المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - قتال الترك - أشراط الساعة - الوابل

[يوسف الوابل]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌ أهمِّيَّةُ هذا البحث

- ‌ خطة البحث:

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأوّل: أهميَّة الإِيمان باليوم الآخر وأثره على سلوك الإِنسان

- ‌أ - النشأة الأولى:

- ‌ب - المشاهد الكونية المحسوسة الدالة على إمكان البعث:

- ‌ج - قدرة الله الباهرة المتجلِّية في خلق الأعظم:

- ‌د - حكمته تعالى الظاهرة للعيان والمتجلية في هذه الكائنات لكل مَنْ أنعم النظر وجرَّد الفكر من التعصُّب والهوى:

- ‌المبحث الثّاني: أسماء يوم القيامة

- ‌المبحث الثّالث: حجِّيَّة خبر الآحاد في العقائد

- ‌ الأدلَّة على قبول خبر الواحد:

- ‌المبحث الرّابع: إخبار النّبيّ عن الغُيوب المستقبلة

- ‌المبحث الخامس: علم السّاعة

- ‌المبحث السّادس: قُرْب قِيام السَّاعة

- ‌الباب الأوّل: أَشْراط السَّاعَة

- ‌الفصل الأوّل: تعريف أشراط السّاعة

- ‌معنى الشرط:

- ‌معنى السّاعة في اللُّغة:

- ‌معنى السّاعة في الاصلاح الشرعي:

- ‌الفصل الثّاني: أقسام أشراط السّاعة

- ‌1 - أشراط صغرى:

- ‌2 - أشراط كبرى:

- ‌الفصل الثّالث: أشراط السّاعة الصغرى

- ‌1 - بعثة النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - موت النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - فتح بيت المقدس:

- ‌4 - طاعون عمواس

- ‌5 - استفاضة المال والاستغناء عن الصَّدقة:

- ‌6 - ظُهور الفتن:

- ‌أ - ظهور الفتن من المشرق:

- ‌ب - مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- ‌ج - موقعة الجمل:

- ‌د- موقعة صفِّين:

- ‌هـ - ظهور الخوارج:

- ‌و - موقعة الحرَّة

- ‌ز- فتنة القول بخلق القرآن:

- ‌ح - اتِّباع سنن الأمم الماضية:

- ‌7 - ظهور مدَّعي النبوَّة:

- ‌8 - انتشار الأمن:

- ‌9 - ظُهورُ نارِ الحجازِ:

- ‌10 - قِتالُ التُّركِ

- ‌1).11 -قِتال العَجَم

- ‌12 - ضِياعُ الأمانَة

- ‌13 - قبض العلم وظهور الجهل:

- ‌14 - كثرة الشُّرَط وأعوانُ الظَّلَمة:

- ‌15 - انتشار الزِّنا:

- ‌16 - انتشار الرِّبَا:

- ‌17 - ظُهو ر المعازف(1)واستحلالها:

- ‌18 - كثرة شرب الخّمْرِ واستحلالها:

- ‌19 - زخرفة المساجد والتَّباهي بها:

- ‌2).20 -التَّطاول في البُنيان:

- ‌21 - ولادة الأمةِ لربَّتِها

- ‌2).22 -كَثرةُ القَتْل:

- ‌2).23 -تقارُب الزَّمان:

- ‌24 - تقارُب الأسواق:

- ‌25 - ظهور الشرك في هذه الأمة:

- ‌26 - ظهور الفحش(1)وقطيعة الرّحم وسوء الجوار:

- ‌2)27 -تشبُّب المشيخة:

- ‌28 - كثرة الشُّحِّ

- ‌2).29 -كثرة التجارة:

- ‌30 - كثرةُ الزَّلازل:

- ‌31 - ظهور الخسف والمسخ والقذف:

- ‌32 - ذهاب الصالحين:

- ‌33 - ارتفاع الأسافل:

- ‌34 - أن تكون التحيَّة للمعرفة:

- ‌35 - التماسُ العلم عند الأصاغر:

