الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإِبِلِ لِكُلِّ إصْبَعٍ» رواه الترمذي وصحَّحه (1).
(وَفِي كُلِّ أَنْمُلَةٍ) مِن أصابعِ اليدَينِ أو الرِّجلَينِ (ثُلُثُ عُشْرِ الدِّيَةِ)؛ لأنَّ في كلِّ أصبعٍ ثلاثَ مَفاصِلَ، (وَالإِبْهَامُ) فيه (مَفْصِلَانِ، وَفِي كُلِّ مَفْصِلٍ) منهما (نِصْفُ عُشْرِ الدِّيَةِ؛ كَدِيَةِ السِّنِّ)، يعني: أنَّ في كلِّ سِنٍّ، أو نابٍ، أو ضِرسٍ - ولو مِن صغيرٍ ولم يَعُدْ- خَمساً مِن الإبلِ؛ لخبرِ عمرو بنِ حَزْمٍ مرفوعاً (2):«فِي السِّنِّ خَمْسٌ مِنَ الإِبِلِ» رواه النسائي (3).
(فَصْلٌ) في ديةِ المنافعِ
(وَ) يجبُ (فِي كُلِّ حَاسَّةٍ دِيَةٌ كَامِلَةٌ، وَهِيَ)، أي: الحَواسُّ: (السَّمْعُ، وَالبَصَرُ، وَالشَّمُّ، وَالذَّوْقُ)؛ لحديثِ: «وَفِي السَّمْعِ
(1) رواه الترمذي (1391)، وابن الجارود (780)، وابن حبان (6012)، من طريق الحسين بن واقد، عن يزيد بن أبي سعيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً. وصححه الترمذي، وابن الجارود، وابن حبان، وابن القطان، وابن الملقن، والألباني، وحسنه عبد الحق، قال ابن القطان:(ولا أعلم له علة تمنع من تصحيحه). ينظر: بيان الوهم 5/ 408، البدر المنير 8/ 457، الإرواء 7/ 316.
(2)
قوله (مرفوعاً) سقطت من (ق).
(3)
زاد في (ق): مرفوعاً. وتقدم تخريجه صفحة .... الفقرة ....
الدِّيَةُ» (1)، ولقضاءِ عمرَ رضي الله عنه في رَجُلٍ ضَرَب رجلاً فذهَب سَمعُهُ وبَصرُهُ ونِكاحُهُ وعَقلُهُ؛ بأربعِ دِياتٍ (2)، والرجلُ حيٌّ.
(وَكَذَا) تجبُ الدِّيةُ كاملةً (فِي الكَلَامِ، وَ) في (العَقْلِ، وَ) في (مَنْفَعَةِ المَشْيِ، وَ) في منفعةِ (الأَكْلِ، وَ) في منفعةِ (النِّكَاحِ، وَ) في (عَدَمِ استِمْسَاكِ البَوْلِ، أَوِ الغَائِطِ)؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ مِن هذه منفَعَةٌ كبيرةٌ ليس في البدنِ مِثلُها؛ كالسمعِ والبصرِ.
وفي ذَهابِ بعضِ ذلك إذا عُلِمَ بقَدْرِه؛ ففي بعضِ الكلامِ
(1) رواه البيهقي (16224) من طريق رشدين بن سعد، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نسي، عن ابن غنم، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً. وفيه رشدين وابن أنعم وهما ضعيفان كما في التقريب، ولذا ضعفه ابن حزم والألباني، قال ابن حزم:(ولا في السمع أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا صحيح ولا سقيم). ينظر: المحلى 11/ 74، الإرواء 7/ 321.
(2)
رواه عبد الرزاق (18183)، وابن أبي شيبة (26892)، والبيهقي (16228) من طريق عن عوف الأعرابي قال: سمعت شيخاً قبل فتنة ابن الأشعث فنعت نعته، قالوا: ذاك أبو المهلب عم أبي قلابة، قال: رمى رجل رجلاً بحجر في رأسه، فذهب سمعه ولسانه وعقله وذكره، فلم يقرب النساء، فقضى فيه عمر بأربع ديات. وحسنه الألباني، وقال:(ورجاله ثقات رجال الشيخين).
