الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عثمانَ بنَ عَفّانَ ليَطوفَ بالبَيتِ فأَبَى أن يَطوفَ، وقالَ: ما كُنتُ لأطوفَ به حَتَّى يَطوفَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فرَجَعَ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومَعَه سُهَيلُ ابنُ عمرٍو قَد أجارَه؛ ليُصالِحَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ قِصَّةَ الصُّلحِ وكِتابَتِه، قال: ثُمَّ بَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالكِتابِ إلَى قُرَيشٍ مَعَ عثمانَ بنِ عَفّانَ. ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةً فيما كان بَينَ الفَريقَينِ مِنَ التَّرامِى بالحِجارَةِ والنَّبلِ، وارتِهانِ المُشرِكينَ عثمانَ بنَ عَفّانَ، وارتِهانِ المُسلِمينَ سُهَيلَ بنَ عمرٍو، ودَعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المُسلِمينَ إلَى البَيعَةِ، فلَمّا رأت قُرَيشٌ ذَلِكَ رَعَبَهُمُ اللهُ فأَرسَلوا مَن كانوا ارتَهَنوه ودَعَوا إلَى الموادَعَةِ والصُّلحِ، فصالَحَهُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكاتَبَهُم
(1)
.
بابُ ما جاءَ فى مُدَّةِ الهُدنَةِ
قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: وكانَتِ الهُدنَةُ بَينَه وبَينَهُم عَشرَ سِنينَ
(2)
.
18842 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى، قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، قال: حَدَّثَنِى الزُّهرِىُّ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن مَروانَ بنِ الحَكَمِ والمِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ فى قِصَّةِ الحُدَيبيَةِ، قال: فدَعَت قُرَيشٌ سُهَيلَ بنَ عمرٍو فقالوا: اذهَبْ إلَى هذا الرَّجُلِ فصالحْه، ولا يَكونَنَّ فى صُلحِه إلَّا أن يَرجِعَ عَنّا عامَه هذا؛ لا تَحَدَّثُ العَرَبُ أنَّه دَخَلَها عَلَينا عَنوَةً. فخَرَجَ سُهَيلُ بنُ عمرٍو مِن عِندِهِم، فلَمّا رآه
(1)
أخرجه ابن عساكر 25/ 298 من طريق أبى الحسين ابن الفضل به.
(2)
الأم 4/ 189.
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُقبِلًا قال: "قَد أرادَ القَومُ الصُّلحَ حينَ بَعَثوا هذا الرَّجُلَ". فلَمّا انتَهَى إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَرَى بَينَهُما القَولُ حَتَّى وقَعَ الصُّلحُ على أن توضَعَ الحَربُ بَينَهُما عَشرَ سِنينَ، وأَن يأمَنَ النّاسُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ، وأَن يَرجِعَ عَنهُم عامَهُم ذَلِكَ حَتَّى إذا كان العامُ المُقبِلُ قَدِمَها؛ خَلَّوا بَينَه وبَينَ مَكَّةَ، فأَقامَ بها ثَلاثًا، وأَنَّه لا يَدخُلُها إلَّا بسِلاحِ الرّاكِبِ والسُّيوفِ فى القُرُبِ، وأَنَّه مَن أتانا مِن أصحابِكَ بغَيرِ إذنِ وليِّه لَم نَرُدَّه عَلَيكَ، وإِنَّه مَن أتاكَ مِنّا بغَيرِ إذنِ وليِّه رَدَدتَه عَلَينا، وإِنَّ بَينَنا وبَينَكَ عَيبَةً مَكفوفَةً
(1)
، وإِنَّه لا إسلالَ ولا إغلالَ
(2)
. وذَكَرَ الحديثَ
(3)
.
18843 -
ورَوَى عاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفصٍ العُمَرِىُّ وهو ضَعيفٌ جِدًّا، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: كانَتِ الهُدنَةُ بَينَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وأَهلِ مَكَّةَ عامَ الحُدَيبيَةِ أربَعَ سِنينَ. أخبرَناه أبو سَعدٍ المالينِىُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ ابنُ عَدِىٍّ، أخبرَنا القاسِمُ بنُ مَهدِىٍّ، حدثنا يَعقوبُ بنُ كاسِبٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ نافِعٍ، عن عاصِمِ بنِ عُمَرَ. فذَكَرَه
(4)
. المَحفوظُ هو
(1)
أى: بيننا صدر نقى من الغل والخداع، مطوى على الوفاء، والمكفوفة: المشرجة المشدودة، والعرب تكنى عن القلوب بالعياب؛ لأن العياب مستودع الثياب، والقلوب مستودع السرائر، وإنما يخبأ فى العيبة أجود الثياب، ويكتم فى الصدر أخص الأسرار. غريب الحديث لابن الجوزى 2/ 137، 296.
(2)
الإسلال: السرقة، والإغلال: الخيانة. غريب الحديث لأبى عبيد 1/ 198، 199.
(3)
المصنف فى الصغرى (3772)، وفى الدلائل 4/ 145. وأخرجه أحمد (18910) من طريق محمد ابن إسحاق به. وتقدم فى (10169). وسيأتى فى (18864).
(4)
ابن عدى فى الكامل 5/ 1871. وأخرجه الطبرانى فى الأوسط (7935)، والحاكم 2/ 60 من طريق عبد الله بن نافع به.