الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لمُطَرِّفٍ: وما فَكاكُ الأسيرِ؟ قال: أن يُفَكَّ مِنَ العَدوِّ، وجَرَت بذَلِكَ السُّنَّةُ. قال مُطَرِّفٌ: العَقلُ: المَعقُلَةُ
(1)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن أحمدَ بنِ يونُسَ عن زُهَيرِ بنِ مُعاويَةَ
(2)
.
بابُ الهُدنَةِ على أن يَرُدَّ الإمامُ مَن جاءَ بَلَدَه مُسلِمًا مِنَ المُشرِكينَ
18862 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سَلمانَ بنِ الحَسَنِ، حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عيسَى، حدثنا أبو حُذَيفَةَ، حدثنا سفيانُ، عن أبى إسحاقَ، عن البَراءِ قال: صالَحَ النَبِىُّ صلى الله عليه وسلم المُشرِكينَ يَومَ الحُدَيبيَةِ على ثَلاثَةِ أشياءَ؛ على أن مَن أتاه مِنَ المُشرِكينَ رَدَّه إلَيهِم، ومَن أتاهُم مِنَ المُسلِمينَ لَم يَرُدّوه، وعَلَى أن يَدخُلَها مِن قابِلٍ فيُقيمَ بها ثَلاثَةَ أيّامٍ، ولا يَدخُلَها إلَّا بجُلُبّانِ السِّلاحِ؛ السَّيفِ والقَوسِ ونَحوِه، فجاءَ أبو جَندَلٍ يَحجُلُ فى قُيودِه، فرَدَّه إلَيهِم
(3)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن أبى حُذَيفَةَ
(4)
.
18863 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا هُدبَةُ بنُ خالِدٍ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن ثابِتٍ، عن أنَسٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لما صالَحَ قُرَيشًا يَومَ
(1)
فى س، م:"الغفلة".
(2)
البخارى (6915).
(3)
أخرجه أبو عوانة (6795، 6799) من طريق أبى حذيفة به. وأحمد (18683) من طريق سفيان به.
(4)
البخارى (2700).
الحُدَيبيَةِ قال لِعَلِىٍّ: "اكتُبْ: بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ". فقالَ سُهَيلُ بنُ عمرٍو: لا نَعرِفُ الرَّحمَنَ الرَّحيمَ، اكتُبْ: باسمِكَ اللَّهُمَّ. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِىٍّ: "اكتُبْ: باسمِكَ اللَّهُمَّ". فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِىٍّ: "اكتُبْ: هذا ما صالَحَ عَلَيه محمدٌ رسولُ اللهِ". فقالَ سُهَيلُ بنُ عمرٍو: لَو نَعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ لَصَدَّقناكَ ولَم نُكَذِّبْكَ؛ اكتُبِ اسمَكَ واسمَ أبيكَ. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِىٍّ: "اكتُبْ محمدُ ابنُ عبدِ اللهِ". وكَتَبَ: مَن أتانا مِنكُم رَدَدناه عَلَيكُم، ومَن أتاكُم مِنّا تَرَكناه عَلَيكُم. فقالوا: يا رسولَ اللهِ نُعطيهِم هذا؟ قال: "مَن أتاهُم مِنّا فأَبعَدَه اللهُ، ومَن أتانا مِنهُم فرَدَدناه عَلَيهِم جَعَلَ اللهُ عز وجل له فرَجًا ومَخرَجًا"
(1)
. أخرَجَه مسلمٌ فى "الصحيح" مِن حَديثِ عَفّانَ عن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ
(2)
.
18864 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبُ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى الزُّهرِىُّ، عن عُروةَ، عن مَروانَ والمِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ فى قِصَّةَ الحُدَيبيَةِ وخُروجِ سُهَيلِ بنِ عمرٍو إلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، وأَنَّه لما انتَهَى إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَرَى بَينَهُما القَولُ حَتَّى وقَعَ الصُّلحُ على أن تُوضَعَ الحَربُ بَينَهُما عَشرَ سِنينَ، وأَن يأمَنَ النّاسُ بَعضُهُم مِن بعضٍ، وأَن يَرجِعَ عَنهُم عامَهَم ذَلِكَ حَتَّى إذا كان العامُ المُقبِلُ
(3)
قَدِمَها، خَلَّوا بَينَه وبَينَ مَكَّةَ
(1)
أخرجه أبو يعلى (3323)، وابن حبان (4870) من طريق هدبة بن خالد به. وأحمد (13827) من طريق حماد بن سلمة به.
(2)
مسلم (1784/ 93).
(3)
فى حاشية الأصل: "الثانى".