- ‌36 - ظُهور الكاسيات العاريات:

- ‌37 - صدق رؤيا المؤمّن:

- ‌38 - كثرة الكتابة وانتشارها:

- ‌39 - التهاون بالسنن الّتي رغَّب فيها الإسلام:

- ‌40 - انتفاخُ الأهلَّة:

- ‌41 - كثرة الكذب وعلإم التثبُّت في نقل الأخبار:

- ‌42 - كثرة شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق:

- ‌43 - كثرةُ النِّساء وقلَّة الرجال:

- ‌44 - كثرة موت الفجأة:

- ‌45 - وقوع التناكر بين النَّاس:

- ‌46 - عود أرض العرب مروجًا وأنّهارًا:

- ‌47 - كثرة المطر وقلَّة النبات:

- ‌48 - حسر الفرات(2)عن جبلٍ من ذهبٍ:

- ‌49 - كلام السِّباع والجمادات للإِنس:

- ‌50 - تمنِّي الموتِ من شدَّة البلاء:

- ‌51 - كثرة الروم(3)وقتالهم للمسلمين:

- ‌52 - فتح القسطنطينية

- ‌53 - خروج القحطاني:

- ‌54 - قتال اليهود:

- ‌55 - نفي المدينة لشرارها ثمّ خرابها آخر الزّمان:

- ‌56 - بعث الريح الطِّيبة لقبض أرواح المؤمنين:

- ‌57 - استحلال البيت الحرام، وهدم الكعبة:

- ‌الباب الثّاني: أَشراطُ السَّاعَةِ الكُبْرى

- ‌تمهيد

- ‌أوَّلًا: ترتيب أشراط السّاعة الكبرى:

- ‌ ثانيًا: تتابع ظهور الأشراط الكبرى:

- ‌الفصل الأوّل: المَهْدِي

- ‌ اسمه وصفته:

- ‌ مكانُ خروجِه:

- ‌ الأدلَّة من السنَّة على ظهوره:

- ‌ بعض ما في الصحيحين من الأحاديث فيما يتعلّق بالمهدي:

- ‌ تواتُر أحاديث المهدي:

- ‌ العلماء الذين صنَفوا كتبًا في المهدي:

- ‌ المنكِرون لأحاديث المهدي والرد عليهم:

- ‌ حديث "لا مهدي إِلَّا عيسى بن مريم" والجواب عنه:

- ‌الفصل الثّاني المسيح الدَّجّال

- ‌ معنى المسيح:

- ‌ معنى الدَّجَّال:

- ‌ صفة الدَّجّال والأحاديث الواردة في ذلك:

- ‌ هل الدَّجّال حيٌّ؟ وهل كان موجودًا في زمن النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أحواله:

- ‌امتحان النّبيّ صلى الله عليه وسلم له:

- ‌وفاته:

- ‌هل ابن صيَّاد هو الدَّجَّال الأكبر

- ‌أقوال العلماء في ابن صيَّاد:

- ‌ابن صيَّاد حقيقة لا خرافة:

- ‌ مكان خروج الدَّجّال:

- ‌ الدَّجَّال لا يدخل مكّة والمدينة:

- ‌ أتباع الدَّجَّال:

- ‌ فتنة الدَّجَّال:

- ‌ الرَّدِّ على منكري ظهور الدَّجَّال:

- ‌ خوارق الدَّجّال أمورٌ حقيقة:

- ‌والرد على هؤلاء يتلخَّص في الآتي:

- ‌ الوقاية من فتنة الدَّجَّال:

- ‌ ذكر الدَّجَّال في القرآن:

- ‌ هلاك الدَّجَّال:

- ‌الفصل الثّالث: نزول عيسى عليه السلام

- ‌ صفة عيسى عليه السلام

- ‌ صفة نزوله عليه السلام

- ‌ أدلة نزوله عليه السلام

- ‌أ - أدلة نزوله من القرآن الكريم:

- ‌ب - أدلة نزوله من السنَّة المطهَّرة:

