الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
عهودنا وعهودهم
"
يا من له الأخلاق ما تهوى العلى
…
منها وما يتعشق الكبراء
فإذا سخوت، بلغت بالجود المدى
…
وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت، فقادرا ومقدرا
…
لا يستهين بعفوك الجبناء
وإذا رحمت، فأنت أم أو أب
…
هذان في الدنيا هم الرحماء
وإذا خطبت، فللمنابر هزة
…
تعرو النبي وللقلوب بكاء
وإذا أخذت العهد، أو أعطيته
…
فجميع عهودك ذمة ووفاء
شوقي
في الرسول العربي الكريم صلى الله عليه وسلم
هل أصبحت إسبانيا أخبث من فرنسا
جريدة بيروت المساء ت 2، 1955 والمنار الدمشقية
رسالة من المجاهد الفضيل الورتلاني للزعيم المغربي عبد الخالق الطريس
أخي الكريم، الأستاذ عبد الخالق الطريس، رئيس حزب الإصلاح حفظه الله وأدامه للكفاح وتحرير الأوطان، تحية وتقديرا وبعد:
قرأت اليوم خبر استقالتكم من الوزارة، احتجاجا على الأسلوب الجد يد، الذي انتهجته إسبانيا المنحرفة، والداعية على لسان زعيمها الجنرال فرانكو، وحاكمها العام في تطوان، إلى وجوب بقاء الاستعمار في المغرب، وإنكارها على فرنسا العريقة في الاستعمار والعناد، السير في هذا الطريق السوي، فما كان الخبر عندي محل استغراب، وإنما الاستغراب عندي! أن لا يقع ذلك من مثلكم في هذه
الظروف الدقيقة الحاسمة، وكنا نأمل أن تكون عقلية الإسبان قد تطورت، وأن يكون حكامها اليوم عقلاء، يعرفون أين تقع مصلحتهم الحقيقية البعيدة، هل في بناء صداقة بريئة، قائمة على العدل والإنصاف، مع ثلاثين مليونا في المغرب العربي الحر القوي؟ أم أن مصلحتهم في تسجيل عداوة لهذه القوة الفتية الجبارة، وهي قوة سائرة في طريق الاستقلال، بإذن الله، رغم أنف أهل الدنيا جميعا، كنا نحسب أن مظاهرات التودد، التي قامت بين إسبانيا والعرب، في الأعوام الأخيرة، لا تخلو من النوايا الحسنة، ومن تفهم الأمور على أسلوب القرن العشرين، وأنها قائمة على شيء من الصدق ولو كان قليلا.
لقد زار بلاد إسبانيا من قبل العرب ملوك لهم، وزارها الأمين العام، ثم الأمين العام المساعد لجامعتهم، ثم زارتها وفود أخرى كريمة، تحمل معها الثناء العاطر والهدايا النفيسة وإسبانيا من قبلها، فقد أوفدت رجالا مسؤولين يطوفون البلاد العربية، ينشرون في عواصمها، وأمام مسؤوليها، أطيب الأحاديث، وأجمل الوعود، وسمحت الحكومة الخليفية بالاشتراك في بعض لجان الجامعة العربية، وقامت ببعض أعمال المروءة، نحو قضية فلسطين ولاجئيها، ثم جاء السماح لكم أنتم، بالعودة إلى الوطن وبالنشاط السياسي، ثم بتأليف حكومة وطنية، وهي على علاتها كان يمكن أن تكون خطوة حسنة، نحو حرية كاملة واستقلال صحيح، ولكن موقف حكام الإسبان الأخير، كان صدمة عنيفة حتى لأحسن الناس ظنا بهم، وكانت الخسائر التي نجمت عن هذا الموقف في حساب إسبانيا، تساوي كل ما كسبته في عشر سنوات ونيف.
أخي الكريم: إنك تعلم جيدا، أن الاستعمار، لا يفهم إلا لغة القوة لذلك أنصح لكم ولإخوانكم جميعا أولا ببذل كل جهد وحكمة، في سبيل جمع