الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى دول الجامعة العربية
…
ودول الأمم المتحدة
ثورة الجزائر دفاعا عن حقوقهم ودينهم وأعراضهم وأموالهم
مذكرة خطرة
…
من جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية
في بلاد الجزائر ثورة دموية واسعة النطاق، إنما هي وليدة العسف والاضطهاد الذي تصبه الحكومة الفرنسية على الوطنيين في غير رحمة، وأن في مثل هذه الثورة، لشهادة صدق على السلام العام الذي تلهج به الدول الديمقراطية، وتعقد له المؤتمرات وتبذل في سبيله ما تستطيع من المجهودات. لا ينتظم في شمال إفريقيا إلا أن تتخلص شعوبه من ذلك الاحتلال الذي كنا نراه بأعيننا، كيف يقطع بينها وبين الشرق كل صلة، وسومها سوء العذاب لما يشاء.
وإن أمثال هذه الشعوب المحتلة إن فاتتها القوة المادية الكافية لنجاتها، ومهابة جانبها فقد أصبحت تعرف حقوقها، وتغار على حريتها وتميز بين من يريد بها رشدا ومن يريد بها سوءا وأصبحت على بصيرة من مذاهب السياسة فلا يشتبه عليهما من يدعو إلى السلام بجد وإخلاص، ومن يدعو إليه ليقضي بالدعاية مآرب في نفسه، وفي هذه اليقظة الرائعة، والحماسة المتقدة، قومية معنوية لا يستهين بها الدارسون لشؤون الشعوب بحكمة وتؤدة.
وقد درسنا تاريخ الجزائر، منذ الاحتلال الفرنسي حتى اليوم، وتقصينا الثورات التي يقوم بها الوطنيون في وجه الاستعمار فرأيناها ثورات يدفع إليها إباية للضيم، والاعتزاز بالنفس والغيرة على الحقوق من عرض أو دين أو مال.
ولو نظر دعاة السلام الشامل، إلى هذه الثورات بإنصاف لعالجوها بدوائها الناجع الوحيد، وهو كف الأيدي التي تعبث بحقوق تلك الشعوب، وتضع العقبات في سبيل رقيها.
وجبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، ترجو من جامعة الدول العربية، أن توجه إلى تونس والجزائر ومراكش، عناية واسعة، وتعمل لأن تكون على خبرة من تلك الأقطار، وما يجري فيها من عسف وبغي، وتمد إليهم يد المساعدة على ما يطمحون إليه من حياة آمنة، ومدنيه راقية وهم إذا فعلوا هذا يحسنون إلى أقوام تربطهم بهم صلات محترمة، بل يحسنون إلى الجامعة العربية ذاتها، بضم خمسة وعشرين مليونا من العرب، يزداد بهم نطاقها سعة، وجانبها عزة ومنعة.
وترجو الجبهة من الدول الديمقراطية، أن يراعوا حق تلك الشعوب التي بذلت دماءها وأموالها في مناصرتهم، منذ بدء الحرب إلى يوم الانتصار، وإنما حقها الاطلاق من أسر الاحتلال الغاشم، وذلك أقل ما يجازون به عن بطولتهم وثباتهم في حروب جرت في غير أوطانهم.
ونحن لا نشك لحظة في أقطاب الدول الديمقراطية اليوم قد أوتوا من سداد الفكر وبعد النظر، ما يقدرون به الأمم الطامحة إلى حريتها، الحريصة على الاحتفاظ بكيانها، ولا تفوتهم أن السلام العالمي لا يتم بناؤه إلا أن تعيش هذه الأمم المتيقظة في أمن واستقلال.
السكرتير الفضيل الورتلاني
رئيس الجبهة محمد الخضر حسين