الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَحيَى بنِ أسَدٍ، حدثنا سفيانُ، عن عُبَيدِ الله بنِ أبي يَزيدَ، عن أبيه، عن سِباعِ بنِ ثابِتٍ، سَمِع أُمّ كُرزٍ الكَعبيَّةَ رضي الله عنها تَقولُ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أقِرّوا الطَّيرَ على مَكاناتِهَا". وقالَ غَيرُه عن سُفيانَ: "على مَكَنَاتِها"
(1)
: وهِىَ بنَصبِ الكافِ أيضًا جَمعُ مَكانٍ كما بَلَغَنِى.
19365 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو الوَليدِ الفَقيهُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَحمودٍ قال: سأَلَ إنسانٌ يونُسَ بنَ عبدِ الأعلَى عن مَعنَى قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أقِرّوا الطَّيرَ على مَكَناتِها". فقالَ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ الحَقَّ، إنَّ الشَّافِعِيَّ كان صاحِبَ ذا، سَمِعتُه يقولُ في تَفسيرِ قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"أقِرّوا الطَّيرَ على مَكناتِها". فقالَ: كان الرَّجُلُ في الجاهِليَّةِ إذا أتَى الحاجَةَ أتَى الطَّيرَ في وكِره فنَفَّرَه، فإِن أخَذَ ذاتَ اليَمينِ مَضى لِحاجَتِه، وإِن أخَذَ ذاتَ الشِّمالِ رَجَعَ، فنَهَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ. قال: وكانَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله نَسيجَ وحدِه في هذه المَعانِى
(2)
.
بابُ ما جاءَ في الفَرَعِ والعَتيرَةِ
19366 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الحُسَينُ بنُ محمدٍ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا مُسَدَّدٌ ونَصرُ بنُ عليٍّ، عن بشرِ بنِ المُفَضَّلِ المَعْنَى، حدثنا خالِدٌ الحَذاءُ، عن أبي قِلابَةَ، عن أبي المَليحِ قال:
(1)
تقدم في (19303).
(2)
الشافعي في السنن المأثورة 1/ 342 بنحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل 2/ 259 من طريق يونس بنحوه.
قال نُبَيشَةُ: نادَى رَجُلٌ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: إنّا كُنَّا نَعتِرُ عَتيرَةً في الجاهِليَّةِ في رَجَبٍ، فما تأمُرُنا؟ قال:"اذبَحوا للهِ في أيِّ شَهرٍ كان، وبَرُّوا للهِ وأَطعِموا". قال: إنّا كُنَّا نُفرِعُ فرَعًا في الجاهِليَّةِ، فما تأمُرُنا؟ قال: "في كُلِّ سائمَةٍ فرَعٌ؛ تَغذُوه ماشيَتُكَ حَتَّى إذا استَجمَلَ
(1)
ذَبَحتَه فتَصَدَّقتَ بلَحمِه". قال خالِدٌ: أحسِبُه قال: "على ابنِ السَّبيلِ، فإِنَّ ذَلِكَ خَيرٌ". قال خالِدٌ: قُلتُ لأبِى قِلابَةَ: كَمِ السَّائمَةُ؟ قال: مِائَةٌ. كَذا قالَ أبو قِلابَةَ
(2)
.
19367 -
وقَد أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِيُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، عن ابنِ خُثَيمٍ، عن يوسُفَ بنِ ماهَكَ، عن حَفصَةَ بنتِ عبدِ الرَّحمَنِ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: أمَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالفَرَعَةِ مِن كُلِّ خَمسينَ واحِدَةٌ
(3)
. كَذا في كِتابِي، وفِي رِوايَةِ حَجَّاجِ بنِ محمدٍ وغَيرِه عن ابنِ جُرَيجٍ: في كُلِّ خَمسٍ واحِدَةٌ
(4)
.
(1)
استجمل: أي صار جملًا. ويروى: استحمل: أي قَوِى على الحمل وأطاقه. تاج العروس 28/ 232 (ج م ل)، والنهاية 1/ 443.
(2)
المصنف في الصغرى (1820)، وأبو داود (2830). وأخرجه النسائي (4240) من طريق بشر بن المفضل به. وأحمد (20723)، وابن ماجه (3167) من طريق خالد الحذاء به. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2454).
