الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبى أوَيسٍ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ المُطَّلِبِ، عن سُهَيلِ بنِ أبى صالِحٍ، عن أبيه، عن أبى هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن حَلَفَ على يَمينٍ فرأى غَيرَها خَيرًا مِنها فليأتِ الَّذِى هو خَيرٌ وليُكَفِّر عن يَمينِه"
(1)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن زُهَيرِ بنِ حَربٍ عن إسماعيلَ بنِ أبى أوَيسٍ
(2)
.
قال الشّافِعِىُّ: فأَعلَمَ أنَّ طاعَةَ اللهِ ألَّا يَفِىَ باليَمينِ إذا كان غَيرُها خَيرًا وأَن يُكَفِّرَ بما فرَضَ اللهُ مِنَ الكَفّارَةِ، وكُلُّ هذا يَدُلُّ على أنَّه إنَّما يوفَى بكُلِّ عَقدِ نَذرٍ وعَهدٍ لِمُسلِمٍ أو مُشرِكٍ كان مُباحًا لا مَعصيَةَ للهِ فيهِ
(3)
.
بابُ نَقضِ أهلِ العَهدِ أو بَعضِهِمُ العَهدَ
18888 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا محمدُ بنُ داودَ بنِ سُفيانَ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِىِّ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ، عن رَجُلٍ مِن أصحابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فى قِصَّةِ بَنِى النَّضيرِ وما أجمَعوا عَلَيه مِنَ المكرِ بالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال: فلَمّا كان الغَدُ غَدا عَلَيهِم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالكَتائبِ، فحَصَرَهُم، فقالَ لَهُم:"إنَّكُم واللهِ لا تأمَنونَ عِندِى إلَّا بعَهدٍ تُعاهِدونِى عَلَيه". فأَبَوا أن يُعطوه عَهدًا فقاتَلَهُم يَومَهُم ذَلِكَ، ثُمَّ غَدا على بَنِى قُرَيظَةَ بالكَتائبِ، وتَرَكَ بَنِى النَّضيرِ ودَعاهُم إلَى أن يُعاهِدوه، فعاهَدوه، فانصَرَفَ عَنهُم وغَدا إلَى بَنى النَّضيرِ
(1)
سيأتى فى (19988).
(2)
مسلم (1650/ 13).
(3)
الأم 4/ 185.
بالكَتائبِ، فقاتَلَهُم حَتَّى نَزَلوا على الجَلاءِ، فهَذا عَهدُ بَنِى قُرَيظَةَ
(1)
.
وأَمّا نَقضُهُمُ العَهدَ ففيما:
18889 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: وحَدَّثَنِى يَزيدُ بنُ رومانَ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، قال: وحَدَّثَنِى يَزيدُ بنُ زيادٍ، عن محمدِ بنِ كَعبٍ القُرَظىِّ وعُثمانَ بنِ يَهوذا أحَدِ بَنِى عمرِو بنِ قُرَيظَةَ، عن رِجالٍ مِن قَومِه قالوا: كان الَّذينَ حَزَّبوا الأحزابَ نَفَرٌ مِن بَنِى النَّضيرِ ونَفَرٌ مِن بَنِى وائلٍ، وكانَ مِن بَنى النَّضيرِ حُيَىُّ بنُ أخطَبَ وكِنانَةُ بنُ الرَّبيعِ بنِ أبى الحُقَيقِ وأبو عَمّارٍ، ومِن بَنى وائلٍ حَىٌّ مِنَ الأنصارِ مِن أوسِ اللهِ وحْوَحُ بنُ عمرٍو، ورِجالٌ مِنهُم، خَرَجوا حَتَّى قَدِموا على قُرَيشٍ فدَعَوهُم إلَى حَربِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فنَشِطوا لِذَلِكَ. ثُمَّ ذَكَرَ القِصَّةَ فى خُروجِ أبى سُفيانَ ابنِ حَربٍ والأحزابِ. قال: وخَرَجَ حُيَىُّ بنُ أخطَبَ حَتَّى أتَى كَعبَ بنَ أسَدٍ صاحِبَ عَقدِ بَنِى قُرَيظَةَ وعَهدِهِم، فلَمّا سَمِعَ به كَعبٌ أغلَقَ حِصنَه دونَه، فقالَ: ويحَكَ يا كَعبُ، افتَحْ لى حَتَّى أدخُلَ عَلَيكَ. فقالَ: ويحَكَ يا حُيَىُّ إنَّكَ امرُؤٌ مَشئومٌ، وإِنَّه لا حاجَةَ لى بكَ ولا بما جِئتَنِى به، إنِّى لَم أرَ مِن محمدٍ إلَّا صِدقًا ووَفاءً، وقَد وادَعَنِى ووادَعتُه فدَعنى وارجِعْ عَنِّى. فقالَ: واللهِ إنْ غَلَّقتَ دونِى إلَّا عن جَشيشَتِكَ
(2)
أن آكُلَ مَعَكَ مِنها.
