلمة في انتخابات الجزائر هي للثوار وحدهم

- ‌نريد انتخابات جزائرية حرة

- ‌وحشية الاستعمار الفرنسي بالجرائر

- ‌مسرحية فاشلة

- ‌ما هو مصير الجزائر - بعد الانتخابات الفرنسية

- ‌نريد الاستقلال ولا شيء غير الاستقلال

- ‌إلى المستعمرين

- ‌الوجود الفرنسي واليهودي بالمغرب العربي

- ‌يقتضينا ثلاثة أمور

- ‌الشعب الفرنسي يعيش في شقاء

- ‌بين نهر أبو علي في طرابلسوالاستعمار الفرنسي بالجزائر

- ‌ضحايا طرابلس بالمئات وأما الجزائر فهم بالآلاف

- ‌عهودنا وعهودهم

- ‌هل أصبحت إسبانيا أخبث من فرنسا

- ‌أيهما أحب إليكم أيها المكافحون

- ‌هل في حكومة تونس ومراكش صهيونيون

- ‌الوجود الصهيوني بالمغرب العربي

- ‌سابقة خطيرة

- ‌برقية إلى وزراء خارجيةالعرب المجتمعين بالقاهرة

- ‌مهرجان مكافحة الاستعمار

- ‌مهرجان مكافحة الاستعمار

- ‌مخازي الاستعمار

- ‌جريمة البريطانيين في البريمي

- ‌همجية فرنسا في الجزائر

- ‌رأس المغربي بخمسة فرنكات

- ‌بيان حول العدوان الإنكليزيعلى واحة البريمي

- ‌جمعية العلماء الجزائريين (1)باعثة الأمة الجزائرية والمغرب العربي وهادمة الاستعمار

- ‌ العروبة والإسلام

- ‌تشكيك الجزائريين في عروبتهم

- ‌موقفهم من الإسلام

- ‌شروط الجنسية العربية

- ‌جمعية العلماء الجزائريين (2)باعثة الأمة الجزائرية والمغرب العربي وهادمة الاستعمار

- ‌جمعية العلماء الجزائريين (3)باعثة الأمة الجزائرية والمغرب العربي وهادمة الاستعمار

