الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"لا تقوم السّاعة
…
حتّى يتطاول النَّاس في البنيان"
(1)
.
قال الحاففط ابن حجر: "ومعنى التطاول في البنيان أن كلًا مِمَّن كان يبني بيتًا يُريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر، ويحتمل أن يكون المراد المباهاة به في الزينة والزَّخرفة، أو أعمُّ من ذلك، وقد وُجِدَ الكثير من ذلك، وهو في ازدياد"
(2)
.
وقد ظهر هذا جليًّا في هذا العصر، فتطاول النَّاس في البنيان، وتفاخروا في طولها وعرضها وزخرفتها، بل وصل بهم الأمر إلى أن بَنَوا ما يشبه ناطحات السحاب المشهورة في (أمريكا) وغيرها من بلدان العالم.
21 - ولادة الأمةِ لربَّتِها
(3)
:
جاء في حديث جبريل الطويل قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: "وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدتِ الأمة ربَّتَها"
(4)
.
متَّفق عليه.
(1)
"صحيح البخاريّ"، كتاب الفتن، باب (بدون)، (13/ 81 - 82 - مع الفتح).
(2)
"فتح الباري"(13/ 88).
(3)
"ربتها"، وفي رواية:"ربها". قال ابن الأثير: "الرب يطلق في اللُّغة على المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والقيم، والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إِلَّا على الله تعالى، و إذا أطلق على غيره، أضيف، فيقال: رب كذا". "النهاية"(2/ 179).
(4)
"صحيح البخاريّ"، كتاب الإِيمان، باب سؤال جبريل، (1/ 114 - مع الفتح)، و"صحيح مسلم"، كتاب الإِيمان، باب بيان الإِيمان والإِسلام والإِحسان، (1/ 158 - مع شرح النووي).
وفي رواية لمسلم: "إذا ولدتِ الأمة ربَّها"
(1)
.
وقد اختلف العلماء في معنى هذه العلّامة على عدة أقوال، ذكر الحافظ ابن حجر منها أربعه أقوال:
1 -
قال الخطَّابي: "معناه اتِّساع الإِسلام، واستيلاء أهله على بلاد الشرك، وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية، وأستولدها؛ كان الولد منها بمنزلة ربَّها؛ لأنّه ولد سيدها"
(2)
.
وذكر النووي أن لهذا القول قول الأكثرين من العلماء
(3)
.
قال ابن حجر: "لكن في كونه المراد نظر
(4)
؛ لأنّ استيلاد الإِماء كان موجودًا حين المقالة، والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتِّخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإِسلام، وسياق الكلام يقتضي الإِشارة إلى وقوع ما لم يقع ممّا سيقع قرب قيام السّاعة"
(5)
.
2 -
أن تبيع السادة أمَّهات أولادهم، ويكثر ذلك، فيتداول الملاك المستولَدَة حتّى يشتريها أولادُها ولا يشعر بذلك.
3 -
أن تلد الأمة حرًّا من غير سيِّدها بوطء شبهة، أو رقيقًا بنكاح أو
(1)
"صحيح مسلم"، الكتاب والباب السابقان، (1/ 163 - مع شرح النووي).
(2)
"معالم السنن على مختصر سنن أبي داود"(7/ 67)، وهذا النص في "فتح الباري"(1/ 122).
(3)
"شرح النووي لمسلم"(1/ 158).
(4)
واستبعد هذا القول أيضًا الحافظ ابن كثير.
انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم"(1/ 177 - 178).
(5)
"فتح الباري"(1/ 122).