(3)
عبد الرزاق (7997). وأخرجه أبو يعلى (4509)، والطبراني في الأوسط (1536) من طريق ابن خثيم به.
(4)
أخرجه الحاكم 4/ 235، 236 من طريق حجاج بن محمد به، وصححه ووافقه الذهبي.
ورَواه حَمّادُ بنُ سلمةَ عن عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ
(1)
بنِ خُثَيمٍ وقالَ: مِن كُلِّ خَمسينَ شاةً شاةٌ
(2)
.
19368 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا القَعنَبِيُّ، حدثنا داودُ بنُ قَيسٍ، عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:(ح) قال: وحَدَّثَنا محمدُ بنُ سُلَيمانَ الأنبارِيُّ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ عمرٍو، عن داودَ، عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، أُراه عن جَدِّه قال: سُئلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن العَقيقَةِ. فذَكَرَه وقالَ: وسُئلَ عن الفَرَعِ قال: "والفَرَعُ حَقٌّ، وأَن تَترُكوه حَتَّى يَكونَ بَكرًا شَغوبًا
(3)
ابنَ مَخاضٍ أوِ ابنَ لَبونٍ، فتُعطيَه أرمَلَةً، أو تَحمِلَ عَلَيه في سَبيلِ اللهِ، خَيرٌ مِن أن تَذبَحَه فيَلزَقَ لَحمُه بوَبَرِه، وتَكفأَ إناءَكَ، وتُوَلِّهَ ناقَتَكَ"
(4)
.
19369 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ شَيبانَ، حدثنا سفيانُ، حدثنا زَيدُ بنُ أسلَمَ، عن
(1)
بعده في س: "وغيره عن".
(2)
أخرجه أحمد (25250)، وأبو داود (2833) من طريق حماد بن سلمة به، وعند أحمد: من كل خمس شياه شاة.
(3)
في س، م:"شعوبًا"، وعند أبي داود:"شُعْزُبًّا" بالعين المهملة والزاى. وقال في عون المعبود 3/ 66: شُغْزُبًّا: بضم شين وسكون غين وضم زاى معجمات وتشديد باء موحدة. وهكذا رواه أبو داود في السنن وهو خطأ، والصواب: زُخْربًّا: بزاى مضمومة وخاء معجمة ساكنة ثم راء مضمومة ثم باء مشددة. وسيأتي معناه في (19377).
(4)
أبو داود (2842). وأخرجه أحمد (6713، 6759)، والنسائي (4236) من طريق داود بن قيس به. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2468) وينظر كلام المصنف في تفسير الحديث (19377).
رَجُلٍ، عن أبيه أو عَمِّه قال: شَهِدتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَرَفَةَ وسُئلَ عن العَقيقَةِ فقالَ: "لا أُحِبُّ العُقوقَ، ومَن وُلِدَ له ولَدٌ وأَحَبَّ أن يَنسُكَ عنه فليَنسُكْ". وسُئلَ عن العَتيرَةِ فقالَ: "حَقٌّ". وسُئلَ عن الفَرَعِ فقالَ: "حَقٌّ، ولَيسَ هو أن تَذبَحَه [غَرَاةً مِن غَراةٍ]
(1)
، ولَكِن تُمَكِّنُه مِن مالِكَ، حَتَّى إذا كان ابنَ لَبونٍ أوِ ابنَ مَخاضٍ زُخْزُبًّا
(2)
يَعنِى ذَبَحتَه، وذَلِكَ خَيرٌ مِن أن تَكفأَ إناءَكَ، وتُوَلِّهَ ناقَتَكَ، وتَذبَحَه يَختَلِطُ لَحمُه بشَعَرِه"
(3)
.
ورَواه عبدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاءِ عن سُفيانَ فقالَ في الحديثِ: "وأَن تَترُكَه تَحتَ أُمِّه حَتَّى يَكونَ ابنَ لَبونٍ أوِ ابنَ مَخاضٍ".