- ‌ الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام متواترة:

- ‌ الحكمة في نزول عيسى عليه السلام دون غيره:

- ‌ بماذا يحكم عيسى عليه السلام

- ‌ انتشار الأمن وظهور البركات في عهده عليه السلام

- ‌ مدة بقائه بعد نزوله ثمّ وفاته:

- ‌الفصل الرّابع: يأجوج ومأجوج

- ‌ أصلهم:

- ‌ صفتُهُم:

- ‌ أدلَّة خروج يأجوج ومأجوج:

- ‌أ - الأدلة من القرآن الكريم:

- ‌ب - الأدلَّة من السنَّة المطهَّرة:

- ‌ سدُّ يأجوج ومأجوج:

- ‌الفصل الخامس: الخُسوفات الثّلاثة

- ‌ معنى الخسف:

- ‌ الأدلَّة من السنَّة المطهَّرَة على ظهور الخسوفات:

- ‌ هل وقعت هذه الخسوفات

- ‌الفصل السّادس: الدُّخان

- ‌أ- الأدلَّة من القرآن الكريم:

- ‌ب - الأدلَّة من السنة المطهَّرة:

- ‌الفصل السابع: طُلوعُ الشَّمسِ من مغرِبِها

- ‌ الأدلَّة على وقوع ذلك:

- ‌أ- الأدلَّة من القرآن الكريم:

- ‌ب - الأدلَّة من السنة المطهَّرة:

- ‌ مناقشة رشيد رضا في رده لحديث أبي ذر في سجود الشّمس:

- ‌ عدم قبول الإِيمان والتوبة بعد طلوع الشّمس من مغربها:

- ‌الفصل الثّامن: الدَّابَّة

- ‌ أدلَّة ظهورها:

- ‌أ- الأدلة من القرآن الكريم:

- ‌ب - الأدلَّة من السنة المطهَّرة:

- ‌ من أيِّ الدَّوابِّ دابة الأرض:

- ‌ مكان خروج الدَّابَّة:

- ‌ عمل الدَّابَّة:

- ‌الفصل التّاسع: النّار الّتي تحشر النَّاس

- ‌ مكان خروجها:

- ‌ كيفية حشرها للناس:

- ‌ أرض المحشر:

- ‌ هذا الحشر في الدُّنيا

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌10 - قتال الترك

قال النووي: "خرجتْ في زماننا نارٌ بالمدينة سنة أربع وخمسين وست مئة، وكانت نارًا عظيمة جدًّا، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، وتواتَرَ العلم بها عند جميع الشّام وسائر البلدان، وأخبرني مَنْ حضرها من أهل المدينة"

(1)

.

ونقل ابن كثير أن غير واحدٍ من الإعراب ممَّن كان بحاضرة بصرى شاهدوا أعناقَ الإِبل في ضوء هذه النّار الّتي ظهرت من أرض الحجاز

(2)

.

وذكر القرطبي ظهورَ هذه النّار، وأفاض في وصفها في كتابه "التذكرة"

(3)

، فذكر أنّها رُئِيت من مكّة ومن جبال بصرى.

وقال ابن حجر: "والذي ظهر لي أن النّار المذكورة

هي الّتي ظهرتْ بنواحي المدينة؛ كما فهمه القرطبي وغيرُه"

(4)

.

وهذه النّار ليست هي النّار الّتي تخرُجُ في آخر الزّمان، تحشُرُ النَّاس إلى محشَرِهم

(5)

؛ كما سيأتي في الكلام عليها في الأشراط الكبرى.

‌10 - قِتالُ التُّركِ

(6)

:

روى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا

(1)

"شرح النووي لمسلم"(18/ 28).

(2)

انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم"(1/ 14) تحقيق د. طه زيني، وانظر:"البداية والنهاية"(13/ 187 - 193).

(3)

انظر: "التذكرة"(ص 636).

(4)

"فتح الباري"(13/ 79).