- ‌الفضيل الورتلاني يوضح عدد سكان المغرب العربي

- ‌إلى ذلك النفر المكافح العزيز

- ‌الجزائر مقبرة الشباب الفرنسي

- ‌تجارة المؤمنين

- ‌خطاب رئيس جمعية العلماءفي مؤتمرها السنوي

- ‌تحية الوافدين

- ‌تاريخ الجمعية ومبادئها وكفاحها

- ‌رجوع إلى الماضي للاعتبار

- ‌جهاد الجمعية العلمي والتربوي

- ‌كفاحها ضد الاستعمار في محاربته للدين ولغته

- ‌يجب أن نكون للأمة قدوة صادقة

- ‌أصلحوا أنفسكم يصلح لكم الناس

- ‌نعم نحن موافقون

- ‌كتاب مفتوح من الورتلانيإلى رئيس حكومة فرنسا "جي موليه

- ‌مطالب الجزائريين من فرنسا

- ‌حلول سلبية أو إيجابية

- ‌صدى ثورة الجزائر في الشرق

- ‌إلى الثائرين الأبطال من أبناء الجزائر اليومحياة أو موت = بقاء أو فناء

- ‌ثلاث صرخات…نداء حول ثورة الجزائروالمغرب العربي

- ‌نداء إلى الشعب الجزائري المجاهد ..نعيذكم بالله أن تتراجعوا

- ‌أذكروا غدر الاستعمار ومماطلته

- ‌إن التراجع معناه الفناء

- ‌هلموا إلى الكفاح المسلح

- ‌أوسع المعلومات عن بداية الثورة في الجزائر

- ‌ثورة الجزائر طابعها عسكري حازم

- ‌الليلة الليلاء…ليلة 1 نوفمبر سنة 1954بداية ثورة الجزائر المباركة

- ‌ملاحظات وتعليق: عظمة الثورة ومغزاها

- ‌رسالة من الورتلانيإلى حكومة مراكش الحرة

- ‌لا قيمة لحق لا تسنده قوة

- ‌احذروا غدر الاستعمار

- ‌وحدة المغرب العربي أمانة مقدسة في أعناقكم

- ‌جيش التحرير هو رأس مالنا المفدى

- ‌مذكرة عن جمعية العلماءإلى الجامعة العربية

- ‌الشعب الجزائري

- ‌أشنع أعمال فرنسا في الجزائر

- ‌لمن يرجع الفضل

- ‌مبدأ جمعية العلماء وغاياتها

- ‌أعمال جمعية العلماء في التعليم العربي للصغار

- ‌رغبات جمعية العلماء وآمالها في الحكومات العربية

- ‌بادروا لنجدة إخوانكم

- ‌الجزائر تعتز بعقيدتها وعروبتها

- ‌وزير فرنسي ينكر على فرنسا أعمالها البربرية

- ‌الجزائر محرومة من كل شيء

- ‌بيان من المؤتمر السنوي لجمعية العلماء الجزائريين

- ‌الاستعمار مسؤول عن كل شيء

- ‌تصحيح واحتجاج

- ‌كيف يسيطر المستعمرون الرأسماليون

- ‌الأيادي الخفية

- ‌من هو فرانسوا شارل رو

- ‌لجنة فرنسا المركزية

- ‌الطبقة المسيطرة

- ‌شؤون تونس

- ‌الدعاية الاستعمارية في أمريكا

- ‌مشاحنات في قلب اللجنة

- ‌المسيو مزاوبي

- ‌أحلاف الاستعمار

- ‌مقررات اللجنة

- ‌شبكة موصولة الحلقات

- ‌وفي المغرب

- ‌جبهة تحرير الجزائر للتاريخ

- ‌إلى حضرات الوزراء الأربعة الكبار في جنيف

- ‌إلى مولاي محمد بن يوسفسلطان مراكشفي ذمتكم أمور أربعة خطيرة

- ‌كونوا ربانيين

- ‌مذكرة من الأمير عبد الكريم الخطابي إلى الجامعة العربية

- ‌نداء من الأمير عبد الكريم الخطابيإلى أبناء المغرب العربي المجاهدين

- ‌لقد حان وقت تصفية الحساب أيها الإخوان المجاهدون

- ‌المستعمرون أجبرونا على الانفجارأيها الأبطال المكافحون في تونس والجزائر ومراكش

- ‌لا مفاوضة بعد اليوم أيها الإخوان المكافحون في المغرب العربي كله

- ‌نريد أن نعيش أحرارا أيها الإخوان المكافحون

- ‌الشعب الفرنسي لا يريد حربا

- ‌كلمتي إلى أهل تونس وإلى الجنود في جيش فرنسا

- ‌إلى الفرنسيين الأحرار

- ‌وكلمتي - أخيرا - إلى الموظفين والساكنين

- ‌خطابات مفتوحة من الورتلاني إلى سفير فرنسا في القاهرة

- ‌حول غطرسة الفرنسيين في شمال إفريقيا (1)

- ‌حول غطرسة الفرنسيين أبضا (2)

- ‌حول اعتقال عشرات الآلوف من المجاهدين (3)

- ‌حول عزل الشعب المغربي عن العالم الإسلامي (4)ومنع السفر لحج بيت الله الحرام

- ‌حول حقد الفرنسيين على العرب (5)والحرص عل امتهانهم وإذلالهم واغتصاب أراضيهموتقتيل شبابهم .. وسجن أحرارهم

- ‌في سبيل استقلال طرابلس الغرب (6)الجنرال ديغول ينصب نفسه حاميا للاستعمار الدولي

- ‌إفريقيا الشمالية والجنرال سبيرس (7)العرب أمة واحدة يريدون الوحدة والاستقلال

- ‌سيتحد أبناء إفريقيا الشمالية رغم أنوف المستعمرين (8)

- ‌إفريقيا الشمالية باستيل القرن العشرين (9)دولة الحرية والإخاء والمساواةتحارب الحرية والإخاء والمساواة وتعتدي على الأديان والأعراض والأموال

- ‌يوم إفريقيا بعد يوم فلسطين (10)نداء الجبهة إلى العرب من هيئات وأفراد

- ‌وحشية الفرنسيين في إفريقيا الشمالية (11)وبطولة العرب المجاهدين في سبيل حريتهم

- ‌جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية

- ‌كيف تكونت جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا

- ‌الجبهة وأغراضها

- ‌الثورة الاستقلالية الدائمةفي إفريقيا الشمالية

- ‌مذكرة من جبهة الدفاع عن إفريقيا الشماليةإلى مؤتمر الجامعة العربية

- ‌مذكرة إلى هيئة الأمم المتحدة من جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية

- ‌مذكرة مرفوعة من جبهة الدفاععن إفريقيا الشماليةإلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم عبد العزيز آل سعود عند زيارته لمصر

- ‌ثورة الجزائر العربية أول بيان لجبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية

- ‌إلى دول الجامعة العربية…ودول الأمم المتحدةثورة الجزائر دفاعا عن حقوقهم ودينهم وأعراضهم وأموالهممذكرة خطرة…من جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية

- ‌مذكرة من جبهة الدفاععن إفريقيا الشماليةإلى دول الأمم العربية وإلى الأمم المتحدة

- ‌من همجية فرنسا الديمقراطية

- ‌النار والدمارفي تونس العربية المسلمةنداء جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا إلى العالم

