الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موسى
…
فقال: "من قلَّة الرجال وكثرة النِّساء"
(1)
، والظاهر أنّها علامةٌ محضةٌ لا لسبب آخر، بل يقدَّر الله في آخر الزّمان أن يقلَّ مَنْ يولَدُ مِن الذُّكور، ويَكْثُرَ مَنْ يولد من الإِناث، وكون كثرة النِّساء من العلّامات مناسبة لظهور الجهل ورفع العلم"
(2)
.
قلت: ولا يمنعُ أن يكون ذلك بما ذكره الحافظ ابن حجر، وبغيره من الأسباب الّتي ينشأ عنها قلَّة الرجال وكثرة النِّساء؛ كوقوع الفتن الّتي تكون سببًا في القتال، فقد جاء في رواية الإمام مسلم ما يدلُّ على أن كثرة النِّساء وقلَّة الرجال يكون بسبب ذهاب الرجال وبقاء النِّساء، والذي يُذْهِب الرجال غالبًا يكون كثرة القتال، ولفظ مسلم هو قوله صلى الله عليه وسلم:"ويذهب الرجال، وتبقى النِّساء، حتّى يكون لخمسين امرأة قيِّمٌ واحدٌ"
(3)
.
وليس المراد هنا حقيقة العدد (خمسين)، فقد جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه:"ويُرى الرَّجل يتبعه أربعون امرأة يَلُذْن به"
(4)
، فيكون ذلك مجازًا عن الكثرة
(5)
، والله أعلم.
44 - كثرة موت الفجأة:
(1)
" صحيح مسلم"، كتاب الزَّكاة، باب كلّ نوع من المعروف صدقة، (7/ 96 - مع شرح النووي).
(2)
"فتح الباري"(1/ 179).
(3)
"صحيح مسلم"، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن، (16/ 221 - مع شرح النووي).
(4)
"صحيح مسلم"(7/ 96 - مع شرح النووي).
(5)
أنظر: "فتح الباري"(1/ 179).
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ قال: "إن من أمارات السّاعة
…
أن يظهر موتُ الفجأة"
(1)
.
وهذا أمرٌ مشاهَدٌ في هذا الزمن، حيت أكثر في النَّاس موتُ الفجأة، فترى الرَّجل صحيحًا معانى، ثمّ يموت فجأة، وهذا ما يسميه النَّاس في الوقت الحاضرب (السكتة القلبيَّة)، فعلى العاقل أن يتنبَّهَ لنفسه، ويرجِعَ ويتوبَ إلى الله تعالى قبل مفاجأة الموت.
وكان الإمام البخاريّ رحمه الله يقول:
"اغْتَنِمْ فِي الفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ
…
فَعَسى أن يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَهْ
كَمْ صَحِيحٍ رَأَيْتُ مِنْ غَيْر سُقْمٍ
…
ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَهْ"
قال ابن حجر: "وكان من العجائب أنّه هو وقع له - أي: البخاريّ - ذلك أو قريبًا منه"
(2)
.
(1)
قال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الصغير"، و"الأوسط"، عن شيخه الهيثم بن خالد المصيصي، وهو ضعيف". "مجمع الزوائد"(7/ 325).
وقال الألباني: "حسن"، وذكر من أخرجه، وهم: الطبراني في "الأوسط"، والضياء المقدسي. انظر:"صحيح الجامع الصغير"(5/ 214)(ح 5775).
(2)
"هدي الساري مقدمة فتح الباري"(ص 481) للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، قام بإخراجه وتصحيحه محب الدين الخطيب، أشرف على طبعه قصي محب الدين الخطيب، نشر وتوزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإِفتاء، الرياض.