الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عاريات " وأيضًا: "مائلات مميلات، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة"، وهذا إخبار عن شيء مشاهد فأنّهذا العصرة كأنّه صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عصرنا لهذا، ويصفه لنا، فقد أصبح في عصرنا لهذا أماكن لتصفيف شعور النِّساء وتجميلها وتنويع أشكالها في محلَاّت تسمى (كوافير)، يشرف عليها غالبًا رجالٌ يتقاضَوْنَ أغلى الأجور، وليس ذلك فحسب، فكثيرٌ من النِّساء لا يكتفين بما وهبهن الله من شعر طبيعي، فيلجأن إلى شراء شعر صناعيٍّ، تصله المرأة بشعرها؛ ليبدو أكثر نعومة ولمعانًا وجمالًا؛ لتجذب إليها الرجال
(1)
.
37 - صدق رؤيا المؤمّن:
ومنها صدق رؤيا المؤمّن في آخر الزّمان، وكلما كان المرء صادقًا في إيمانه، كانت رؤياه صادقة، ففي "الصحيحين"
(2)
عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اقتربَ الزَّمانُ؛ لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المسلم جزءٌ من خمس وأربعين جزءًا من النبوة".
هذا لفظ مسلم.
ولفظ البخاريّ: "لم تأكد رؤيا المؤمّن تكذب
…
وما كان من النبوَّة فإنّه لا يكذب".
(1)
انظر: "الحلال والحرام في الإسلام"(ص 84).
(2)
"صحيح البخاريّ"، كتاب التعبير، باب القيد في المنام، (12/ 404 - مع الفتح)، و"صحيح مسلم"، كتاب الرؤيا، (15/ 20 - مع شرح النووي).
قال ابن أبي جمرة: "معنى كون رؤيا المؤمّن في آخر الزّمان لا تكاد تكذب: أنّها تقع غالبًا على الوجه الّذي لا يحتاج إلى تعبير، فلا يدخلها الكذب؛ بخلاف ما قبل؛ فإنها قد يخفى تأويلها، فيعبرها العابر، فلا تقع كما قال، فيصدق دخول الكذب فيها بهذا الاعتبار".
قال: "والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزّمان أن المؤمّن في ذلك الوقت يكون غريبًا؛ كما في الحديث: "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا"
(1)
، أخرجه مسلم، فيقل أنيس المؤمّن ومعينُه في ذلك الوقت، فيُكْرَمُ بالرؤيا الصالحة"
(2)
.
وقد اختلف العلماء في تحديد الزمن الّذي يقع فيه صدق رؤيا المؤمّن على أقوال
(3)
:
الأوّل: أن ذلك يقع إذا اقتربت السّاعة، وقُبِض أكثر العلم، ودرست معالم الشّريعة؛ بسبب الفتن وكثرة القتال، وأصبح النَّاس على مثل الفترة، فهم محتاجون إلى مجدِّد ومذكِّر لما دَرَس من الدين، كما كانت الأمم تذكِّر بالأنبجاء، لكن لما كان نبينا صلى الله عليه وسلم آخر الأنبجاء، وتعذَّرت النبوة في هذه الأمة؛ فإنهم يعوَّضون بالمرائي الصادقة، الّتي هي جزءٌ من النبوة الآتية بالتبشير والإِنذار، ويؤيِّد لهذا القول حديث أبي هريرة: "يتقارب الزّمان، ويُقْبَض
(1)
"صحيح مسلم"، كتاب الإِيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، (2/ 176 - مع شرح النووي).
(2)
"فتح الباري"(12/ 406).
(3)
انظر: "فتح الباري"(12/ 406 - 407).