وضعفه ابن حزم، وقال:(لا يصح، لأن أبا المهلب لم يدرك عمر)، ولم نقف على ذلك عن الحفاظ، إلا أن شعبة قال:(لم يسمع من أُبي بن كعب)، وقد اختُلف في وفاة أُبي هل كانت في خلافة عمر أو في خلافة عثمان، فعلى الثاني وهو الذي صححة أبو نعيم يتوجه قول ابن حزم، وعلى الأول وهو قول الأكثر على ما قاله ابن عبد البر: فلا دلالة على أنه لم يدركه. ينظر: المراسيل ص 143، المحلى 11/ 74، الإصابة 1/ 181، الإرواء 7/ 322.
بحسابِه، ويُقْسَمُ على ثمانيةٍ وعشرين حَرفاً، وإن لم يُعلَمْ قَدْرُ الذاهِبِ فحُكُومَةٌ.
(وَ) يجبُ (فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الشُّعُورِ الأَرْبَعَةِ الدِّيَةُ، وَهِيَ)، أي: الشعورُ الأربعةُ: (شَعْرُ الرَّأْسِ، وَ) شعرُ (اللِّحْيَةِ، وَ) شعرُ (الحَاجِبَيْنِ، وَأَهْدَابُ (1) العَيْنَيْنِ)، رُوي عن عليٍّ، وزيدِ بنِ ثابتٍ رضي الله عنهما:«فِي الشَّعْرِ (2) الدِّيَةُ» (3)، ولأنَّه أذْهَبَ الجمالَ على الكمالِ.
وفي حاجِبٍ نصفُ الديةِ، وفي هُدْبٍ رُبعُها، وفي شاربٍ حُكومَةٌ.
(فَإِنْ عَادَ) الذاهبُ مِن تلك الشُّعورِ (فَثَبَتَ (4)؛ سَقَطَ مُوجَبُهُ)،
(1) قال في المطلع (ص 447): (أهداب العينين: واحدها: هُدْب بوزن قُفْل: ما نبت من الشعر على أشفار العين).
(2)
في (أ) و (ب) و (ع): الشعور.
(3)
أما أثر علي: فرواه عبد الرزاق (17374)، وابن أبي شيبة (26875) من طريق المنهال بن خليفة، عن تميم بن سلمة - وسماه عند ابن أبي شيبة: سلمة بن تمام -، قال:«أفرغ رجل على رأس رجل قِدراً فذهب شعره، فذهب إلى عليٍّ فقضى عليه بالدية كاملة» . والمنهال ضعيف. ينظر: التقريب ص 547.
وأما أثر زيد: فرواه ابن أبي شيبة (26876)، والبيهقي (16330) من طريق حجاج، عن مكحول، عن زيد بن ثابت، قال:«في الشعر إذا لم ينبت الدية» . قال البيهقي: (هذا منقطع، والحجاج بن أرطاة لا يحتج به)، ثم نقل عن ابن المنذر أنه قال:(ولا يثبت عن عليٍّ وزيدٍ ما روي عنهما).
(4)
في (أ) و (ب) و (ع) و (ق): فنبت.
فإن كان أخَذَ شيئاً رَدَّه، وإن تَرَك مِن لِحيَةٍ أو غيرِها ما لا جمالَ فيه؛ فَدِيَتُه (1) كاملةٌ.
(وَ) يجبُ (فِي عَيْنِ الأَعْوَرِ الدِّيَةُ كَامِلَةً)، قَضى به عمرُ (2)، وعثمانُ (3)، وعليٌّ (4)، وابنُ عمرَ (5)، ولم يُعرَفْ لهم مخالِفٌ مِن الصحابةِ رضي الله عنهم، ولأنَّ قَلعَ عَيْنِ الأعورِ يَتَضَمَّنُ إذْهابَ البصرِ كلِّه؛ لأنَّه يحصُلُ بعينِ الأعْوَرِ ما يحصُلُ بالعَينَيْنِ.
