الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى الشّام ومصر، وهما من جهة المغرب؛ كما شوهد ذلك مرارًا من عهد جنكزخان ومَن بعده.
وأمّا النّار الّتي في حديثي حذيفة بن أسيد وابن عمر؛ فهي نارٌ حقيقية
(1)
، والله أعلم.
*
كيفية حشرها للناس:
عند ظهور هذه النّار العظيمة من اليمن؛ تنتشر في الأرض، وتسوق النَّاس إلى أرض المحشر، والذين يحشرون على ثلاثة أفواج:
الأوّل: فوجٌ راغبون طاعِمون كاسون راكبون.
والثّاني: وفوجٌ يمشون تارة ويركبون أخرى، يعتقبون على البعير الواحد؛ كما سيأتي في الحديث: "اثنان على بعير، وثلاثة على بعير
…
إلى أن قال: وعشرة على بعير يعتقبونه"، وذلك من قلة الظهر يومئذ.
والفوج الثّالث: تحشرهم النّار، فتحيط بهم من ورائهم، وتسوقهم من كلّ جانب إلى أرض المحشر، ومن تخلَّف أكلته النّار
(2)
.
ومما جاء من الأحاديث في بيان كيفية حشر هذه النّار للناس:
1 -
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ قال: "يحشر النَّاس على ثلاث طرائق: راغبين، وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويَحْشُر بقيتَهم النارُ؛
(1)
"فتح الباري"(11/ 378 - 379) بتصرُّف بسيط.
(2)
انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم"(1/ 230 - 231).
تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا"
(1)
.
2 -
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبعث نارٌ على أهل المشرق، فتحشرهم إلى المغرب؛ تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، يكون لها ما سقط منهم، وتخلف وتسوقهم سوق الجمل الكسير"
(2)
.
3 -
وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه؛ قال: قام أبو ذرٍّ رضي الله عنه، فقال: يا بني غِفار! قولوا ولا تختلفوا؛ فإن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حدثني "أن النَّاس يُحْشَرون ثلاثة أفواج: فوجٌ راكبين طاعمين كاسين، وفوج يمشون ويسعون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النّار". فقال قائل منهم: هذان قد عرفناهما، فما بال الذين يمشون ويسعون؟ قال: "يلقي الله الآفة على الظَّهر حتّى لا يبقى ظَهرٌ، حتّى إن الرَّجل لَيكون له الحديقة المعجبة، فيعطيها بالشارف
(3)
ذات القتب
(4)
؛ فلا
(1)
"صحيح البخاريّ"، كتاب الرقاق، باب الحشر، (11/ 377 - مع الفتح)(ح 6522)، و"صحيح مسلم"، كتاب الجنَّة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، (17/ 194 - 195 - مع شرح النووي).
(2)
رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات. "مجمع الزوائد"(8/ 12)
ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 548)، وقال:"هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي على تصحيحه.
(3)
(الشارف): هي الناقة المسن أو الهرمة. "لسان العرب"(9/ 73).
(4)
(القتب): بكسر القاف وسكون التاء، هو الرحل الّذي يوضع على قدر سنام =