الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قططًا، أعور عين اليمنى، واضعًا يديه على منكبي رجل، يطوف بالبيت، فسأل عنه؟ فقالوا: إنّه المسيح الدَّجَّال. فيجاب عنه بأن منع الدّجَّال من دخول مكّة والمدينة إنّما يكون عند خروجه في آخر الزّمان. والله أعلم
(1)
.
*
أتباع الدَّجَّال:
أكثر أتباع الدَّجَّال من اليهود والعجم والترك، وأخلاط من النَّاس، غالبهم الإعراب والنساء.
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتبع الدَّجَّال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطَّيالسة"
(2)
.
وفي رواية للإِمام أحمد: "سبعون ألفًا عليهم التَيجان"
(3)
.
وجاء في حديث أبي بكر السابق: "يتبعه أقوامٌ كأنَّ وجوههم المَجانُّ المُطْرَقة"
(4)
.
قاد ابن كثير: "والظاهر -والله أعلم- أن المراد هؤلاء الترك أنصار الدَّجّال"
(5)
.
(1)
انظر: "شرح النووي لمسلم"(2/ 234)، و"فتح الباري"(6/ 488 - 489).
(2)
"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب في بقية من أحاديث الدَّجَّال، (18/ 85 - 86 - مع شرح النووي).
(3)
"الفتح الرِّبَا ني ترتيب المسند"(24/ 73).
والحديث صحيح. انظر: "فتح الباري"(13/ 238).
(4)
رواه التّرمذيّ، ومر تخريجه (ص 291).
(5)
"النهاية/ الفتن والملاحم"(1/ 117) تحقيق د. طه زيني.
قلت: وكذلك بعض الأعاجم؛ كما جاء وصفهم في حديث أبي هريرة: "لا تقوم السّاعة حتّى تقاتلوا خوزًا وكرمان من الأعاجم، حمر الوجو، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المَجانُّ المُطْرَقة، نعالهم الشعر"
(1)
.
وأمّا كون أكثر أتباعه من الإعراب؛ فلأن الجهل غالبٌ عليهم، ولما جاء في حديث أبي أُمامة الطويل قوله صلى الله عليه وسلم:"وإن من فتنته -أي: الدجَّال- أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثتُ لك أباك وأمَّك؛ أتشهد أنى ربك؟ فيقول: نعم. فيتمثَلُ له شيطانان في سورة أبيه وأمِّه، فيقولان: يا بني! اتْبَعْهُ؛ فإنَّه ربُّك"
(2)
.
وأمّا النِّساء؛ فحالهنَّ أشدُّ من حال الإعراب؛ لسرعة تأثُّرهن، وغلبة الجهل عليهن، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "ينزل الدَّجَّال في هذه السبخة بمرقناة
(3)
، فيكون أكثر من يخرج إليه النِّساء، حتّى إن الرَّجل يرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمَّته فيوثقها رباطًا؛ مخافة أن تخرج إليه"
(4)
.
(1)
"صحيح البخاريّ، كتاب المناقب، باب علامات النبوة، (6/ 604 - فتح).
(2)
"سنن ابن ماجه"، كتاب الفتن، باب فتنة الدَّجال وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، (2/ 1359 - 1363)، والحديث صحيح. انظر:"صحيح الجامع الصغير"(6/ 273 - 277)(ح 7752).
(3)
(مرقناة): واد بالمدينة يأتي من الطائف، ويمر بطرف القدوم في أصل قبور الشهداء بأحد. انظر:"معجم البلدان"(4/ 401).
(4)
"مسند أحمد"(7/ 190)(ح 5353)، تحقيق أحمد شاكر، وقال:"إسناده صحيح".