(1) في (ق): فدية.
(2)
رواه عبد الرزاق (17431)، وابن أبي شيبة (27009) من طريق قتادة، عن أبي مجلز، عن عبد الله بن صفوان:«أن عمر بن الخطاب قضى في عين أعور فقئت عينه الصحيحة بالدية كاملة» . وصحح إسناده الألباني. ينظر: الإرواء 3/ 315.
ورواه عبد الرزاق (17430)، عن ابن جريج قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر، عن عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن الخطاب:«في العين إذا لم يبق من بصره غيرها الدية كاملة، وفي عين المرأة إذا لم يبق من بصرها غيرها ثم أصيبت الدية كاملة» .
(3)
رواه عبد الرزاق (17428)، وابن أبي شيبة (27010) من طرق عن أبي عياض:«أن عمر وعثمان اجتمعَا على أن في عين الأعور الدية كاملة» ، قال الألباني:(إسناد ضعيف من أجل أبى عياض فإنه مجهول). ينظر: الإرواء 7/ 316.
(4)
رواه عبد الرزاق (17432)، وابن أبي شيبة (27011) من طريق قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن علي:«في رجل أعور فقئت عينه الصحيحة عمداً إن شاء أخذ الدية كاملة، وإن شاء فقأ عيناً وأخذ نصف الدية» ، وصحح إسناده الألباني. ينظر: الإرواء 3/ 316.
(5)
رواه ابن أبي شيبة (27012) من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال:«إذا فقئت عين الأعور ففيها الدية كاملة» . وصححه الألباني. ينظر: الإرواء 3/ 316.
وإن قَلَع صحيحٌ عينَ أعوَرَ أُقِيدَ بشَرطِه، وعليه معه نِصفُ الدِّيةِ.
(وَإِنْ قَلَعَ الأَعْوَرُ عَيْنَ الصَّحِيحِ) العَينَينِ (المُمَاثِلَةِ لِعَيْنِهِ الصَّحِيحَةِ عَمْداً؛ فَعَلَيْهِ دِيَةٌ (1) كَامِلَةٌ، وَلَا قِصَاصَ)، رُوي عن عمرَ (2)، وعثمانَ (3)، ولا يُعرَفُ لهما مخالِفٌ مِن الصحابةِ، ولأنَّ القِصاصَ يُفضِي إلى استيفاءِ جميعِ البَصَرِ مِن الأعورِ، وهو إنما أذْهَبَ بَصَر عينٍ واحدةٍ.
وإن كان قَلَعَها خطأً فنصفُ الدِّيةِ.
(وَ) يجبُ (فِي قَطْعِ يَدِ الأَقْطَعِ) أو رجلِه ولو عمداً؛ (نِصْفُ الدِّيَةِ؛ كَغَيْرِهِ)، أي: كغيرِ الأقْطَعِ، وكبقيةِ الأعضاءِ.
ولو قَطَع يدَ صحيحٍ أُقِيدَ بشَرطِه.
(1) في (أ) و (ع): الدية.
(2)
رواه عبد الرزاق (17440) من طريق ابن جريج، عن محمد بن أبي عياض:«أن عمر، وعثمان اجتمعا على أن الأعور إن فقأ عين آخر فعليه مثل دية عينه» ، وابن أبي عياض لم نعرفه، ولعله أبو عياض المدني، وهو لا يعرف أيضاً.
(3)
رواه عبد الرزاق (17438)، والبيهقي (16300) من طريق أبي عياض: أن عثمان قضى في رجل أعور فقأ عين صحيح، فقال:«عليه دية عينه، ولا قود عليه» ، وأبو عياض مدني لا يعرف كما قال ابن حجر. ينظر: تهذيب التهذيب 12/ 194.