- ‌مذكرة عن مؤتمر تونس

- ‌إعتداء فرنسا على الأرواحوالأعراض في تونس

- ‌إلى السفراء بمناسبة الذكرى السنويةلثورة الجزائر العربية

- ‌احتجاج الجبهة في ذكرى الظهير البربري

- ‌جبهة الدفاع عن إفريقيا الشماليةتحتج ضد المساومات الاستعمارية في تونس

- ‌المذكرة

- ‌حول مطالب جمعية العلماء الجزائريينفرنسا تحارب العلم والدين والإنسانية

- ‌إنسانية فرنسا

- ‌في سبيل طرابلس الغرب من جبهة الدفاع عن إفريقيا الشماليةإلى دول الأمم المتحدة والدول العربية

- ‌من سكرتير جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا

- ‌جواب "مصر الفتاة

- ‌استغاثة لم تسمع من الجبهةإلى رفعة علي ماهر باشا

- ‌تحية إفريقيا الشمالية إلى أمين الجامعة العربية

- ‌مجاهدون يعودون من الآخرة

- ‌زلزال لبنان وقوى الشر الفرنسية في الجزائر

- ‌إبادة بالجملة

- ‌فرنسا الأثيمة

- ‌ماذا فعل العرب الكبار

- ‌أين الديبلوماسية والحمية العربية

- ‌كلمة عن مملكة تونس العربية

- ‌شذرة من تاريخها

- ‌كيف وقع الاحتلال الفرنسي

- ‌جهاد التونسيين في سبيل الاستقلال

- ‌مأساة الجزائر

- ‌أتنسون الجزائر وهي دوح

- ‌أهمية القطر الجزائري

- ‌مراكش .. والاستقلال

- ‌وثيقة الاستقلال

- ‌توقيعات ممثلي الشعب

- ‌المغرب العربي والصهيونية

- ‌الصهيونية:

- ‌بدء الحرب:

- ‌الثورة التونسية:

- ‌في المرحلة الأخيرة:

- ‌المغاربة في الخارج:

- ‌لكم أيها المجاهدون في ليبياأخت الجزائر أسوة حسنة

- ‌الجبل الأخضر

- ‌حرب السنين السبع

- ‌الحصار

- ‌المستميت لا يموت

- ‌نصيحة غالية

- ‌في سبيل فلسطين

- ‌المأساة الخطيرة في إفريقيا الشمالية

- ‌فرنسا والعالم الإسلامي

- ‌برقيات مختلفة من جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية

- ‌برقية الجبهة إلى أمين الجامعة العربية

- ‌إلى رئيس مؤتمر سان فرانسيسكو

- ‌إلى هيئة الأمم المتحدة

- ‌إلى وزراء الدول الخمس

- ‌إلى جلالة ملك شرق الأردن

- ‌إلى جلالة سلطان مراكش

- ‌إلى رئيس المجلس الاستشاري الفرنسي

- ‌من الأمين العام لجامعة الدول العربيةإلى جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية

- ‌إلى أمين الجامعة العربية

- ‌إلى رئيس الجمهورية السورية

- ‌تهنئة الجبهة لسوريا بجلاء الجيوش المحتلة

- ‌الاحتجاج على الاعتداء البريطاني

- ‌إلى مؤتمر الجامعة العربية في بلودان

- ‌إلى مؤتمر الملوك والرؤساء بانشاص مصر

- ‌إلى جلالة سلطان مراكش

- ‌إلى رئيس الجمهورية السورية الحرة المستقلة

- ‌منع عقد مؤتمر طلبة إفريقيا الشماليةاحتجاج الجبهة على ذلك

- ‌في سبيل أندونيسيامطالبة الجبهة بالاعتراف باستقلالها

- ‌رحلة أمين سر جبهة الدفاععن إفريقيا الشماليةإلى الأقطار الشقيقة

- ‌بيان أمين سر الجبهة إلى الصحف العربية

- ‌يوم العروبة المجاهدة في شمال إفريقيامحاضرة الأستاذ الورتلاني بدار الإخوان المسلمين بدمشق

- ‌تصريح رائع عن شمالي إفريقيالرئيس الوزارة السوريةإلى سكرتير الجبهة الأستاذ الورتلاني