فأَقامَ بها ثَلاثًا، وأَنَّه لا يَدخُلُها إلَّا بسِلاحِ الرّاكِبِ والسُّيوفِ فى القُرُبِ، وأَنَّه مَن أتانا مِن أصحابِكَ بغَيرِ إذنِ وليِّه لَم نَرُدَّه عَلَيكَ، وأَنَّه مَن أتاكَ مِنّا بغَيرِ إذنِ وليِّه رَدَدتَه عَلَينا. وذَكَرَ الحديث فى كِتْبةِ الصَّحيفَةِ قال: فإِنَّ الصَّحيفَةَ لَتُكتَبُ إذ طَلَعَ أبو جَندَلِ ابنُ سُهَيلِ بنِ عمرٍو يَرسُفُ فى الحَديدِ، وقَد كان أبوه حَبَسَه فأَفلَتَ، فلَمّا رآه سُهَيلٌ قامَ إلَيه فضَرَبَ وجهَه، وأَخَذَ [يُلَبِّبُه يَتُلُّه]
(1)
، وقالَ: يا محمدُ قَد ولَجَتِ القَضيَّةُ بينِى وبَينَكَ قبلَ أن يأتيَكَ هذا. قال: "صَدَقتَ". وصاحَ أبو جَندَلٍ بأَعلَى صوتِه: يا مَعشَرَ المُسلِمينَ أأُرَدُّ إلَى المُشرِكينَ يَفتِنونِى فى دينِى؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأبِى جَندَلِ: "أبا جَندَلٍ، اصبِرْ واحتَسِبْ فإِن اللهَ جاعِلٌ لَكَ ولمَن مَعَكَ مِنَ المُستَضعَفينَ فرَجًا ومَخرَجًا، إنّا قَد صالَحنا هَؤُلاءِ القَومَ، وجَرَى بَينَنا وبَينَهُمُ العَهدُ، وإِنّا لا نَغدِرُ". فقامَ عُمَرُ بنُ الخطابِ يَمشِى إلَى جَنبِ أبى جَندَلٍ وأَبوه يَتُلُّه، وهو يقولُ: أبا جَندَلٍ، اصبِرْ واحتَسِبْ؛ فإِنَّما هم المُشرِكونَ، وإِنَّما دَمُ أحَدِهِم دَمُ كَلبٍ. وجَعَلَ عُمَرُ يُدنِى مِنه قائمَ السَّيفِ، فقالَ عُمَرُ: رَجَوتُ أن يأخُذَه فيَضرِبَ به أباه فضَنَّ بأَبيه. ثُمَّ ذَكَرَ الحديثَ فى التَّحَلُّلِ مِنَ العُمرَةِ والرُّجوعِ. قالا: ولما قَدِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المَدينَةَ واطمأنَّ بها أفلَتَ إلَيه أبو بَصيرٍ عُتبَةُ بنُ أَسيدِ بنِ جاريَةَ الثَّقَفِىُّ حَليفُ بَنى زُهرَةَ، فكَتَبَ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيه الأخنَسُ بنُ شَريقٍ والأزهَرُ بنُ عبدِ عَوفٍ، وبَعَثا بكِتابِهِما مَعَ مَولًى لَهُما ورَجُلٍ مِن بَنِى عامِرِ بنِ لُؤَىٍّ استأجَراه
(1)
فى م: "بلبته فتله"، وكتب فى الأصل فوق المثبت:"خ، ر". ولببت الرجل ولبَّبْتُه: إذا جعلتَ
فى عنقه ثوبًا أو غيره وجررته به، وتله: صرعه وألقاه. ينظر النهاية 1/ 193، 195، 4/ 223.
