الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث ابن عمر. وتكون العين اليسرى الّتي عليها ظفرة غليظة، وهي الطافية -بلا همز- معيبة أيضًا، فهو أعور العين اليمنى واليسرى معًا، فكل واحدة منهما عوراء؛ أي: معيبة؛ فإن الأعور من كلّ شيء: المَعيب، لا سيما ما يختصُّ بالعين، فكلا عيني الدَّجَّال معيبة عوراء، إحداهما بذهابها، والأخرى بعيبها.
قال النوويّ في هذا الجمع: "هو في نهاية من الحسن"
(1)
.
ورجَّحه أبو عبد الله القرطبي
(2)
.
*
هل الدَّجّال حيٌّ؟ وهل كان موجودًا في زمن النّبيّ صلى الله عليه وسلم
-؟
وقبل الجواب عن هذين السؤالين لا بد من معرفة حال ابن صياد؛ هل هو الدَّجّال أو غيره؟
وإذا كان الدَّجّال غير ابن صياد؛ فهل هو موجود قبل أن يظهر بفتنته أو لا؟
وقبل الإِجابة عن لهذه الأسئلة نعرِّف بابن صيّاد:
ابن صيَّاد:
اسمه هو صافي -وقيل: عبد الله- بن صيَّاد أو صائد
(3)
.
(1)
انظر: "شرح النوويّ لمسلم"(2/ 235).
(2)
"التذكرة"(ص 663).
(3)
انظر: "فتح الباري"(3/ 220 و 6/ 164)، و"عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ"(8/ 170 و 14/ 278 - 303) لبدر الدين العيني طبعة دار الفكر، و"النهاية/ الفتن والملاحم"(1/ 128)، و"شرح النووي لمسلم"(18/ 46)، و"عون المعبود" (11 =
كان من يهود المدينة، وقيل: من الأنصار، وكان صغيرًا عند قدوم النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
وذكر ابن كثير أنّه أسلم، وكان ابنه عُمارة من سادات التابعين، روى عنه الإِمام مالك وغيره
(1)
.
وترجم له الذهبي في كتابه "تجريد أسماء الصّحابة"، فقال: "عبد الله بن صيَّاد، أورده ابن شاهين
(2)
، وقال: هو ابن صائد، كان أبوه يهوديًّا، فولد عبد الله أعور مختونًا، وهو الّذي قيل: إنّه الدَّجّال، ثمَّ أسلم، فهو تابعيٌّ، له رؤية"
(3)
.
وترجم له الحافظ ابن حجر في "الإِصابة"، فذكر ما قاله الذهبي، ثمَّ قال:"ومِن ولده عُمارة بن عبد الله بن صيَّاد، وكان من خيار المسلمين، من أصحاب سعيد بن المسيِّب، روى عنه مالكٌ وغيره".
= / 478)، و"إتحاف الجماعة"(2/ 63 - 64)، و"التصريح بما تواتر في نزول المسيح"(ص 183 - 185) من تعليق الشّيخ عبد الفتاح أبو غدة.
(1)
انظر: "النهاية / الفتن والملاحم"(1/ 128)، تحقيق د. طه زيني.
(2)
هو الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي الواعظ المفسر، كان من حفاظ الحديث، ومن أوعية العلم، له عدة مصنفات، أكثرها في التفسير والتاريخ، توفي سنة (385 هـ) رحمه الله.
انظر ترجمته في: "شذرات الذهب"(3/ 117)، و"الأعلام"(5/ 40) للزركلي.
(3)
"تجريد أسماء الصّحابة"(1/ 319)(رقم 3366)، للحافظ الذهبي، طبع دار المعرفة ببيروت.