- ‌سعد الله بك الجابري يجابه الوزير الفرنسيبشأن شمالي إفريقيا على أثر المقابلة

- ‌شكر الجبهة للجمهورية السورية حكومة وشعبا

- ‌هذا هو الزلزال الحقفرنسا تنصب في الجزائردكتاتورا وإلها للشر

- ‌رأي الأمريكان في قضية الجزائر

- ‌دعاة الوحدة العربية

- ‌لا ثقة بعد تراجع موليه

- ‌نابليون الجيب

- ‌الموقع الأخير الباقي

- ‌سياسة موليه

- ‌توضيحات، وتعليقات…لا بد منها

- ‌لن نستكين وفي أرواحنا قبس

- ‌هل تكون الجزائر الشرارة الأولى لحرب عالمية ثالثة

- ‌لم يبق في الجزائر معتدل ومتطرف

- ‌فرنسي كبير يسفه مزاعم كبار الفرنسيين

- ‌الجزائر دولة قائمة بالفعل

- ‌ثورة عبد القادر

- ‌الاحتلال .. لتصريف البضائع

- ‌رسالة التمدين

- ‌ثورات الجزائر

- ‌قوة السلاح لا تقهر الأفكار

- ‌لا قيمة لاستقلال تونس ومراكشما لم تستقل الجزائر

- ‌الامتزاج، أم الدولة ذات الجنسيات

- ‌الأمة الجزائرية كلها ثائرة وحزب واحد

- ‌مذكرة حزب الشعب الجزائريإلى أعضاء هيئة الأمم المتحدة

- ‌ملاحظتان

- ‌قمع

- ‌قوانين إرهابية

- ‌دعوة

- ‌نسيان

- ‌الحركة الإصلاحية

- ‌حزب الشعب

- ‌تأييد الجزائر

- ‌الهدنة ومذبحة الجزائر

- ‌مصارحة

- ‌فقدان الثقة

- ‌خطورة الحالة

- ‌خاتمة

- ‌من زعماء الجزائرفرحات عباس رئيس حزب البيان

- ‌تصريح فرحات عباس

- ‌يجب إعادة السلام إلى الجزائر

- ‌المقاومة

- ‌الماريشال بيجو الرئيس فور…وقدمته بالكلمات الآتية

- ‌حقائق وأفكار رائجة

- ‌التجربة المرة

- ‌مشروع جهنمي

- ‌الهدف الرهيب

- ‌تصريح للورتلاني عن اليمن وعن رحلته إلى الأندلس

- ‌الفضيل الورتلاني

- ‌أول تصريح للأستاذ الفضيل الورتلانيبعد إعلان براءته والعفو عن سياسيي اليمن

- ‌مسيحيو لبنان يمقتون فرنسا والاستعمار

- ‌الاتجار بالمسيحيين

- ‌رأس الأفعى أو سياسة بريطانيا الاستعمارية

- ‌كلمة حق تغني عن الجيوش

- ‌وحدة صفوف اللبنانيينتخدم العرب والجزائر

- ‌إننا ننتظر البادرة

- ‌ورئيس الكتاتب يؤيد الجزائر

- ‌صرخات لبنان

- ‌ليس أوقح من فرنسا

- ‌الشهيد حسن البنا يقول:اغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب

- ‌من أبطال الدعوة

- ‌أقل ما يقال عنه

- ‌ما لم يتحقق اليوم من آمال سيتحقق غدا

- ‌الورتلاني…والعقبات التي وقفت في طريقه

- ‌نشاط دائب

- ‌هل فتر الورتلاني؟!…كلا

- ‌كلمة عباد الرحمن الختاميةبقلم مدير الشؤون الاجتماعيةالأستاذ: رفيق سنو

- ‌كيف عرفت الورتلاني

- ‌الورتلاني في البحار

- ‌الورتلاني في بيروت

- ‌الصحبة

- ‌تأثيره على الطبقات ووفاؤه لوطنه

- ‌إهماله لصحته

- ‌تضحياته وتضييعه للفرص

- ‌نموذج من أسفاره

- ‌إلى أوروبا

- ‌وفاؤه لإخوانه وتلامذته

- ‌رحلته إلى الشرق:

- ‌أعماله في لبنان:

- ‌في أسفاره

- ‌الخلاصة

- ‌الفضيل الورتلاني

- ‌إلى مجاهد العروبة والإسلامفي استانبول

- ‌عباد الرحمن

- ‌شكر واجب

- ‌تحية حزب النجادة إلى أبطال الجزائر

- ‌تحية مسلمي الهند والباكستان للمجاهدين الجزائريين

الفصل: ‌توضيحات، وتعليقات…لا بد منها

وفي بداية هذا الأسبوع، كان يبدو أن موليه قد تراجع، أمام القائلين بأن القوة والقوة وحدها، هي السبيل العملي للاحتفاظ بالسيطرة على الموقف في الجزائر، وهذا بطبيعة الحال، قد يكون صحيحا لفترة قصيرة. ولكن التجربة المرة التي عرفتها فرنسا، قد دلتها على أن القوة لم تستطع أن تحقق شيئا مذكورا في سبيل وقف تيار الوطنية الصاعد في شمالي إفريقيا.

