الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ استِعمالِ أوانِي المُشرِكينَ والأكلِ مِن طَعامِهِم
19744 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا محمدُ بنُ يَعقوبَ الشَّيبانِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ وعَبدُ اللهِ بنُ محمدٍ قالا: حدثنا هَنّادُ بنُ السَّرِيِّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، أنبأنا حَيوَةُ بنُ شُرَيحٍ قال: سَمِعتُ رَبيعَةَ ابنَ يَزيدَ الدِّمَشقِيُّ يقولُ: أخبرَنِي أبو إدريسَ عائذُ الله قال: سَمِعتُ أبا ثَعلَبَةَ الخُشَنيَّ رضي الله عنه يقولُ: أتَيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنّا بأرضِ قَومٍ أهلِ كِتابٍ، نأكُلُ في آنيَتِهِم، وأرضِ صَيدٍ، أصيدُ بقَوسِى، وأصيدُ بكَلبِي المُعَلَّمِ، وبِكَلبِي الَّذِى لَيسَ بمُعَلَّمٍ، أخبِرنِي ما الَّذِي يَحِلُّ لَنا مِن ذَلِكَ؟ قال: "أمّا ما ذَكَرتَ أنَّكُم بأرضِ قَومٍ أهلِ كِتابٍ تأكُلونَ في آنيَتِهِم، فإِن وجَدتُم غَيرَ آنيَتِهِم فلا تأكُلوا فيها، وإِن لَم تَجِدوا فاغسِلوا
(1)
ثُمَّ كُلوا فيها
(2)
، وأمّا ما ذَكَرتَ أنَّكَ بأرضِ صَيدٍ، فما أصَبتَ بقَوسِكَ فاذكُرِ اسمَ اللهِ ثُمَّ كُلْ، وما اصطَدتَ بكَلبِكَ المُعَلَّمِ فاذكُر اسمَ اللهِ ثُمَّ كُلْ، وما اصطَدتَ بكَلبِكَ الَّذِى لَيسَ بمُعَلَّمٍ فأدركْتَ ذَكاتَه فكُلْ"
(3)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن هَنّادِ بنِ السَّرِيِّ، وأخرَجَه البخاريُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ المُبارَكِ
(4)
.
19745 -
أخبرَنا أبو صالِحِ ابنُ أبي طاهِرٍ العَنبَرِيُّ، أنبأنا جَدِّي يَحيَى ابنُ مَنصورٍ القاضِي، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إسماعيلَ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ
(1)
في م: "فاغسلوها".
(2)
ليس في: م.
(3)
تقدم في (133، 18950، 18971).
(4)
مسلم (1930/ 8)، والبخاري (5488).
ابنُ إبراهيمَ الدِّمَشقِيُّ ولَقَبُه دُحَيمٌ، حدثنا محمدُ بنُ شُعَيبٍ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ يَزيدَ بنِ جابِرٍ، عن عُمَيرِ بنِ هانِئٍ أنَّه أخبَرَه، عن أبي ثَعلَبَةَ الخُشَنِيِّ قال: أتَيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: أي رسولَ اللهِ، إنِّي أرمِي بقَوسِي فمِنه ما أُدرِكُ ذَكاتَه ومِنه ما لا أُدرِكُ
(1)
، فماذا يَحِلُّ لِي وما يَحرُمُ عليَّ؟ إنّا في أرضِ أهلِ الكِتابِ، وهُم يأكُلونَ في آنيَتِهِمُ الخِنزيرَ ويَشرَبونَ فيها الخَمرَ، فنأكُلُ فيها ونَشرَبُ؟ قال: "كُلُّ ما رَدَّ عَلَيكَ قَوسُكَ وذَكَرتَ اسمَ اللهِ فكُلْ، وإِن وجَدتَ عن آنيَةِ أهلِ الكِتابِ غِنًى فلا تأكُلْ، وإِن لَم تَجِدْ عَنها غِنًى فارحَضوها
(2)
بالماءِ رَحضًا شَديدًا ثُمَّ كُلوا فيها"
(3)
.
وفِي هذا دِلالَةٌ على أن الأمرَ بالغَسلِ إنَّما وقَعَ عِندَ العِلمِ بنَجاسَتِها، واللَّهُ أعلَمُ.
19746 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عثمانُ بنُ أبي شَيبَةَ، حدثنا عبدُ الأعلَى وإِسماعيلُ، عن بُردِ بنِ سِنانٍ، عن عَطاءٍ، عن جابِرٍ قال: كُنّا نَغزو مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فنُصيبُ مِن آنيَةِ المُشرِكينَ وأسقيَتِهِم، فنَستَمتِعُ بها، ولا يَعيبُ
(4)
ذَلِكَ عَلَيهِم
(5)
.
19747 -
وحَدَّثَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، أنبأنا أبو سَهلٍ أحمدُ بنُ
(1)
في حاشية الأصل، س:"أدرك ذكاته".
(2)
ارحضوها: أي اغسلوها. النهاية 2/ 208.
(3)
تقدم في (135).
(4)
في م: "يغيب".
(5)
تقدم في (129).
محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيادٍ القَطّانُ، حدثنا محمدُ بنُ غالِبٍ، حدثنا أبو حُذَيفَةَ، حدثنا سفيانُ، عن بُردٍ، عن عَطاءٍ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: كُنّا نَغزو، فنأكُلُ في أوعيَةِ المُشرِكينَ ونَشرَبُ في أسقيَتِهِم
(1)
.
قال الشّافِعِيُّ في رِوايَةِ حَرمَلَةَ: أهدَت لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَهوديَّةٌ شاةً مَحنوذَةً سَمَّتها في ذِراعِها فأكَلَ مِنها هو، يَعنِي وغَيرُه. وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما زالَتِ الأُكلَةُ التى أكَلتُ مِنَ الشّاةِ تُعادُّنِي
(2)
، حَتَّى كان هذا أوانَ قَطعَت أبهَرِى
(3)
".
19748 -
أخبرَناه أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا يَحيَى بنُ حَبيبِ بنِ عَرَبِيٍّ، حدثنا خالِدُ بنُ الحارِثِ، حدثنا شُعبَةُ، عن هِشامِ بنِ زَيدٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن امرأةً يَهوديَّةً أتَت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بشاةٍ مَسمومَةٍ فأكَلَ مِنها، فجِئَ بها إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فسألَها عن ذَلِكَ، فقالَت: أرَدتُ لأقتُلَكَ. قال: "مما كان اللهُ ليُسَلِّطَكِ على ذَلِكَ". أو قال: "عَلَيَّ". قال: فقالوا: ألا نَقتُلُها؟ قال: "لا". قال: فما زِلتُ أعرِفُها في لَهَواتِ
(4)
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن يَحيَى
(1)
ينظر ما تقدم قبله.
(2)
تعادني: أي تراجعنى ويعاودني ألم سمها في أوقات معلومة. النهاية 3/ 189.
(3)
الأبهر: عرق في الظهر. وقيل: الأبهران اللذان في الذراعين. وقل: هو عرق مستبطن القلب، فإذا انقطع لم تبق معه حياة. وقيل: عرق منشئوه الرأس ويمتد إلى القدم وله شرايين تتصل بأكثر الأطراف والبدن. ينظر النهاية 1/ 18.
(4)
اللهوات: جمع لهاة، هي اللحمات في سقف أقصى الفم. النهاية 4/ 284.
(5)
أبو داود (4508). وأخرجه ابن أبي عاصم في الديات (235) من طريق يحيى بن حبيب به. وتقدم في (16098، 16099).