الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآية، وأنها تخرج آخر الزّمان، ووردت آثار أخرى في صفتها لم تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلِّغ عن ربه، والمبين آيات كتابه، فلا علينا أن ندعها، ولكن بعض أهل عصرنا، من المنتسبين للإِسلام، الذين فشا فيهم المنكر من القول والباطل من الرأي، الذين لا يريدون أن يؤمنوا بالغيب، ولا يريدون إِلَّا أن يقفوا عند حدود المادة الّتي رسمها لهم معلِّموهم وقدوتُهم؛ ملحدو أوروبا الوثنيون الإِباحيون، المتحلِّلون من كلّ خلق ودين، هؤلاء لا يستطيعون أن يؤمنوا بما نؤمن به، ولا يستطيعون أن ينكروا إنكارًا صريحًا، فيجمجمون
(1)
، ويحاورون، ويداورون، ثمّ يتأوَّلون، فيخرجون بالكلام عن معناه الوضعي الصّحيح للألفاظ في لغة العرب، يجعلونه أشبه بالرموز؛ لما وقر في أنفسهم من الإِنكار الّذي يبطنون"
(2)
.
*
مكان خروج الدَّابَّة:
اختلفت الأقوال في تعبين مكان خروج الدَّابَّة، فمنها:
1 -
أنها تخرج من مكّة المكرَّمة من أعظم المساجد.
ويؤيد هذا القول ما رواه الطبراني في "الأوسط" عن حذيفة بن أسيد - أراه رفعه -؛ قال: "تخرج الدَّابَّة من أعظم المساجد، فبينا هم إذ دبَّت الأرض، فبينا هم كذلك إذ تصدَّعت"
(3)
.
(1)
(الجمجمة): هو أن لا يبين كلامه. انظر: "ترتيب القاموس المحيط"(1/ 533).
(2)
شرح أحمد شاكر لـ "مسند أحمد"(15/ 82).
(3)
"مجمع الزوائد"(8/ 7 - 8).
قال ابن عيينة
(1)
: "تخرج حين يسري الإِمام جمع، وإنّما جعل سابقًا ليخبر النَّاس أن الدَّابَّة لم تخرج"
(2)
.
2 -
أن لها ثلاث خَرَجات، فمرة تخرج في بعض البوادي ثمّ تختفي، ثمّ تخرج في بعض القرى، ثمّ تظهر في المسجد الحرام
(3)
.
(1)
ابن عيينة: هو الإِمام الحجة الحافظ أبو محمّد سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي، محدث الحرم، ولد سنة (107 هـ)، وأخذ عن الزّهريُّ وطبقته، وروى عن الشّافعيّ وأحمد بن حنبل وابن معين وطبقتهم، واتفقت الأئمة على الاحتجاج به؛ لحفظه وأمانته، وقد حج سبعين سنة.
قال الشّافعيّ: "لولا مالك وسفيان؛ لذهب علم الحجاز".
ويقول: "ما رأيت أحدًا فيه من آلة العلم ما في سفيان، وما رأيت أحدًا أكف عن الفتيا منه".
توفي سنة (198 هـ) رحمه الله.
انظر ترجمته في: "تذكرة الحفاظ"(1/ 262 - 265)، و"تهذيب التهذيب"(4/ 117 - 122)، و"الخلاصة"(ص 145 - 146).
(2)
"مجمع الزوائد"(8/ 7 - 8).
قال الهيثمي: "رجاله ثقات".
(3)
جاء في حديث حذيفة بن أسيد عند الحاكم: إن لها "ثلاث خرجات"، وذكر الحديث بطوله، ثمّ قال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووأفقه الذهبي في "تلخيصه المستدرك"(4/ 484 - 485).
وروى الطبراني والحاكم عن حذيفة أيضًا، وفيه:"أنها تخرج ثلاث خرجات؛ تخرج من أقصى اليمن، ثمّ تخرج قريبًا من مكّة، ثمّ تخرج من المسجد الحرام بين الركن الأسود وبين باب بني مخزوم".
ولكن هذه الرِّواية في سندها طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو ضعيف، وقد مضى تخريج هذا الحديث.