(5)

انظر: "شرح النووي لمسلم"(18/ 28)، و"الإِذاعة"(ص 85).

(6)

الترك: للعلّماء عدة أقوال في أصلهم، منها:

ص: 118

تقومُ الساعةُ حتّى يُقاتِلَ المسلمونَ التُركَ، قومًا وجوهُهُم كالمَجانِّ

(1)

المُطْرَقَة

(2)

، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر"

(3)

.

وللبخاري عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم السّاعة حتّى

= أ - أنّهم من نسل يافث بن نوح، الّذي من نسله يأجوج ومأجوج، فهم بنو عمهم.

ب - أنّهم من بني قنطوراء، اسم جارية كانت لإِبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه، ولدت له أولادًا جاء من نسلهم الترك والصين.

ج - وقيل: إنهم من نسل تبع.

د - وقيل: من نسل أفريدون بن سام بن نوح.

وبلادهم يقال لها: تركستان، وهي ما بين مشارق خراسان إلى مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور.

انظر: "النهاية في غريب الحديث"(4/ 113)، و"ترتيب القاموس المحيط"(3/ 700)، و"معالم السنن"(6/ 68)، و"معجم البلدان"(2/ 23)، و"النهاية/ الفتن والملاحم"(1/ 153) تحقيق د. طه زيني، و"فتح الباري"(6/ 104 و608)، و "الإِشاعة"(ص 35)، و " الإِذاعة"(ص 82).

(1)

(المَجان): جمع مِجَن، وهو الترس، والميم زائدة؛ لأنّه من الجُنَّة، وهي السترة.

انظر: "النهاية في غريب الحديث"(4/ 301).

(2)

(المَجان المُطْرقة): هي الّتي عُلِيَت بطارق، وهي الجلد الّذي يغشاه، ومنه طارق النعل: إذا صيَّرها طاقًا فوق طاق، وركَّب بعضها فوق بعض، فشبَّه وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها بالترس قد أُلبست الأطرقة.

انظر: "النهاية في غريب الحديث"(3/ 122)، و"شرح النووي لمسلم"(18/ 36 - 37).

(3)

"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (18/ 37 - مع شرح النووي).

ص: 119

تقاتِلوا قومًا نعالِهُم الشعر، وحتى تقاتِلوا الترك صغار الأعين، حمر الوجوه. ذُلْفَ الأنوف

(1)

، كأن وجوههم المَجانَّ المطْرَقَة"

(2)

.

وعن عمرو بن تغلب؛ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مِن أشراط السّاعة أن تقاتِلوا قومًا عِراض الوجوه، كأن وجوهَهُم المَجانُّ المطْرَقة"

(3)

.

وقد قاتل المسلمون الترك من عصر الصّحابة رضي الله عنهم، وذلك في أول خلافة بني أمية، في عهد معاوية رضي الله عنه.

روى أبو يعلى عن معاوية بن خُديج؛ قال: كنتُ عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتابٌ من عامله يخبره أنّه وقع بالتُّرك وهزمهم، وكثرة من قتل منهم، وكثرة من غنم، فغضب معاوية من ذلك، ثمّ أمر أن يكتب إليه: قد فهمتُ ممّا قلتَ ما قتلتَ وغنمتَ، فلا أعلمنَّ ماعدتَ لشيءٍ من ذلك ولا قاتلتَهُم حتّى يأتيك أمري. قلتُ: لم يا أمير المؤمنين؟ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لتظهَرَنَّ التُّركُ على العربِ حتّى تُلْحِقَها بمَنابِتِ الشِّيحِ

(4)

(1)

(ذلف الأنوف): الذلف بالتحريك: قصر الأنف وانبطاحه، وقيل: ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته. و (الذلف): بسكون اللام، جمع أذلف؛ كأحمر وحمر.

انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 165).

(2)

"صحيح البخاريّ"، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، (6/ 604 - مع الفتح).

(3)

"مسند أحمد"(5/ 70 - بهامشه منتخب الكنز) واللفظ له، و"صحيح البخاريّ"، كتاب الجهاد، باب قتال الترك، (6/ 104 - مع الفتح).

