الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو داودَ في "السنن" مِن أوجُهٍ عن شُعبَةَ
(1)
.
ورَواه أبو عَوانَةَ عن أبي بشرٍ فأَرسَلَه:
18679 -
أخبرَنا أبو نَصرِ بنُ قَتادَةَ، أنبأنا أبو مَنصورٍ النَّضرُوِيُّ، أنبأنا أحمدُ بن نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بن مَنصورٍ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ في قَولِه تَعالَى:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} . قال: نَزَلَت في الأنصارِ. قُلتُ: خاصَّةً؟ قال: خاصَّةً، كانَتِ المَرأَةُ مِنهُم إذا كانَت نَزِرَةً أو مِقلاةً
(2)
تَنذِرُ لَئن ولَدَتْ ولَدًا لَتَجعَلَنَّه في اليَهود، تَلتَمِسُ بذَلِكَ طولَ بَقائِه، فجاءَ الإسلامُ وفيهِم مِنهُم، فلَمّا أُجليَتِ النَّضيرُ قالَتِ الأنصارُ: يا رسولَ الله، أبناؤُنا وإِخوانُنا فيهِم. فسَكَتَ عَنهُم رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فنَزَلَت:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} . فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَد خُيرَ أصحابُكُم، فإِنِ اختاروكُم فهُم مِنكُم، وإنِ اختاروهُم فأَجْلوهُم مَعَهُم"
(3)
.
بابُ مَن قال: تُؤخَذُ مِنهُم الجِزيَةُ عَرَبًا كانوا أو عَجَمًا
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: أخَذَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الجِزيَةَ مِن أُكَيدِرِ دُومَةَ، وهو رَجُلٌ يُقالُ: مِن غَسّانَ أو كِندَةَ
(4)
.
(1)
أبو داود (2682). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2333).
(2)
النزرة: قليلة الولد، والمقلاة: التي لا يعيش لها ولد. غريب الحديث للخطابى 3/ 81.
(3)
سعيد بن منصور (428 - تفسير). وأخرجه ابن جرير في تفسيره 4/ 548، والطحاوى في شرح المشكل (4280، 6115) من طريق أبي عوانة به.
(4)
الأم 4/ 173.
18680 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا العباسُ بن محمدٍ، حدثنا سَهلُ بن عثمانَ العَسكَرِيُّ، حدثنا يَحيَى بن زَكَريّا، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ، عن عاصِمِ بنِ عُمَرَ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ وعن عثمانَ بنِ أبي سُلَيمانَ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَليدِ إلَى أُكَيدِرِ دُومَةَ فأَخَذوه فأَتَوه به، فحَقَنَ له دَمَه وصالَحَه على الجِزيَةِ
(1)
.
18681 -
وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي يَزيدُ بن رُومانَ وعَبدُ الله بن أبي بكر أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَليدِ إلَى أُكَيدِرِ بنِ عبد المَلِكِ رَجُلٍ مِن كِندَةَ كان مَلِكًا على دُومَةَ وكانَ نَصرانيًّا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِخالِدٍ:"إنَّكَ سَتَجِدُه يَصيدُ البَقَرَ". فخَرَجَ خالِدٌ حَتَّى إذا كان مِن حِصنِه مَنظَرَ العَينِ وفِي لَيلَةٍ مُقمِرَةٍ صافيَةٍ وهو على سَطحٍ ومَعَه امرأتُه، فأَتَتِ البَقَرُ تَحُكُّ بقُرونِها بابَ القَصر، فقالَت له امرأتُه: هَل رأيتَ مِثلَ هذا قَطُّ؛ قال: لا واللهِ. قالَت: فمَن يَترُكُ مِثلَ هذا؟ قال: لا أحَدَ. فنَزَلَ فأَمَرَ بفَرَسِه فأُسرِجَ، ورَكِبَ مَعَه نَفَرٌ مِن أهلِ بَيتِه فيهِم أخٌ له يُقالُ له: حَسّانُ، فخَرَجوا مَعَه بمَطارِدِهِم
(2)
فتَلَقَّتهُم
(3)
خَيلُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَخَذَته، وقَتَلوا أخاه حَسّانَ، وكانَ عَلَيه قَباءُ ديباجٍ مُخَوَّصٌ بالذَّهَبِ فاستَلَبَه
(1)
أخرجه أبو داود (3037) من طريق يحيى بن زكريا به. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2621).