لَيَرُدَّ عَلَيهِما صاحِبَهُما أبا بَصيرٍ، فقَدِما على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدَفَعا إلَيه كِتابَهُما، فدَعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أبا بَصيرٍ، فقالَ له:"يا أبا بَصيرٍ إنَّ هَؤُلاءِ القَومَ قَد صالَحونا على ما قَد عَلِمتَ، وإِنّا لا نَغدِرُ، فالحَقْ بقَومِكَ". فقالَ: يا رسولَ اللهِ تَرُدُّنِى إلَى المُشرِكينَ يَفتِنونِى فى دينِى ويَعبَثونَ بى؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اصبِر يا أبا بَصيرٍ واحتَسِبْ، فإِنّ اللهَ جاعِلٌ لَكَ ولِمَن مَعَكَ مِنَ المُستَضعَفينَ مِنَ المُؤمِنينَ فرَجًا ومَخرَجًا". قال: فخَرَجَ أبو بَصيرٍ وخَرَجا، حَتَّى إذا كانوا بذِى الحُلَيفَةِ جَلَسوا إلَى سُورِ جِدارٍ، فقالَ أبو بَصيرٍ لِلعامِرِىِّ: أصارِمٌ سَيفُكَ هذا يا أخا بَنِى عامِرٍ؟ قال: نَعَم. قال: أنظُرُ إلَيه؟ قال: إن شِئتَ. فاستَلَّه فضَرَبَ به عُنُقَه، وخَرَجَ المَولَى يَشتَدُّ، فطَلَعَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو جالِسٌ فى المَسجِدِ فلَمّا رآه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"هذا رَجُلٌ قَد رأى فزَعًا". فلَمّا انتَهَى إلَيه قال: "ويحَكَ ما لَكَ؟ ". قال: قَتَلَ صاحِبُكُم صاحِبِى. فما بَرِحَ حَتَّى طَلَعَ أبو بَصيرٍ مُتَوَشِّحًا السَّيفَ، فوَقَفَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ وفَتْ ذِمَّتُكَ، وأَدَّى اللهُ عَنكَ، وقَدِ امتَنَعتُ بنَفسِى عن المُشرِكينَ أن يَفتِنونِى فى دينِى أو أن يَعبَثوا بى. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ويلُ أُمِّه مِحَشَّ
(1)
حَربٍ لَو كان مَعَه رِجالٌ". فخَرَجَ أبو بَصيرٍ حَتَّى نَزَلَ بالعِيصِ، وكانَ طَريقَ أهلِ مَكَّةَ إلَى الشّامِ، فسَمِعَ به مَن كان بمَكَّةَ مِنَ المُسلِمينَ، وبِما قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيه، فلَحِقوا به حَتَّى كان فى عُصبَةٍ مِنَ المُسلِمينَ قَريبٍ مِنَ السِّتّينَ أوِ السَّبعينَ، فكانوا لا
(1)
فى س: "مسعر". ومحش حرب: أى محركها وملهبها كالمِحش، وهو العود الذى يحرك به النار
لتتقد وتلتهب. مشارق الأنوار 1/ 214.
يَظفَرونَ برَجُلٍ مِن قُرَيشٍ إلَّا قَتَلوه، ولا تَمُرُّ عَلَيهِم عيرٌ إلَّا اقتَطَعوها، حَتَّى كَتَبَت فيها قُرَيشٌ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسأَلونَه بأَرحامِهِم لَما آواهُم، فلا حاجَةَ لَنا بهِم. ففَعَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقَدِموا عَلَيه المَدينَةَ
(1)
.
18865 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ عَتّابٍ العَبدِىُّ، حدثنا القاسِمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المُغيرَةِ، حدثنا ابنُ أبى أوَيسٍ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ. فذَكَرَ هذه القَصَّةَ قال فيها: فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ويلُ أُمِّه مِسعَرَ حَربٍ لَو كان مَعَه أحَدٌ". وجاءَ أبو بَصيرٍ بسَلَبِه إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: خَمِّسْ يا رسولَ اللهِ. قال: "إنِّى إذا خَمَّستُه لَم أُوفِ لهم بالَّذِى عاهَدتُهُم عَلَيه، ولكن شأنَكَ بسَلَبِ صاحِبِكَ، واذهَبْ حَيثُ شِئتَ". فخَرَجَ أبو بَصيرٍ مَعَه خَمسَةُ نَفَرٍ كانوا قَدِموا مَعَه مِنَ المُسلِمينَ مِن مَكَّةَ، حَتَّى كانوا بَينَ العِيصِ وذِى المَروَةِ مِن أرضِ جُهَينَةَ على طَريقِ عِيراتِ
(2)
قُرَيشٍ ممّا يَلِى سِيفَ البحرِ، لا يَمُرُّ بهِم عيرٌ لِقُرَيشٍ إلَّا أخَذوها، وقَتَلوا أصحابَها، وانفَلَتَ أبو جَندَلِ ابنُ سُهَيلِ بنِ عمرٍو فى سبعينَ راكِبًا أسلَموا وهاجَروا، فلَحِقوا بأَبِى بَصيرٍ، وكَرِهوا أن يَقدَموا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فى هُدنَةِ المُشرِكينَ. ثُمَّ ذَكَرَ ما بَعدَه بمَعنَى ما تَقَدَّمَ وأَتَمَّ مِنه
(3)
.
(1)
تقدم تخريجه فى (18840).
(2)
فى حاشية الأصل: "عيران".
(3)
المصنف فى الدلائل 4/ 172، 173.