(1)
أبو داود (3004)، وعبد الرزاق (9733). وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (2595).
(2)
فى م: "خشيتك". والجشيشة: أن تطحن الحنطة طحنًا جليلا ثم ينصب له القدر ويلقى معه اللحم =
فأَحفَظَه
(1)
، ففَتَحَ له فلَمّا دَخَلَ عَلَيه قال له: ويحَكَ يا كَعبُ، جِئتُكَ بعِزِّ الدَّهرِ؛ بقُرَيشٍ مَعَها قادَتُها حَتَّى أنزَلتُها برومَةَ، وجِئتُكَ بغَطَفانَ على قادَتِها وسادَتِها حَتَّى أنزَلتُها إلَى جانِبِ أُحُدٍ، جِئتُكَ ببَحرٍ طامٍّ
(2)
لا يَرُدُّه شَئٌ. فقالَ: جِئتَنِى واللهِ بالذُّلِّ، ويلَكَ فدَعْنِى وما أنا عَلَيه؛ فإِنَّه لا حاجَةَ لِى بكَ ولا بما تَدعونِى إلَيه. فلَم يَزَلْ حُيَىُّ بنُ أخطَبَ يَفتِلُه فى الذِّروَةِ والغارِبِ
(3)
حَتَّى أطاعَ له وأَعطاه حُيَىٌّ العَهدَ والميثاقَ؛ لَئن رَجَعَت قُرَيشٌ وغَطَفانُ قبلَ أن يُصيبوا محمدًا لأدخُلَنَّ مَعَكَ فى حِصنِكَ حَتَّى يُصيبَنِى ما أصابَكَ. فنَقَضَ كَعبٌ العَهدَ وأَظهَرَ البَراءَةَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وما كان بَينَه وبَينَه. قال ابنُ إسحاقَ: حَدَّثَنِى عاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ قال: لما بَلَغَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرُ كَعبٍ ونَقضُ بَنِى قُرَيظَةَ بَعَثَ إلَيهِم سَعدَ بنَ عُبادَةَ وسَعدَ بنَ مُعاذٍ وخَوّاتَ بنَ جُبَيرٍ وعَبدَ اللهِ بنَ رَواحَةَ ليَعلَموا خَبَرَهُم، فلَمّا انتَهَوا إلَيهِم وجَدوهُم على أخبَثِ ما بَلغَهُم. قال ابنُ إسحاقَ: حَدَّثَنِى عاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ عن شَيخٍ مِن بَنِى قُرَيظَةَ. فذَكَرَ قِصَّةَ سَبَبِ إسلامِ ثَعلَبَةَ وأَسيدٍ ابنَى سَعيَةَ وأَسَدِ بنِ عُبَيدٍ ونُزولِهِم عن حِصنِ بَنِى قُرَيظَةَ، وإِسلامِهِم، وخَرَجَ فى تِلكَ اللَّيلَةِ فيما زَعَمَ
= ليطبخ. غريب الحديث لابن الجوزى 1/ 157.
(1)
أحفظه: أغضبه. الفائق 2/ 49.
(2)
الطام: الماء الكثير. التاج 33/ 27 (ط م م).
(3)
الغارب: مقدم السنام، والذروة: أعلاه. أراد أنه ما زال يخادعه ويتلطفه حتى أجابه، والأصل فيه أن الرجل إذا أراد أن يؤنس البعير الصعب ليزمه وينقاد له جعل يمر يده عليه ويمسح غاربه ويفتل وبره حتى يستأنس ويضع فيه الزمام. اللسان 1/ 642 (غ ر ب).
ابنُ إسحاقَ عمرُو بنُ سَعدِىٍّ القُرَظىُّ، فمَرَّ بحَرَسِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعَليه محمدُ ابنُ مَسلَمَةَ تِلكَ اللَّيلَةَ، فلَمّا رآه قال: مَن هَذا؟ قال: أنا عمرُو بنُ سَعدِىٍّ، وكانَ عمرٌو قَد أبَى أن يَدخُلَ مَعَ بَنِى قُرَيظَةَ فى غَدرِهِم، وقالَ: لا أغدِرُ بمُحَمَّدٍ أبَدًا. فقالَ محمدُ بنُ مَسلَمَةَ حينَ عَرَفَه: اللَّهُمَّ لا تَحرِمْنِى عَثَراتِ الكِرامِ. ثُمَّ خَلَّى سَبيلَه فخَرَجَ حَتَّى باتَ فى مَسجِدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تِلكَ اللَّيلَةَ، ثُمَّ ذَهَبَ فلَم يُدرَ أينَ ذَهَبَ مِنَ الأرضِ، فذُكِرَ شأنُه لِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ:"ذَلِكَ رَجُلٌ نَجّاه اللهُ بوَفائه"
(1)
.