(2)
المطارد جمع مِطْرد، وهو الرمح القصير. ينظر التاج 8/ 320 (ط ر د).
(3)
في م: "فتلقاهم".
إيّاه خالِدُ بن الوَليدِ فبَعَثَ به إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قبلَ قُدومِه عَلَيه، ثُمَّ إنَّ خالِدًا قَدِمَ بالأُكَيدِرِ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فحَقَنَ له دَمَه وصالَحَه على الجِزيَةِ وخَلَّى سَبيلَه فرَجَعَ إلَى قَريَتِهِ
(1)
.
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: وأَخَذَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الجِزيَةَ مِن أهلِ ذِمَّةِ اليَمَنِ وعامّتُهُم عرَب، ومِن أهلِ نجران وفيهِم عرَب
(2)
.
18682 -
أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بن عليِّ بنِ عَفّانَ، حدثنا يَحيَى بن آدَمَ، حدثنا أبو بكرِ بنُ عَيّاشٍ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن مَسروقٍ، عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ قال: بَعَثَنِي رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى اليَمَنِ وأَمَرَنِي أن آخُذَ مِن كُلِّ حالِمٍ دينارًا أو عِدلَه مَعافِرَ
(3)
. قال يَحيَى بن آدَمَ: وإِنَّما هذه الجِزيَةُ على أهلِ اليَمَنِ - وهُم قَومٌ عرَبٌ - لأنّهُم أهل كِتابٍ، ألا تَرَى أنّه قال: "لا يُفتَنُ يَهودِيٌّ عن يَهوديَّتِه
(4)
"؛ يَعنِي في رِوايَتِه عن جَريرٍ عن مَنصورٍ عن الحَكَمِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه كَتَبَ إلَى مُعاذِ بنِ جَبَلٍ بذَلِكَ
(5)
.
18683 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أنبأنا محمدُ بن بكرٍ، حدثنا
(1)
المصنف في الدلائل 5/ 250. ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 9/ 201، 202.
(2)
الأم 4/ 173.
(3)
المصنف في المعرفة (5524)، ويحيى بن آدم في الخراج (228). وتقدم في (7363، 7364)، وسيأتي في (18700 - 18702).
(4)
في س، م:"يهودية".
(5)
سيأتي في (18705).
أبو داودَ، حدثنا مُصَرفُ بن عمرٍو اليامِيُّ، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، أنبأنا أسباطُ بنُ نَصرٍ الهَمْدانِيُّ، عن إسماعيلَ بنِ عبد الرَّحمَنِ القُرَشِيّ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: صالَحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أهلَ نَجرانَ على ألفَي حُلَّةٍ. وَذَكَرَ الحديث
(1)
.
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أنبأنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ قال: قال الشّافِعِيُّ: قَد أخَذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الجِزيَةَ مِن أُكَيدِرَ الغَسّانِيِّ. ويَروونَ أنَّه صالَحَ رِجالًا مِنَ العَرَبِ على الجِزيَة، فأَمّا عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه ومَن بَعدَه مِنَ الخُلَفاءِ إلَى اليَومِ فقَد أخَذوا الجِزيَةَ مِن بَنِي تَغلِبَ وتَنُوخَ وبَهراءَ وخِلطٍ مِن خِلطِ العَرَب، وهُم إلَى السّاعَةِ مُقيمونَ على النَّصرانيَّةِ يُضاعَفُ عَلَيهِمُ الصَّدَقَةُ وذَلِكَ جِزيَةٌ، وإِنَّما الجِزيَةُ على الأديانِ لا على الأنساب، ولَولا أن نأثَمَ بتَمَنِّي باطِلٍ ودِدنا أن الَّذِي قال أبو يوسُفَ كما قال، وألَّا يُجرَى صَغارٌ على عَرَبِيٍّ، ولَكِنَّ اللَّهَ أجَلُّ في أعيُنِنا مِن أن نُحِبَّ غَيرَ ما قَضَى بهِ
(2)
.
