الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غير الدُّخان الحقيقي، الّذي يكون عند ظهور الآيات الّتي هي من أشراط السّاعة
قال القرطبي: "قال مجاهدٌ
(1)
: كان ابن مسعود يقول: هما دخانان قد مضى أحدهما، والذي بقي يملأ ما بين السَّماء والأرض، ولا يجد المؤمّن منه إِلَّا كالزكمة، وأمّا الكافر؛ فتثقب مسامعه"
(2)
.
وقال ابن جرير: "وبعد؛ فإنّه غير منكر أن يكون أحلَّ بالكفار الذين توعَّدهم بهذا الوعيد ما توعَّدَهم، ويكون مُحِلًّا فيما يُستأنف بعد بآخرين دخانًا على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا كذلك؛ لأنّ الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تظاهرت بأن ذلك كائن، فإنّه قد كان ما روى عنه عبد الله بن مسعود، فكلا الخبرين اللذين رُوِيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح"
(3)
.
ب - الأدلَّة من السنة المطهَّرة:
(1)
هو الإِمام الحافظ مجاهد بن جبر المكي أبو الحجاج، لازم ابن عبّاس كثيرًا، وأخذ عنه التفسير، وأجمعت الأمة على إمامته والاحتجاج به.
ومن أقواله: "الفقيه من يخاف الله وإن قل علمه، والجاهل من عصى الله وإن كثر علمه".
توفي سنة اثنين أو ثلاث ومئة من الهجرة رحمه الله.
انظر ترجمته في: "تذكرة الحفاظ"(1/ 92 - 93)، و "البداية والنهاية"(9/ 224 - 229)، و"تهذيب التهذيب"(10/ 42 - 44).
(2)
"التذكرة"(ص 655).
(3)
"تفسير الطّبريّ"(25/ 114 - 115).
مضى ذكر بعض الأحاديث الدَّالَّة على ظهور الدُّخان في آخر الزّمان، وسأذكر هنا مزيدًا من الأحاديث الدالَّة على ذلك:
1 -
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادِروا بالأعمال ستًّا: الدَّجَّال، والدُّخان"
(1)
.
2 -
وجاء في حديث حذيفة في ذكر أشراط السّاعة الكبرى: "الدُّخان"
(2)
.
3 -
وروى ابن جرير والطبراني عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربَّكم أنذركم ثلاثًا: الدُّخان يأخذ المؤمنَ كالزكمة، ويأخذ الكافر فينتفخ حتّى يخرج من كلّ مسمع منه"
(3)
.
* * * * *
(1)
"صحيح مسلم"، باب في بقية من أحاديث الدجال (18/ 87 - مع شرح النووي).
(2)
"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (18/ 27 - 28 - مع شرح النووي).
(3)
"تفسير الطّبريّ"(20/ 114)، و"تفسير ابن كثير"(7/ 235)، قال ابن كثير:"إسناده جيد".
وذكر ابن حجر رواية الطّبريّ عن أبي مالك وابن عمر، ثمّ قال:"وإسنادهما ضعيف جدًا، لكن تضافر هذه الأحاديث يدلُّ على أن ذلك أصلًا". "فتح الباري"(8/ 573).