وذَكَرَ موسَى بنُ عُقبَةَ فى هذه القِصَّةِ: أن حُييًّا لَم يَزَل بهِم حَتَّى شأمَهُم
(2)
، فاجتَمَعَ مَلَؤُهُم على الغَدرِ على أمرِ رَجُلٍ واحِدٍ، غَيرَ أسَدٍ وأَسيدٍ وثَعلَبَةَ، خَرَجوا إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
18890 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى بنِ فارِسٍ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، عن موسَى بنِ عُقبَةَ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أن يَهودَ النَّضيرِ وقُرَيظَةَ حارَبوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَجلَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنِى النَّضيرِ، وأَقَرَّ قُرَيظَةَ ومَنَّ عَلَيهِم، حَتَّى حارَبَت قُرَيظَةُ بَعدَ ذَلِكَ فقَتَلَ رِجالَهُم وقَسَمَ نِساءَهُم وأَموالَهُم وأَولادَهُم بَينَ المُسلِمينَ، إلَّا بَعضَهُم لَحِقوا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
المصنف فى الدلائل 3/ 408 - 410، 428 - 431، 4/ 31، 32.
(2)
شأمهم: إذا جر عليهم الشؤم، أو أصابهم شؤم من قبله. التاج 32/ 446 (ش أ م).
(3)
المصنف فى الدلائل 3/ 398 - 403.
فأَمَّنَهُم وأَسلَموا
(1)
. أَخرَجاه فى "الصحيح" كما مَضَى
(2)
.
قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: وكَذَلِكَ إن نَقَضَ رَجُلٌ مِنهُم فقاتَلَ كان لِلإِمامِ قِتالُ جَماعَتِهِم، قَد أعانَ على خُزاعَةَ وهُم فى عَقدِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ فشَهِدوا قِتالَهُم، فغَزا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم قُرَيشًا عامَ الفَتحِ بغَدرِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ وتَركِ الباقينَ مَعونَةَ خُزاعَةَ، وإيوائهِم مَن قاتَلَ خُزاعَةَ
(3)
.
18891 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ القاضى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِى الزُّهرِىُّ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن مَروانَ بنِ الحَكَمِ والمِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ، أنَّهُما حَدَّثاه جَميعًا قالا: كان فى صُلحِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ الحُدَيبيَةِ بَينَه وبَينَ قُرَيشٍ: أنَّه مَن شاءَ أن يَدخُلَ فى عَقدِ محمدٍ وعَهدِه دَخَلَ، ومَن شاءَ أن يَدخُلَ فى عَقدِ قُرَيشٍ وعَهدِهِم دَخَلَ. فتَواثَبَت خُزاعَةُ، فقالوا: نَحنُ نَدخُلُ فى عَقدِ محمدٍ وعَهدِه. وتَواثَبَت بَنو بكرٍ فقالوا: نَحنُ نَدخُلُ فى عَقدِ قُرَيشٍ وعَهدِهِم. فمَكَثوا فى تِلك الهُدنَةِ نَحوَ السَّبعَةَ أوِ الثَّمانيَةَ عَشَرَ شَهرًا، ثُمَّ إنَّ بَنِى بكرٍ الَّذينَ كانوا دَخَلوا فى عَقدِ قُرَيشٍ وعَهدِهِم وثَبوا على خُزاعَةَ الذينَ دَخَلوا فى عَقدِ
(1)
تقدم تخريجه فى (12982، 18076، 18309، 18787).
(2)
البخارى (4028)، ومسلم (1766/ 62).
(3)
الأم 4/ 186.
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعَهدِه لَيلًا بماءٍ لَهُم يُقالُ له: الوَتيرُ
(1)
قَريبٍ مِن
مَكَّةَ، فقالَت قُرَيشٌ: ما يَعلَمُ بنا محمدٌ وهَذا اللَّيلُ، وما يَرانا أحَدٌ. فأَعانوهُم
عَلَيهِم بالكُراعِ والسِّلاحِ، فقاتَلوهُم مَعَهُم لِلضِّغنِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وإِنَّ
عمرَو بنَ سالِمٍ رَكِبَ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِندَما كان مِن أمرِ خُزاعَةَ وبَنِى بكرٍ
بالوَتيرِ حَتَّى قَدِمَ المَدينَةَ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخبِرُه الخَبَرَ، وقَد قال أبياتَ
شِعرٍ، فلَقا قَدِمَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنشَدَه إيّاها.