(4)

(الشيح): بالكسر، ثمّ السكون، وحاء مهملة: نبتٌ له رائحة عطرة، وهي الّتي =

ص: 120

والقَيْصومِ"

(1)

، فأنا أكرهُ قتالَهم لذلك

(2)

.

وعن عبد الله بن بُريدة عن أبيه رضي الله عنه؛ قال: كنتُ جالسًا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فسمعنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أمَّتي يسوقُها قومٌ عِراض الأوجه، صِغارُ الأعيُن، كأن وجوههم الحجف

(3)

(ثلاث مرات)، حتّى يُلْحِقوهم بجزيرة العرب، أمّا السابقة الأولى؛ فينجو مَنْ هَرَبَ منهم، وأمّا الثّانية؛ فيهلك بعضٌ وينجو بعضٌ، وأمّا الثّالثة؛ فيَصْطَلِمون

(4)

كلُّهم مَنْ بقي منهم". قالوا: يا نبي الله! مَنْ هُم؟ قال: "هم التُّرك". قال: "أمّا والذي نفسي بيده؛ لَيَرْبِطُنَّ خيولَهُم إلى سواري مساجد المسلمين".

قال: وكان بُريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السَّفر والأسقية بعد ذلك للهرب؛ ممّا سمع من النّبيّ صلى الله عليه وسلم من البلاء من أمراء الترك

(5)

.

= تدعى الطرقية الوخشيرك. و إذات الشيح): بالحزن، من ديار بني يربوع. و (ذو الشيح): موضع باليمامة، وموضع بالخزيرة. انظر:"معجم البلدان"(3/ 379).

(1)

(القيصوم): نبات طيب الريح يكون بالبادية، واحدته قيصومة، وهي ماء تناوح الشيحة بينهما عقبة شرقي فيد (بليدة في نصف الطريق بين مكّة والكوفة، عبر بها الحاج، وهي قريبة من أجا وسلمى جبلي طيىء).

انظر: "معجم البلدان"(4/ 282 و422).

(2)

"فتح الباري"(6/ 609).

قال الهيثمي: "رواه أبو يعلى، وفيه مَنْ لم أعرفهم". "مجمع الزوائد"(7/ 312).

(3)

(الحجف): قال ابن الأثير: "الحجفة: الترس". "النهاية في غريب الحديث"(1/ 345).

(4)

(يصطلمون): الاصطلام: افتعال من الصلم، وهو القطع؛ أي: يحصدون.

انظر: "النهاية في غريب الحديث"، (3/ 49)، و"عون المعبود"(11/ 413).

(5)

"مسند أحمد"(5/ 348 - 349 - بهامشه منتخب الكنز). =

ص: 121

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال أبو الخطّاب عمر بن دحية: "هذا سند صحيح". "التذكرة" للقرطبي، (ص 593).

قال الهيثمي: "رواه أبو داود باختصار، رواه أحمد والبزار باختصار، ورجاله رجال الصّحيح". "مجمع الزوائد"(7/ 311).

ولكن رواية أبي داود تختلف عن رواية الإمام أحمدة فإن ظاهر رواية أبي داود تدل على أن المسلمين هم الذين يسوقون الترك ثلاث مرات حتّى يلحقوهم بجزيرة العرب، ففيها:"يقاتلكم قوم صغار الأعين"؛ يعني: الترك؛ قال: "تسوقونهم ثلاث مرات حتّى تُلْحِقوهم بجزيرة العرب

الحديث".

"سنن أبي داود"، كتاب الملاحم، باب قتال الترك، (11/ 412 - 413 - مع عون المعبود).

قال صاحب "عون المعبود": "وعندي أن الصواب هي رواية أحمد، أمّا رواية أبي داود؛ فالظاهر أنّه قد وقع الوهم فيه من بعض الرواة.