‌توضيحات، وتعليقات

لا بد منها

لا يمكن للقارئ العادي أن يخرج من مثل هذا الاستعراض، بفكرة نظيفة، ما لم نوضح له أكثر من حقيقة واحدة، وما لم نعلق على أكثر من رأي واحد، وقبل ذلك كله، نريد أن نذكر بأن الأمريكان، هم الذين يقولون بأن الكذب، هو من أعظم المؤهلات الصحفية، وللتدليل على ذلك، وللترويح على القارئ معا، نروي هذه القصة الطريفة، قالت الصحف:

زار مصر أخيرا "روبرت كروميك" صاحب جريدة "شيكاغو تريبون" ومن ألطف فكاهات الصحفية التي رواها قال: جاءني صحفي شاب، يرجو أن أعينه في "شيكاغو تريبون" فسألته: أوتجيد الكذب؟ قال أعتقد أنه بوسعي أن أتدرب على إجادته، قلت إذن إذهب وتدرب أولا، ثم عد إلي بعد حدقه.

ويعقب الصحفي الأمريكي الكبير، على ذلك قائلا: لست أعدو الواقع، إذا قلت أن الكذب أصبح من مؤهلات الصحافة الأمريكية، وهذا الذي يذهب إليه الصحفي الأمريكي، حقيقة لا يختلف فيها اثنان، وحقيقة أخرى، هي أن الكذب لها سوق تجارية، ترتفع فيها الأسعار وتنزل، تبعا لقاعدة العرض والطلب، وشأن الكذب في ذلك، كشأن جميع البضائع التي تتداولها أيدي التجار، والذي يعرف خليط المستعمرين في الجزائر، يعلم ولا شك، أنهم أسخى خلق الله، في البذل على الكذب،

ص: 364

فما تركوا رئيسا، ولا وزيرا، ولا نائبا، ولا زعيما، ولا صحفيا، في فرنسا وفي غير فرنسا، ومن كل أرض لهم فيها مصلحة، إلا وساوموه، وأغلوا الثمن في شراء ذمته، وقد وقع في فخهم عدد كبير من كبار الرجال، فصنعوا منهم أكبر الكذابين.

ولقد علمنا، نحن الجزائريين، الذين أجبرتنا رذالتهم، إلى ملاحقة مؤامراتهم في السر والعلن، بأنهم اعتمدوا عشرات الملايين من الفرنكات، لشراء الذمم في هيئة الأمم المتحدة، حتى لا يؤيدوا حق الجزائريين البائسين ضدهم، ومعنى ذلك أنهم يشترون أو يحاولون شراء دولا في شخص وفودها وممثليها.

وتدل الظواهر والقرائن على أنهم حتى في هذا الميدان العالي، قد نجحوا في كثير من الأحيان، ولا يستغربن القارئ من هذه المحاولات الجبارة، ومن هذا البذل الواسع، فإن هؤلاء المستعمرين، ذوي النفوس الحقيرة، إنما هم تجار ماكرون ماهرون، فقدوا معاني الإنسانية، والشرف في سبيل الربح غير الحلال، فإذا أنفقوا عشرات الآلاف في سبيل الإبقاء على سلطانهم، في الجزائر، فإن هذا السلطان هو نفسه، يضمن لهم مئات الملايين على حساب أولئك المستضعفين من الجزائريين، ونحن نقصد من وراء هذه الفذلكة، أن يعرف القارئ أن كل ما تنشره الصحف الأوروبية والأمريكية وفي بعض الصحف الشرقية، إنما هو بضاعة واقعة دائما، أو في كثير من الأحيان، تحت تأثير هذا العامل الجبار، أعني البيع والشراء ومع ذلك فما تخلو أعمدة هذه الصحف من حقائق، ولو كانت مصحوبة بشيء من الغموض المقصود أو غير المقصود.

وهذا المقال الذي بين أيدينا "للنيوزويك" الأمريكية هو من هذا القبيل، لما فيه من حقائق، ولما فيه من غموض.

ولنشرح إذن هذه الحقائق، ولنوضح ذلك الغموض، أن الحقيقة الأولى والكبرى، هي أن الوطنيين الجزائريين لا يريدون حقا إجراء انتخابات في وطنهم على النحو الذي يريده الاستعمار، والذي لا يقبله إلا من هان على نفسه أو عير الحي والوتد، والغريب في حكام فرنسا الجريئين على الكذب، والدجل، وفي

ص: 365

مقدمتهم الاشتراكي الشاب الرئيس "جين مولييه" أنهم يعلنون في كل مناسبة، وفي غير مناسبة، وفي معرض المن والوعود الكريمة الديمقراطية، السخية، بأنهم مستعدون لإجراء انتخابات حرة في الجزائر إذا وضع الثوار أسلحتهم، واستسلموا للسلطات الاستعمارية، من غير قيد ولا شرط.

سبحانك ربي، ما أوقح هؤلاء الحكام وما أصغر هذه النفوس التي ترضى موضع سخرية الأطفال، في الجزائر، وفي غير الجزائر، وما أجرأهم على التضليل، وعلى الهذيان.