19370 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا محمدُ بنُ عيسَى ابنُ أبي قُماشٍ، حدثنا أبو مَعمَرٍ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو، عن عبدِ الوارِثِ بنِ سعيدٍ، عن عُتبَةَ بنِ عبدِ المَلِكِ السَّهمِيِّ، حدثنا زُرارَةُ بنُ كَرِيمِ بنِ الحارِثِ، أن الحارِثَ بنَ عمرٍو حَدَّثَه قال: أتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَرَفاتٍ - أو قال: بمِنًى - وقَد أطافَ به النَّاسُ. فذَكَرَ الحديثَ قال فيه: وسألَه رَجُلٌ عن العَتيرَةِ فقالَ: "مَن شاءَ عَتَرَ ومَن شاءَ لَم يَعتِرْ، ومَن شَاءَ فرَعَ ومَن شاءَ لَم يَفرَعْ". وقالَ: "في الغَنَمِ أُضحيَّتُها". ووَصَفَ لَنا
(1)
في س: "غزاة من غزاة"، وفي م:"عراة من عراة". والغراة: القطعة من الغِرا، وهى لغة في الغراء، والغراء هو الذي يلصق به الأشياء ويتخذ من أطراف الجلود والسمك. النهاية 3/ 364.
(2)
في س: "رحرما"، وفي م:"زخربا".
(3)
أخرجه عبد الرزاق (7996)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (981) من طريق سفيان بن عيينة به.
أبو مَعمَرٍ وأَشَارَ بالسَّبَّابَةِ واحِدَةً
(1)
.
19371 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مِهرانَ الدِّينَوَرِىُّ، حدثنا خَلَفُ بنُ هِشامٍ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن يَعلَى بنِ عَطاءٍ، عن وكيعِ بنِ عُدُسٍ قال: أخبرَنِى عَمِّى أبو رَزينٍ أنَّه قال: يا رسولَ اللهِ، إنّا كُنّا نَذبَحُ في الجاهِليَّةِ ذَبائحَ
(2)
فنأكُلُ مِنها ونُطعِمُ مَن جاءَنا. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا بأسَ بذَلِكَ". قال وكيعٌ: لا أدَعُها أبَدًا
(3)
.
ورَواه غَيرُه عن أبي عَوانَةَ فقالَ: ذَبَحنا في رَجَبٍ
(4)
.
19372 -
أخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا الحارِثُ بنُ أبى أُسامَةَ، حدثنا رَوحٌ، حدثنا ابنُ عَونٍ، حدثنا أبو رَملَةَ، عن مخنَفِ بنِ سُلَيمٍ الغامِدِىِّ قال: كُنّا وُقوفًا مَع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعَرَفاتٍ فسَمِعتُه يقولُ: "يا أيُّها النّاسُ، على كُلِّ أهلِ بَيتٍ في كلِّ عامٍ أُضحيَّةٌ وعَتيرَةٌ". هَل تَدرِى ما العَتيرَةُ؟ هِىَ التي تُسَمَّى الرَّجَبيَّةَ
(5)
.
19373 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ ابنُ يَعقوبَ،
(1)
أخرجه أحمد (15972)، والنسائي (4237، 4238) من طريق زرارة بن كريم به.
(2)
ضبب عليها في الأصل، وفى الحاشية:"في رجب".
(3)
أخرجه ابن حبان (5891) من طريق أبى عوانة به.
(4)
أخرجه أحمد (16202، 16204)، والنسائي (4244) من طريق أبى عوانة به.
(5)
المصنف في المعرفة (5636). وأخرجه الترمذي (1518) من طريق روح به، وقال: حسن غريب. وتقدم في (19042).
حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدٍ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، عن الزُّهرِيِّ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا فرَعَةَ
(1)
ولا عَتيرَةَ"
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عليِّ بنِ عبدِ اللهِ عن سُفيانَ، ورَواه مسلمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى
(3)
.
19374 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِى الحَسَنُ هو ابنُ سُفيانَ، حدثنا حِبَّانُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ، عن مَعمَرٍ، حَدَّثَنِي الزُّهرِيُّ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا فرَعَ ولا عَتيرَةَ". قال: والفَرَعُ أوَّلُ نِتاجٍ كان يُنتَجُ لهم، كانوا يَذبَحونَه لطواغيتِهِم، والعَتيرَةُ في رَجَبٍ
(4)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عَبدانَ عن عبدِ اللهِ بنِ المُبارَكِ
(5)
.
