الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم - وكان الرَّجل يهوديًّا -، فجاء الرَّجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأخبره، فصدَّقه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"إنها أمارةٌ من أمارات بين يدي السّاعة، قد أوشك الرَّجل أن يخرج فلا يرجع حتّى تُحَدِّثَه نعلاه وسوطُه ما أحدث أهله بعدَه". رواه الإِمام أحمد
(1)
.
وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري (فذكر القصة إلى أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم): "صدق والذي نفسي بيده، لا تقوم السّاعة حتّى يكلِّمَ السباعُ الإِنس، ويكلِّمُ إلرجُلَ عَذَبَةُ سوطه، وشِراكُ نعله، ويخبره فخِذُهُ بما أحدث أهلُه بعده"
(2)
.
50 - تمنِّي الموتِ من شدَّة البلاء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم السّاعة حتّى يمرَّ الرَّجل بقبر الرَّجل، فيقول: يا ليتني مكانه"
(3)
.
(1)
"مسند أحمد"(15/ 202 - 203)(ح 8049)، تحقيق وشرح أحمد شاكر، وقال:"إسناده صحيح".
(2)
"مسند أحمد"(3/ 83 - 84 - بهامشه منتخب كنز العمال).
وقال الألباني: "هذا سنذ صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير القاسم لهذا (أحد رواة الحديث)، وهو ثقة اتفاقًا، وأخرج له مسلم في المقدِّمة". انظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(م 1/ 31)(ح 122).
ورواه التّرمذيّ في أبواب الفتن، باب ما جاء في كلام السِّباع، (6/ 409)، وقال:"هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إِلَّا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحايث، وثقه يحيى بن سعيد وعبد الرّحمن بن مهدي".
(3)
"صحيح البخاريّ"، كتاب الفتن، (13/ 81 - 82 - مع الفتح)، و"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (18/ 34 - مع شرح النووي).
وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده؛ لا تذهبُ الدنيا حتّى يمرَّ الرَّجل على القبر، فيتمرَّغَ عليه، ويقولَ: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدَّين، إِلَّا البلاء"
(1)
.
وتمنَي الموت يكون عند كثرة الفتن، وتغيُّر الأحوال، وتبديل رسوم الشّريعة، وهذا إن لم يكن وقع؛ فهو واقعٌ لا محالة.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "سيأتي عليكم زمانٌ لو وَجَدَ أحدُكُم الموت يُباع لاشتراه، وكما قيل:
وهذا العَيْشُ مَا لَا خَيْرَ فيهِ
…
أَلا مَوْتٌ يُباعُ فأَشْتَريهِ"
(2)
قال الحافظ العراقي
(3)
: "ولا يلزم كونه في كلّ بلد، ولا كلّ زمن، ولا في جميع النَّاس، بل يصدق اتِّفاقه للبعض في بعض الأقطار في بعض الأزمان، وفي تعليق تمنِّيه بالمرور إشعار بشدَّة ما نزل بالناس من فساد الحال حالتئذ، إذ المرء قد يتمنَّى الموت من غير استحضار لهيئته، فإذا
(1)
"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (18/ 34 - مع شرح النووي).
(2)
"فيض القدير"(6/ 418).
(3)
هو زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرّحمن العراقي الكردي الشّافعيّ، ولد في سنة خمس وعشرين وسبع مئة، وكان من الحفاظ، رحل إلى دمشق وحلب والحجاز والإِسكندرية، وأخذ عن العلماء الكبار، وله مصنَّفات كثيرة في الحديث، منها:"المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإِحياء من الأخبار"، و"تقريب الأسانيد"، وشرحه "طرح التثريب"، توفي زين الدين سنة ست وثمان مئة للهجرة رحمه الله.
انظر ترجمته في: "شذرات الذهب"(7/ 55 - 56)، ومقدمة كتاب "طرح التثريب"(1/ 2 - 9) للشيخ محمود حسن ربيع.