الواقع أن القارئ العادي، الخالي الذهن، حينما يقرأ أو يستمع إلى تصريحات الحكام الفرنسيين، وإلى نداءاتهم المتكررة، التي يوجهونها إلى الثوار، يظن، بل يعتقد حتما، أن أمنية الجزائريين الكبرى التي قامت من أجلها الثورة، هي إجراء انتخابات حرة فيها، مع أن الحقيقة الخالدة التي يعرفها حكام فرنسا المفترون، قبل أي أحد من الناس، هي أن أبغض شيء إلى الجزائريين عامة، وإلى الثوار بصفة خاصة، هو هذه الانتخابات السافلة التي يعرضها عليهم حكام فرنسا، كهدية ثمينة، وترضية لهم كريمة، والعلة في ثورة الجزائريين على هذه الانتخابات، معروفة فيهم عند الخاص والعام، فهي إلى جانب كونها لم تسلم ولا يمكن أن تسلم مرة واحدة من التزوير الفاضح، فهي قائمة على قواعد استعمارية وقحة، سلبتها كل هيئة الانتخابات، من المعاني الكريمة ويكفي أن يعلم القارئ، أن أكبر هيئة انتخابية في الجزائر هي ما يسمونه المجلس الجزائري وعدد أعضاء هذا المجلس (120) عضوا لكن نصفهم يمثل ثمانمائة ألفا من المستعمرين الأوروبيتين، والنصف الآخر يمثل أحد عشر مليونا من أبناء الوطن العربي المسلمين.

أما المجالس المحلية، من بلدية ومديرية وغيرها، فهي أسوء من ذلك بكثير، لأن الجزائريين فيها، لا يمثلون أكثر من الثلث. وإذا علمت إلى جانب ذلك، بأن جهاز الإدارة التي تجري الانتخابات في الجزائر، هو كله من المتفرنسين، ابتداء من البواب، والبوليس العادي، إلى أن تصل إلى الحاكم العام، ثم إذا علمت مع ذلك أن أولئك المستعمرين، يملكون أكثر من نصف ثروة الجزائر، يستطيعون أن يشتروا بأموالهم أرفع الذمم.

ص: 366

إذا علمت كل ذلك، استطعت أن تفهم، وتقتنع بأن ثورة الجزائر، إنما قامت لأجل أن تقضي على هذا النوع من الانتخابات الملعونة، بل على هذا الضرب من الإهانات، التي تنزل بكرامة الأمة العريقة، إلى مستوى العبيد. ومع ذلك كله تسمع حكام فرنسا، في كل موقف كريم، وفي كل دعوة إلى السلام، يجعلون أسخى عروضهم، على الجزائريين، هي هذه الانتخابات السخيفة.

الحقيقة أن الذي يعرف الأوضاع في الجزائر كما هي، ثم يسمع عروض أولئك الحكام، ولم يكن يملك ثلاجة يضع فيها أعصابه، فإنه لا يسعه إلا أن يخرج عن وقاره، ولربما يخرج عن آداب دينه، فيسب ويلعن

ولقد أعلنا مئات المرات، أن الانتخابات التي يؤيدها الجزائريون في وطنهم، وأمتهم، ويقاتلون من أجلها، حتى النصر أو الفناء. إنما هي مثل انتخابات الفرنسيين في وطنهم وأمتهم، سواء بسواء.

تلك الانتخابات التي سبقنا إلى المطالبة بها، ويسبقونا إلى الثورات، والقتال، وإعدام ملوكهم، من أجل الحصول عليها، وهم ما يزالون يباهون، ويفتخرون، حتى اليوم بتلك الفعال كلها.

فهل يليق بكرامتهم، وأمجادهم، وتاريخهم، أو هل يليق بمنطق الذي يحتكم إليه الناس، أن يلوحوا علينا إذ قلنا لهم:

نحن على آثاركم مقتدون، وعلى طريقتكم المفضلة سائرون، وعلى كل حال، فليعلم الفرنسيون أننا، والله العالي القهار، لنقاتلن كل من يقف في طريقنا هذه التي سبقتمونا إلى سلوكها، ولو كان الواقف فيها، من أعز الناس لدينا، ولو كان من ملوكنا وعظمائنا.

فكيف لو كان من جلادينا، وممن لا يريدوا أن يعترفوا لنا بحق اشتريناه بدمائنا.

نعم اشتريناه بدمائنا - رغم كونه حقا طبيعيا لنا - يوم قدمنا مئات الآلاف من زهرة شبابنا، ليحققوا لكم النصر، في حربين عالميتين، لم تكونوا فيهما شيئا معتبرا راجحا لولا

ص: 367

قوى الجزائريين وبلاؤهم، أن تظنون، أنه ما يزال في الإمكان، أن تظل هذه القوى إلى جانبكم، وحريتهم مسلوبة، وغدركم بهم، واحتقاركم لهم، سنن دائمة خالدة .. ؟ كلا يا سادة، إذا لم تريدوا أن تعقلوا جيدا، وتفكروا في مصلحتكم الحقيقية البعيدة، فإنكم ستجدوننا أمام الدفاع عن كياننا أجن من المجانين بإذن الله، ولن يبقى يومئذ في الدنيا حرام نمتنع عن استعماله ضد وحشيتكم واستعبادكم والله المستعان.

