الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال المُناوي
(1)
: "فزخرفة المساجد وتحلية المصاحف منهيٌّ عنها؛ لأنّ ذلك يشغَلُ القلب، ويلهي عن الخشوع والتدبُّر والحضور مع الله تعالى، والذي عليه الشّافعيَّة أن تزويق المسجد - ولو الكعبة - بذهب أو فضَّة: حرامٌ مطلقًا، وبغيرهما مكروهٌ" (
2).
20 -
التَّطاول في البُنيان:
هذا من العلّامات الّتي ظهرت قريبًا من عصر النبوَّة، وانتشرت بعد ذلك، حتّى تباهى النَّاس في العمران، وزخرفة البيوت، وذلك أن الدنيا بُسِطَت على المسلمين، وكَثُرَت الأموال في أيديهم بعد الفتوحات، وامتدَّ بهم الزّمان حتّى رَكَن كثيرٌ منهم إلى الدُّنيا، ودبَّ إليهم داءُ الأمم قبلهم، وهو التَّنافس في جمع الأموال وصرفها في غير ما ينبغي أن تُصْرَف فيه شرعًا، حتّى إن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفقر بُسِطَت لهم الدُّنيا، كغيرهم من النَّاس، وأخذوا في بناء الأبنية ذوات الطَّوابق المتعدِّدة، وتنافسوا في ذلك.
وكل هذا قد وقع كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ففي
= وذكره البغوي في "شرح السنة"(2/ 350)، ونسبه لأبي الدرداء.
وقد عزاه السيوطيّ في "الجامع الصغير"(ص 27) إلى الحكيم عن أبي الدرداء، ورمز له بالضعف، وكذلك المناوي ضعَّفه في "فيض القدير"(1/ 367)(ح 658).
(1)
هو زين الدين محمّد بن عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي المناوي، له ثمانون مصنَّفًا، غالبها في الحديث والتراجم والسير، توفي بالقاهرة سنة (1031 هـ) رحمه الله.
انظر: "الأعلام"(6/ 204).
(2)
"فيض القدير"(1/ 367).
"الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عندما سأله عن وقت قيام السّاعة: "ولكن سأحدِّثُكَ عن أشراطها
…
(فذكر منها:) و إذا تطاول رِعاءُ البهائم
(1)
في البُنيان؛ فذاك من أشراطها"
(2)
.
وفي رواية لمسلم: "وأن ترى الحُفاة العُراة العالة رِعاء الشاءِ يتطاولون في البُنيان"
(3)
.
وجاء في رواية للإِمام أحمد عن ابن عبّاس؛ قال: يا رسول الله! ومَن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة؟ قال: "العرب"
(4)
.
وروى البخاريّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
(البَهْم)؛ بفتح الباء وإسكان الهاء: جمع بهمة، وهي صغار الضأن والمعز، الذكر والأنثى، وقيل: أولاد الضأن خاصّة.
انظر: "النهاية" لابن الأثير (1/ 168)، و "شرح النووي لمسلم"(1/ 163).
(2)
"صحيح البخاريّ"، كتاب الإِيمان، باب سؤال جبريل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الإِيمان والإِسلام والإِحسان وعلم السّاعة، (1/ 114 - مع الفتح)، و"صحيح مسلم"، كتاب الإِيمان، باب بيان الإِيمان والإِسلام والإِحسان، (1/ 161 - 164).
(3)
"صحيح مسلم"، كتاب الإِيمان، باب بيان الايمان والإسلام والإحسان، (1/ 158 - مع شرح النووي).
(4)
"مسند أحمد"(4/ 332 - 334)(ح 2926)، شرح أحمد شاكر، وقال:
"إسناده صحيح".
وقال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار بنحوه
…
وفي إسناد أحمد شهر بن حوشب". "مجمع الزوائد" (1/ 38 - 39).
وقال الألباني: "هذا إسناد لا بأس به في الشواهد". انظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(3/ 332)(ح 1345).