الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وانتهائهم في المعاصي إلى ما لا ينجح معه فيهم موعظةٌ، ولا يصرفهم عن غِيِّهِم تذكرةٌ، يقول عز من قائل: فإذا صاروا كذلك؛ أخرجنا لهم دابَّة من الأرض تكلِّمهم، أي: دابة تعقل وتنطق، والدَّوابُّ في العادة لا كلام لها ولا عقل؛ ليعلم النَّاس أن ذلك آية من عند الله تعالى
(1)
.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "وَقْعُ القول يكون بموت العلماء، وذهاب العلم، ورفع القرآن".
ثمّ قال: "أكثِروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع". قالوا: هذه المصاحف ترفع، فكيف بما في صدور الرجال؟! قال:"يُسْرى عليه ليلًا، فيُصْبِحونَ منه قَفْرًا، وينسون (لا إلهَ إِلّا الله)، ويقعون في قول الجاهليَّةِ وأشعارهم، وذلك حين يقعُ القولُ عليهم"
(2)
.
ب - الأدلَّة من السنة المطهَّرة:
1 -
روى الإِمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ إذا خرجْنَ لا ينفع نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا: طلوع الشّمس من مغربها، والدَّجَّال، ودابَّة الأرض"
(3)
.
2 -
وله عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: حفظتُ من
(1)
"التذكرة"(ص 697) بتصرُّف يسير.
(2)
"تفسير القرطبي"(13/ 234).
(3)
"صحيح مسلم"، كتاب الإِيمان، باب الزمن الّذي لا يقبل فيه الإِيمان، (2/ 195 - مع شرح النووي).
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه بعد، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أوَّل الآيات خروجًا طلوع الشّمس من مغربها، وخروج الدَّابَّة على النَّاس ضحىً، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها؛ فالأخرى على أثرها قريبًا"
(1)
.
3 -
ومضى حديث حذيفه بن أسيد في ذكر أشراط السّاعة الكبرى، فذكر منها الدَّابة، وفي رواية:"دابة الأرض"
(2)
.
4 -
وروى الإِمام أحمد عن أبي أُمامة رضي الله عنه يرفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج الدَّابَّة، فتسم النَّاس على خراطيمهم
(3)
، ثمّ يغمرون
(4)
فيكم حتّى يشتري الرَّجل البعير، فيقول: ممَّن اشتريته؟ فيقول: من أحد المخطبين"
(5)
.
5 -
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب ذكر الدجال، (18/ 77 - 78 - مع شرح النووي).
(2)
"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (18/ 27 - 28 - مع شرح النووي).
(3)
(الخرطوم): الأنف. وقيل: مقدم الأنف. انظر: "لسان العرب"(12/ 173).
(4)
(يغمرون)؛ أي: يكثرون. و (الغمرة): الزحمة من النَّاس والماء.
(5)
"مسند الإِمام أحمد"(5/ 268 - بهامشه منتخب الكنز).
قال الهيثمي: "رجاله رجال الصّحيح؛ غير عمر بن عبد الرّحمن بن عطية، وهو ثقة". "مجمع الزوائد"(8/ 6).
وقال الألباني: "صحيح". انظر: "صحيح الجامع الصغير"(3/ 37)(ح 2924)، و"سلسلة الأحاديث الصحيحة"(م 1/ 3/ 31)(ح 322).
قال: "بادِروا بالأعمال ستًّا
…
(وذكر منها:) دابَّة الأرض"
(1)
.
6 -
وروى الإِمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج الدَّابة ومعها عصا موسى عليه السلام، وخاتم سليمان عليه السلام، فتخطم
(2)
الكافر- قال عفان
(3)
(أحد رواة الحديث): أنف الكافر- بالخاتم، وتجلو وجه
(4)
المؤمّن بالعصا، حتّى إن أهل الخوان
(5)
ليجتمعون على خوانهم، فيقول هذا: يا مؤمن! ويقول هذا: يا كافر"
(6)
.
(1)
"صحيح مسلم"، باب في بقية من أحاديث الدجال، (18/ 781 - مع شرح النووي).
(2)
(تخطم الكافر): أي تسمه، من: خطمتُ البعير إذا كويته خطمًا من الأنف إلى أحد خديه، وتسمى تلك السمة الخطام، ومعناه: أن تؤثر في أنفه سمة يعرف بها.
انظر: "لسان العرب"(12/ 188)، و"ترتيب القاموس"(2/ 79 - 80)، و"النهاية" في غريب الحديث" (2/ 50).
(3)
هو أبو عثمان، عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار البصري، كان ثقة، ثبتًا، حجة، كثير الحديث، توفي سنة (220 هـ) رحمه الله. انظر:"تهذيب التهذيب"(7/ 230 - 234).
(4)
(تجلو وجه المؤمّن): الجلى- مقصورة-: انحسار مقدم الشعر، والمعنى تصقله وتبيضه.
انظر: "ترتيب القاموس"(1/ 523)، و"تحفة الأحوذي"(9/ 44).
(5)
(الخوان): هو ما يوضع عليه الطّعام عند الأكل.
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 89 - 90).
(6)
"مسند الإِمام أحمد"(15/ 79 - 82)(ح 7924)، تحقيق أحمد شاكر، وقال:"إسناده صحيح".=