18684 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدٍ المُقرِئُ، أنبأنا الحَسَنُ بن محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بن يَعقوبَ، حدثنا عثمانُ بن أبي شَيبَةَ، حدثنا يَحيَى بن أبي بُكَيرٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بن عُمَرَ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي سعيدُ بن عمرِو بنِ سعيدٍ أنَّه سَمِعَ أباه يَومَ المَرجِ
(3)
يقولُ: سَمِعتُ أبي يقولُ:
(1)
المصنف في الصغرى (3749)، والمعرفة (5527)، وأبو داود (3041). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (658)، وسيأتي في (18715، 18749).
(2)
الأم 7/ 369.
(3)
هي وقعة مرج راهط، وكانت عام 64 هـ، انتصر فيها مروان بن الحكم على الضحاك بن قيس وكان =
سَمِعتُ عُمَرَ بنَ الخطابِ يقولُ: لَولا أنِّي سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ اللَّهَ عز وجل سَيَمنَعُ الدِّينَ بنَصارَى مِن رَبيعَةَ على شاطِئِ الفُراتِ". ما تَرَكتُ عَرَبيًّا إلَّا قَتَلتُه أو يُسلِمَ
(1)
.
18685 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ في قِصَّةِ وُرودِ خالِدِ بنِ الوَليدِ مِن جِهَةِ أبي بكرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنهما الحِيرَةَ ومُحاوَرَةِ هانِئِ بنِ قَبيصَةَ إيّاه: فقالَ خالِدٌ: أدعوكُم إلَى الإسلامِ وإِلَى أن تَشهَدوا أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَه وأَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وتُقيموا الصَّلاةَ، وتُؤتوا الزَّكاةَ، وتُقِرّوا بأَحكامِ المُسلِمينَ، على أنَّ لَكُم مِثلَ ما لَهُم وعَلَيكُم مِثلَ ما عَلَيهِم. فقالَ هانِئٌ: فإِن لَم أشأْ ذَلِكَ فمَه؛ قال: فإِن أبَيتُم ذَلِكَ أدَّيتُمُ الجِزيَةَ عن يَدٍ. قال: فإِن أبَينا ذَلِكَ؟ قال: فإِن أبَيتُم ذَلِكَ وطِئتُكُم بقَومٍ المَوتُ أحَبُّ إلَيهِم مِنَ الحَياةِ إلَيكُم. فقالَ هانِئٌ: أجِّلْنا لَيلَتَنا هذه فنَنظُرَ في أمرِنا. قال: قَد فعَلتُ. فلَمّا أصبَحَ القَومُ غَدا هانِئٌ فقالَ: إنَّه قَدِ اجتَمَعَ
(2)
أمرُنا على أن نُؤَدِّيَ الجِزيَةَ فهَلُمَّ فَلأُصالِحَكَ. فقالَ له خالِدٌ: كَيفَ وأَنتُم قَومٌ عَرَبٌ تَكونُ الجِزيَةُ والذُّلُّ أحَبَّ إلَيكُم مِنَ القِتالِ والعِزِّ؟! فقالَ: نَظَرْنا فيما يُقتَلُ مِنّا فإِذا هُم لا يَرجِعونَ، ونَظَرنا إلَى ما يُؤخَذُ مِنّا مِنَ المالِ فقَلَّما نَلبَثُ حَتَّى يُخلِفَه اللَّهُ لَنا. قال:
= بايع ابن الزبير. ينظر البداية والنهاية 11/ 673.
(1)
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1620)، والبزار (313)، والنسائي في الكبرى (8770) من طريق يحيى بن أبي بكير به. وقال الذهبي 7/ 3748: عبد الله مجهول.
(2)
في س، م:"أجمع".