الحقيقة الثانية: إن محاولة إدماج الجزائر في فرنسا، لن يؤدي حقا إلا إلى استمرار الحرب لمدة أطول، لأن هذه المحاولة، مخالفة لكل القواعد التي تسير عليها الطبيعة، وتسير عليها البشرية في حياتها، فجمع الليل مع النهار، ودمج بعضها في بعض آخر تأباه قوانين الطبيعة، ومحاولته عبث يتنزه عنه حتى الأطفال، وكذلك دمج أمتين في بعضهما ولم يكن يجمع بينهما في الأصول، ولا فيما تعاشرا فيه من أعوام، سوى ما يجمع بين الذئب والحمل، وبين الأضداد من الأشياء، والحياة البشرية الكريمة تأبى كذلك، أن تتألف شركة بين أفراد من الناس، يكون فريقا منها عبيدا، وفريق آخر سادة، ومما يحسن توضيحه هنا، وهو يبعث على الضحك والبكاء في آن واحد، هو أن الفرنسيين، وخاصة حكامهم وزعماؤهم، ملأوا أجواء الفضاء ادعاء وصراخا بأن الجزائر فرنسية، وأن أهلها فرنسيون، وأنه لا تعتريهم حالة من الهستيريا، حينما يأبى عاقل أن يصدقهم في ذلك، حتى لو كان هذا العاقل، هو مجلس هيئة الأمم المتحدة بجلالة قدره، فلقد انسحب وفدهم من المجلس فعلا، احتجاجا على قبوله النظر في قضية الجزائر، على اعتبار أنها شيء آخر غير فرنسا. ومع ذلك كله، لا يخجل هؤلاء الحكام البرابرة، أن يواجهوا الدنيا في الوقت نفسه، بقوانين يسنونها، وأنظمة يضعونها خاصة بالجزائريين دون الفرنسيين ولم تكن مألوفة حتى العصور الحجرية. وإذا كان الفرنسيون لا يملون في تكرار الكذب والافتراء، فإنه من حقنا، ومن حق القارئ علينا، أن نكرر قول الحق والواقع.

هذا الحق وهذا الواقع يا حضرة القارئ، هو أن هذا الجزائري، الذي يزعم الفرنسيون في غير حياء، أنه فرنسي، لا تسمح له القوانين الفرنسية، أن يكون موظفا إداريا، فوق

ص: 368

رتبة مختار، أو عمدة، ولا موظفا قضائيا فوق رتبة باش كاتب، ولا موظفا عسكريا فوق رتبة رئيس، ولا يجوز أن يكون ضابطا بوليسيا، فضلا عن رئيس ومعاون رئيس، ولا تسمح له القوانين الديمقراطية الفرنسية، أن يكون رئيس بلدية ولا نائبا أولا.

والجزائري، هذا الذي يقولون عنه أنه فرنسي. فإنه محروم من كل ما يتمتع به الفرنسي الأوروبي الأصل، من مزايا اقتصادية مع الحكومة والبنوك وغيرها، وقد علمت موقف القانون الفرنسي، من الجزائريين في الانتخابات، فهو فيها دون قاعدة الإرث {للذكر مثل حظ الأنثيين} النساء:11.

هذا نموذج صغير، للفروق المكرسة بين الجزائريين والفرنسيين، في الحقوق والواجبات، والقاعدة مطردة في بقية الأمور جميعا، من الأعلى حتى الأسفل.

ذلك أن حق الجزائريين في التمثيل البرلماني في باريس، كان يجب أن يكون لهم (200) نائبا في المجلس الوطني، ولكن الذي سمح لهم به هذا القانون الاندماجي المزعوم، الذي يستند إليه الفرنسيون، ويتبجحون به، هو ثلاثة عشر نائبا فقط.

الحقيقة الثالثة: أنه كان بالجزائر جماعة من المعتدلين فعلا، ومن الذين يميلون إلى التعاون مع فرنسا، على تسامح كبير في حقوق أمتهم خضوعا للواقع المر من جهة وأملا في أن يعقل الفرنسيون يوما من جهة أخرى فيخطون خطوة عملية إلى الأمام حتى يلتقي الفريقان في الوسط، ثم يعيش الجميع في تعاون وسلام.

لكن جحود الفرنسيين وتألههم على الجزائريين، ونكرانهم لكل جميل، وجمودهم الاستعماري، الذي لا يقبل أدنى تطور مع الزمن، مع ما عرفوا به من مكر وخداع واحتقار للجميع، كل ذلك حمل آخر المعتدلين إلى الكفر بإنسانية فرنسا، وإلى اليأس من إنصافها، لذلك تسمع من كبار أولئك المعتدلين اليوم صيحات اليأس مدوية، ويعلنونها في وجه فرنسا، وفي ملأ من الدنيا.