ويؤيَّده ما في رواية أحمد من أنّه كان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السَّفر والأسقية بعد ذلك؛ للهرب ممّا سمع من النّبيّ صلى الله عليه وسلم من البلاء من أمراء الترك.

ويؤيِّده أيضًا أنّه وقع الشك لبعض رواة أبي داود، ولذا قال في آخر الحديث:"أو كما قال".

ويؤَيده أيضًا أنّه وقعت الحوادث على نحو ما ورد في رواية أحمد،. "عون المعبود"(11/ 414).

ثمّ نقل عن القرطبي ما ذكره في خروج الترك، وأنّهآخرجوا ثلاث مرات على المسلمين، وكان خروجهم الأخير: تدميرهم بغداد، وقتلهم للخليفة والعلّماء والأمراء والفضلاء والعباد، وأنّهم أوغلوا في البلاد حتّى ملكوا الشّام مدة يسيرة، ودخل رعبهم الديار المصرية، إلى أن تصدَّى لهم الملك المظفَّر الملقب بـ (قطز) في معركة (عين جالوت)، فكان له النصر والظفر عليهم كما كان النصر لطالوت، وتفرَّقت جموعهم، وكفى الله المسلمين شرورهم. =

ص: 122

وكان مشهورًا في زمن الصّحابة رضي الله عنهم حديث: "اتركوا الترك ما تركوكم"

(1)

.

= انظر: "التذكرة للقرطبي"(ص 592 - 595)، و"عون المعبود"(11/ 415 - 416).

(1)

"سنن أبي داود"، كتاب الملاحم، باب في النّهي عن تهييج الترك والحبشة، (11/ 409 - مع عون المعبود).

وقال ابن حجر: "رواه الطبراني من حديث معاوية". "فتح الباري"(6/ 609).

وقال العجلوني: "قال الزرقاني: حسن. وقال في الأصل: رواه أبو داود عن رجل من الصّحابة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم

رواه النسائي

وكذا الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" عن ابن مسعود رفعه بلفظ: "اتركوا الترك ما تركوكم". قال: "أول من يسلب أمتي ملكهم وما خولهم الله بنو قنطوراء". ورواه الطبراني عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا بطرق يشهد بعضها لبعض". انظر: "كشف الخفا ومزيل الإِلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة النَّاس"

(1/ 38) للعجلوني، تعليق أحمد القلاش، طبع مؤسسة الرسالة، بيروت.

وقال الألباني في هذا الحديث: إنّه "موضوع". انظر: "ضعيف الجامع الصغير"(1/ 81)(ح 105).

وقال السخاوي بعد ذكر مَنْ رواه: "ولا يسوغ معها الحكم عليه بالوضع، وقد جمع الحافظ ضياء الدين المقدسي جزءًا في خروج الترك سمعناه". "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة"(ص 16 - 17)، صحَّحه وعلَّق حواشيه عبد الله محمّد الصديق، وقدم له عبد الوهاب عبد اللطيف، طبع دار الأدب العربي للطباعة، نشر مكتبة الخانجي بمصر، عام (1375 هـ).

وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه عثمان بن يحيى القرقساني، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصّحيح". "مجمع الزوائد"(7/ 312).

فهذا الحديث أقل ما يقال فيه: إنّه حسن. لا سيما أن الحافظ ابن حجر ذكر أنّه كان مشهورًا في زمن الصّحابة رضي الله عنهم، ولم يذكر فيه قدحًا، فدل على أنّه ثابتٌ عنده.

ص: 123

قال ابن حجر: "كان ما بينهم وبين المسلمين مسدودًا إلى أن فُتح ذلك شيئًا بعد شيءٍ، وكَثُرَ السبي منهم، وتنافس الملوك فيهم؛ لما يتَّصفون به من الشدة والبأس، حتّى كان أكثر عسكر المعتصم منهم، ثمّ غلب الأتراك على الملك، فقتلوا ابنَه المتوكل، ثمّ أولاده واحدًا بعد واحد، إلى أن خالط المملكة الديلم، ثمّ كان الملوك السَّامانية من التُّرك أيضًا، فملكوا بلاد العجم، ثمّ غلب على تلك الممالك آل سبكتكين، ثمّ آل سلجوق، وامتدت مملكتهم إلى العراق والشام والروم، ثمّ كان بقايا أتباعهم بالشام - وهم آل زنكي -، وأتباع هؤلاء - وهم بيت أيوب -، واستكثر هؤلاء أيضًا من الترك، فغلبوهم على المملكة بالديار المصرية والشامية والحجازية.