اللهُمَّ إنِّى ناشِدٌ محمدا
…
حِلفَ أبينا وأَبيه الأتلَدا
كُنّا والِدًا وكُنتَ ولَدا
…
ثَمَّتَ أسلَمنا ولَم نَنزِعْ يَدا
فانصُرْ رسولَ اللهِ نَصرًا عَتَدَا
…
وادعوا عِبادَ اللهِ يأتوا مَدَدَا
فيهِم رسولُ اللهِ قَد تَجَرَّدا
…
إن سيمَ خَسفًا وجهُه تَرَبَّدا
فى فيلَقٍ
(2)
كالبَحرِ يَجرِى مُزبِدا
…
إنَّ قُرَيشًا أخلَفوكَ المَوعِدا
ونَقَضوا ميثاقَكَ المُؤَكَّدا
…
وزَعَموا أنْ لَستُ أدعو أحَدا
فهُم أذَلُّ وأَقَلُّ عَدَدا
…
قَد جَعَلوا لِى بكَداءٍ مَرصَدا
هُم بَيَّتونا بالوَتيرِ هُجَّدا
…
فقَتَلونا رُكَّعًا وسُجَّدا
فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نُصِرتَ يا عمرَو بنَ سالِمٍ". فما بَرِحَ حَتَّى مَرَّت
عَنانَةٌ فى السَّماءِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ هذه السَّحابَةَ لَتَستَهِلُّ بنَصرِ بَنِى
(1)
الوتير: موضع معروف جنوب غربى مكة على حدود الحرم، يبعد عن مكة (16) كيلًا، وهو من ديار خزاعة قديما وحاليا. المعالم الجغرافية ص 338.
(2)
الفيلق: الكتيبة العظيمة. التاج 26/ 313 (ف ل ق).
كَعبٍ". وأَمَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النّاسَ بالجَهازِ وكَتَمَهُم مَخرَجَه، وسألَ اللهَ أن يُعَمِّىَ على قُرَيشٍ خَبَرَه حَتَّى يَبغَتَهُم فى بلادِهِم
(1)
.
18892 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ عَتّابٍ العَبدِىُّ، حدثنا القاسِمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المُغيرَةِ، حدثنا ابنُ أبى أوَيسٍ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ قال: ثُمَّ إنَّ بَنِى نُفاثَةَ مِن بَنِى الدِّيلِ أغاروا على بَنِى كَعبٍ وهُم فى المُدَّةِ التى بَينَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وبَينَ قُرَيشٍ، وكانَت بَنو كَعبٍ فى صُلحِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكانَت بَنو نُفاثَةَ فى صلحِ قُرَيشٍ، فأَعانَت بَنو بكرٍ بَنِى نُفاثَةَ، وأَعانَتهُم قُرَيشٌ بالسِّلاحِ والرَّقيقِ، واعتَزَلَهُم بَنو مُدلِجٍ، ووَفَوا بالعَهدِ. قال: ويَذكُرونَ أن مِمَّن أعانَهُم صَفوانَ بنَ أُمَيَّةَ وشَيبَةَ بنَ عثمانَ وسُهَيلَ بنَ عمرٍو، فأَغارَت بَنو الدِّيلِ على بَنِى عمرٍو، وعامَّتُهُم -زَعَموا - النِّساءُ والصِّبيانُ وضُعَفاءُ الرِّجالِ فأَثخَنوهُم، وقَتَلوا مِنهُم حَتَّى أدخَلوهُم دارَ بُدَيلِ بنِ ورقاءَ بمَكَّةَ. قال: فخَرَجَ رَكبٌ مِن بَنِى كَعبٍ حَتَّى أتَوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وذَكَروا له الَّذِى أصابَهُم وما كان مِن قُرَيشٍ عَلَيهِم فى ذَلِكَ والَّذِى أعانوا به عَلَيهِم. ثُمَّ ذَكَرَ جَهازَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ودُخولَ أبى بكرٍ عَلَيه، قال: فقالَ يا رسولَ اللهِ أتُريدُ أن تَخرُجَ مَخرَجًا؟ قال: "نَعَم". قال: لَعَلَّكَ تُريدُ ابنَ الأصفَرِ؟ قال:"لا". قال: أفَتُريدُ أهلَ نَجدٍ؟ قال: "لا". قال: فلَعَلَّكَ تُريدُ قُرَيشًا؟ قال: "نَعَم". قال: ألَيسَ بَينَكَ وبَينَهُم مُدَّةٌ؟ قال: "ألَم يَيلُغْكَ ما صَنَعوا ببَنِى كَعبٍ؟ ". وأَذَّنَ
(1)
المصنف فى الصغرى (3781)، وفى الدلائل 5/ 5 - 7. وتقدم فى (18842).