19375 -
أخبرَنا الفَقيهُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدٍ الأُرْمَوِيُّ رحمه الله، أخبرَنا شافِعُ بنُ محمدِ بنِ أبي عَوانَةَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ الطَّحاوِيُّ، حدثنا المُزَنِىُّ، حدثنا الشَّافِعِيُّ سَمِعتُه يقولُ: هو شَيءٌ كان أهلُ
(1)
في حاشية الأصل: "لا فرع".
(2)
أخرجه أحمد (7256)، وأبو داود (2831)، والنسائي (4233، 4234)، وابن ماجه (3168) من طريق سفيان بن عيينة به.
(3)
البخاري (5474)، ومسلم (1976/ 38).
(4)
أخرجه أحمد (7751، 9301، 10356)، والترمذي (1512)، والنسائي (4234)، وابن حبان (5890) من طريق معمر به.
(5)
البخاري (5473).
الجاهِليَّةِ يَطلُبونَ به البَرَكَةَ في أموالِهِم، فكانَ أحَدُهُم يَذبَحُ بِكرَ ناقَتِه أو شاتِه فلا يَغذُوه؛ رَجاءَ البَرَكَةِ فيما يأتِى بَعدَه، فسأَلوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عنه فقالَ:"فرِّعوا إن شِئتُم". أىِ: اذبَحوا إن شِئتُم، وكانوا يَسأَلونَه عَمَّا كانوا يَصنَعونَ في الجاهِليَّةِ خَوفًا أن يُكرَهَ في الإسلامِ، فأَعلَمَهُم أنَّه لا مَكروهَ عَلَيهِم فيه، وأَمَرَهُمُ اختيارًا أن يَغذُوه ثُمَّ يَحمِلوا عَلَيه في سَبيلِ اللهِ
(1)
.
19376 -
قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: أخبرَنِى مَن سَمِعَ زَيدَ بنَ أسلَمَ يُحَدِّثُ عن رَجُلٍ مِن بَنِى ضَمرَةَ، عن أبيه، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئلَ عن الفَرَعَةِ فقالَ: "الفَرَعَةُ حَقٌّ، وأَن تَغذوَه حَتَّى يَكونَ ابنَ لَبونٍ زُخْزُبًّا
(2)
فتُعطيَه أرمَلَةً، أو تَحمِلَ عَلَيه في سَبيلِ اللهِ، خَيرٌ مِن أن تَكْفَأَ إناءَكَ، وتُوَلِّهَ ناقَتَكَ، وتأكُلَه يَتَلَصَّقُ
(3)
لَحمُه بوَبَرِه". قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله: قَولُه: "الفَرَعَةُ حَقٌّ". مَعناه: أنَّها لَيسَت بباطِلٍ، ولَكِنَّه كَلامٌ عَرَبِيٌّ يَخرُجُ على جَوابِ السَّائلِ، وقَد روِىَ عنه عليه السلام: "لا فرَعَةَ ولا عَتيرَةَ". ولَيسَ هذا باختِلافٍ مِنَ الرِّوايةِ، إنَّما هذا: لا فرَعَةَ واجَبِةٌ، ولا عَتيرَةَ واجِبَةٌ، والحديثُ الآخَرُ يَدُلُّ على مَعنَى ذا، أنَّه أباحَ له الذَّبحَ واختارَ له أن يُعطيَه أرمَلَةً، أو يَحمِلَ عَلَيه في سَبيلِ اللهِ. والعَتيرَةُ هِىَ الرَّجَبيَّةُ، وهِىَ ذَبيحَةٌ كان أهلُ الجاهِليَّةِ يَتَبَرَّرونَ بها في رَجَبٍ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا عَتيرَةَ". على مَعنَى: لا عَتيرَةَ لازِمَةٌ. وقَولُه عليه السلام
(1)
الطحاوي في شرح المشكل 3/ 91، والشافعي في السنن المأثورة 1/ 340، 341.
(2)
في س: "رحوما"، وفي حاشيتها:"لعله: شعوبًا"، وفي م:"زخربا".
(3)
في س: "تلصق"، وفي م:"يلصق".