وخرج على آل سلجوق في المئة الخامسة الغزُّ، فخربو"لبلاد، وفتكوا في العباد.

ثمّ جاءت الطامة الكبرى بالططر (التتار)، فكان خروج جنكز خان بعد الست مئة، فأُسعِرَت بهم الدُّنيا نارًا، خصوصًا المشرق بأسره، حتّى لم يبق بلدٌ منه حتّى دخله شرُّهُم، ثمّ كان خرابُ بغداد وقتل الخليفة

= وقد وجدتُ أن الألباني قد استشهد بحديث: "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم"، وقال في سنده:"هذا إسناد لا بأس به في الشواهد، رجاله كلهم ثقات. غير أبي سكينة هذا؛ قال الحافظ في "التقريب": "قيل: اسمه علم، مختلف في صحبته".

قلت (أي: الألباني): إذا لم تثبت صحبته؛ فهو تابعيٌّ مستور، روى عنه ثلاثة، فالحديث شاهد حسن". انظر:"سلسلة الأحاديث الصحيحة"(م 2/ 416/ ح772).

ولعلّ الألباني يريد بقوله: "موضوع"؛ أي: الزيادة الّتي في نهاية الحديث، وهي قوله:"أول من يسلب أمتي ملكهم وما خولهم الله بنو قنطوراء"، وسيأتي أن الحافظ ابن حجر استشهد بها، فهي ثابتة عنده، والله أعلم.

ص: 124

المستعصم آخر خلفائهم على أيديهم في سنة ستٍّ وخمسين وست مئة، ثمّ لم تزل بقاياهم يُخْرِبون إلى أن كان آخرهم (اللنك)، ومعناه: الأعرج، واسمه (تَمُر)؛ بفتح المثناة، وضم الميم، وربما أُشْبِعت، فطرق الديار الشامية، وعاش فيها، وحرق دمشق حتّى صارت على عروشها، ودخل الروم والهند وما بين ذلك، وطالت مدَّته إلى أن أخذه الله، وتفرق بنوه في البلاد.

وظهر بجميع ما أوردته مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: "إن بني قنطوراء أول من سلب أمَّتي ملكهم"

وكأنّه يريد بقوله: "أمَّتي" أمة النسب، لا أمة الدّعوة؛ يعني: العرب، والله أعلم"

(1)

.

وعلى هذا يكون التتار الذين ظهروا في القرن السابع الهجري هم من الترك؛ فإن الصفات الّتي جاءت في وصف الترك تنطبق على التَّتار (المغول)، وقد كان ظهورهم في زمن الإمام النووي رحمه الله

(2)

، فقال فيهم:"قد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم الّتي ذكرها صلى الله عليه وسلم: صغار الأعين، حمر الوجوه، ذُلُفُ الأنف، عراض الوجوه، كأن وجوههم المَجانُّ المُطْرَقَة، ينتعلون الشعر، فوُجِدوا بهذه الصفات كلها في زماننا، وقاتلهم المسلمون مرَّات، وقتالهم الآن"

(3)

.

(1)

"فتح الباري"(6/ 609 - 610).

(2)

كانت ولادة الإمام النووي سنة (631 هـ)، ووفاته سنة (676 هـ)، وهي الفترة الّتي ظهر فيها التَّتار، وقضوا على الخلافة العباسية. انظر:"تذكرة الحفاظ"(4/ 1471 - 1473).

(3)

"شرح النووي لمسلم"(18/ 37 - 38).

ص: 125