ص: 369

هذا الدكتور ابن جلول، رئيس جمعية النواب السابق، وأكبر المعتدلين من كان ينعته المتحمسون بصنيعه فرنسا والاستعمار، يقول هذا المعتدل الكبير في تصريح لشركة "روتر":

لم يعد لنا أي ثقة في فرنسا، ولم يبق إلا السير وراء الثورة ورجالها ويقول: إن فرنسا التي عجزت عن حماية رئيسها، لا تستطيع أن تحمي الجزائريين، وأن الذي يجب أن يحمي الجزائر، هو الجيش الجزائري، والبوليس الجزائري.

وهذا الدكتور عيسى بن سالم، من طراز ابن جلول يقول لمراسل "نيزويك": نحن مسلمين، قد فقدنا كل ثقة بفرنسا، وحوادث كل يوم، تزيدنا اقتناعا، بأن العنف يؤدي إلى نتائج إيجابية، وهو يعني بذلك استفحال أمر الثورة.

وهذا الأستاذ صلاح مصباح، رئيس المجلس الجزائري السابق، ومن أعرق الأسر المعتدلة الموالية لفرنسا يقول:

إن الدم يجب الآن أن يبذل بشكل متزايد، ونحن المعتدلين، لا ندعي، أن في وسعنا السيطرة على شعبنا، لأن 95./. منهم خاضعون، لسيطرة المقاتلين الوطنيين، التابعين لجيش التحرير، هذا وإن الذي يعرف الأوضاع في الجزائر جيدا، ليتأكد ويغمره اليقين بأن فرنسا، بعد خسارة أولئك المعتدلين، لم يبق لها في الجزائر، من تستطيع أن تستميله إليها ولو بذلت أغلى ما يبذله الخادعون الماكرون من المستعمرين.

وإذا كان المعتدلون على لسان الأستاذ مصباح، يعترفون علنا بأن 95 بالمائة خاضعون للثوار، فإن الذي يقدره مثلي في الواقع، أن الخاضعين للثوار هم 99./. وكسور، ومع ذلك فلا يخجل حكام فرنسا، أن يصفوا الثوار للدنيا، بأنهم جماعة من اللصوص وقطاع الطرق، وهم يحسبون أنهم بهذا الأسلوب من الدعاية، إنما يخدمون قضيتهم، والواقع أنهم بهذا الأسلوب الصغير، إنما يزيدون في النار اشتعالا، لأن معنى الثوار لصوص، أن الأمة الجزائرية كلها لصوص، وهذا نوع من

ص: 370

الاحتقار، الذي يستفز حتى البارد القاعد من الجزائريين، ونحن أعرف الناس بطباع أهلنا وأمتنا، ولكن الفرنسيين فقدوا صوابهم، وضاعت منهم الحكمة، وسيطرت عليهم الشهوة ورشوة المستعمرين {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} الشعراء:227.

الحقيقة الرابعة: أن القائمين على رسالة تأييد استرقاق الجزائريين، إنما هم عصابة من أرباب المصالح فيها، وكل ميزاتهم أنهم يملكون الملايير من الفرنكات، ويملكون نفوذا دونه نفوذ الملوك والسلاطين في العصور الغابرة، وأفراد هذه العصابة المتمردة، لا تجمعهم إلا رابطة المصلحة المادية والشخصية. وأكثريتهم الساحقة لا يمتون بعرق إلى الجنس الفرنسي الباتة، وإنما صاروا فرنسيين قانونا بحكم التجنيس فقط.

والدليل القاطع على ذلك، أن الزعيمين المتطرفين منهم، هما هذان اللذان يذكرهما مراسل جريدة "النيوزويك" وأحدهما كورسيكي الأصل، وهو "جان باتيست بياجى" والثاني إسباني الأصل وهو "أندري إشياري" وكل زعماء العصابة الاستعمارية، هم أحد الشخصين. إما أن يكون صاحب مصلحة مباشرة، وإما أن يكون مستأجرا للعصابة بأثمان غالية.

أما الذي يدفع الحساب الغالي في النهاية، فهو الشعب الفرنسي المسكين، وطالما نصحنا لهذا الشعب، مخلصين، صادقين، بأن يستفيق من غفلته الطويلة، ويضع يده الحديدية، مباشرة، على ميكروب هذا السرطان الاستعماري المدمر، فيريح نفه ويريح الناس، ولكن القرائن تدل على أنه حتى الآن، قد عمل أعمالا دون المطلوب. ولكنه لم يضرب بعد، ضربته الحاسمة المطلوبة ولعله فاعل ذلك بعد حين قريب، نرجو أن يوفق إلى القيام بواجبه كاملا وسريعا، قبل أن تحل به وبغيره الكارثة الكبرى.

نشرت في الحياة والمنار وبيروت المساء في مارس 56.

ص: 371