الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ الإمامِ يَكتُبُ كِتابَ الصُّلحِ على الجِزيَةِ
18751 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدِ بنِ سَختُويَه، حدثنا أبو بكرِ بن يَعقوبَ بنِ يوسُفَ المُطَّوِّعِيُّ، حدثنا الرَّبيعُ بن ثَعلَبٍ، حدثنا يَحيىَ بن عُقبَةَ بنِ أبي العَيزار، عن سُفيانَ الثَّورِيِّ والوَليدِ بنِ نوحٍ والسَّرِيِّ بنِ مُصَرِّفٍ، يَذكُرونَ عن طَلحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عن مَسروقٍ، عن عبد الرَّحمَنِ بنِ غَنمٍ قال: كَتَبتُ لِعُمَرَ بنِ الخطابِ حينَ صالَحَ أهلَ الشّامِ: بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيم، هذا كِتابٌ لِعَبدِ اللهِ عُمَرَ أميرِ المُؤمِنينَ مِن نَصارَى مَدينَةِ كَذا وكَذا، إنَّكُم لما قَدِمتُم عَلَينا سألناكُمُ الأمانَ لأنفُسِنا وذَرارِيِّنا وأَموالِنا وأَهلِ مِلَّتِنا، وشَرَطنا لَكُم على أنفُسِنا ألَّا نُحدِثَ في مَدينَتِنا ولا فيما حَولَها دَيرًا ولا كَنيسَةً ولا قَلَّايَةً
(1)
ولا صَومَعَةَ راهِبٍ، ولا نُجَدِّدَ ما خَرِبَ مِنها، ولا نُحيي ما كان مِنها في خِطَطِ
(2)
المُسلِمينَ، وألَّا نَمنَعَ كَنائِسَنا أن يَنزِلَها أحَدٌ مِنَ المُسلِمينَ في لَيلٍ ولا نَهارٍ، ونوَسِّعَ
(3)
أبوابَها لِلمارَّةِ وابنِ السَّبيل، وأن نُنزِلَ مَن مَرَّ بنا مِنَ المُسلِمينَ ثَلاثَةَ أيّامٍ نُطعِمُهُم، وألَّا نُؤَمِّنَ في كَنائسِنا ولا مَنازِلِنا جاسوسًا، ولا نَكتُمَ غِشًّا لِلمُسلِمينَ، ولا نُعَلِّمَ أولادَنا القُرآنَ، ولا نُظهِرَ شِركًا، ولا نَدعوَ إلَيه أحَدًا، ولا نَمنَعَ أحَدًا مِن قَرابَتِنا
(1)
القلاية: شبه الصومعة تكون في كنيسة النصارى، وهي من بيوت عباداتهم، مُعرَّب كلّاذة. تاج العروس 39/ 345 (ق ل ئ).
(2)
الخطط: جمع خطة، وهي الأرض يختطها الإنسان لنفسه بأن يعلم عليها علامة ويخط عليها خطا ليعلم أنه قد احتازها. النهاية 2/ 48.
(3)
في س، م:"ولا نوسع".
الدُّخولَ في الإسلامِ إن أرادَه، وأَن نوَقِّرَ المُسلِمينَ، وأَن نَقومَ لَهُم مِن مَجالِسِنا إن أرادوا جُلوسًا، ولا نَتَشَبَّهَ بهِم في شَئٍ مِن لِباسِهِم مِن قَلَنْسُوَةٍ ولا عِمامَةٍ ولا نَعلَينِ ولا فرْقِ شَعَرٍ، ولا نَتَكَلَّمَ بكَلامِهِم، ولا نَتَكَنَّى بكُناهُم، ولا نَركَبَ السُّروجَ، ولا نَتَقَلَّدَ السُّيوفَ، ولا نَتَّخِذَ شَيئًا مِنَ السِّلاح، ولا نَحمِلَه معنا، ولا نَنقُشَ خَواتيمَنا بالعَربيَّة، ولا نَبيعَ الخُمورَ، وأَن نَجُزَّ مَقادِيمَ رُءوسِنا، وأَن نَلزَمَ زِيَّنا حَيثُما كُنّا، وأَن نَشُدَّ الزَّنانيرَ
(1)
على أوساطِنا، وأَلَّا نُظهِرَ صُلُبَنا وكُتُبَنا في شَئٍ مِن طَريقِ المُسلِمينَ ولا أسواقِهِم، وأَلَّا نُظهِرَ الصُّلُبَ على كَنائسِنا، وألَّا نَضرِبَ بناقوسٍ في كَنائسِنا بَينَ حَضرَةِ المُسلِمينَ، وأَلَّا نُخرِجَ سَعانِينَا
(2)
ولا باعوثًا
(3)
، ولا نَرفَعَ أصواتَنا مَعَ أمواتِنا، ولا نُظهِرَ النّيرانَ مَعَهُم في شَئٍ مِن طَريقِ المُسلِمينَ، ولا تُجاوِرَهُم مَوتانا، ولا نَتَّخِذَ مِنَ الرَّقيقِ ما جَرَى عَلَيه سِهامُ المُسلِمينَ، وأَن نُرشِدَ المُسلِمينَ، ولا نَطَّلِعَ عَلَيهِم في مَنازِلِهِم. فلَمّا أتَيتُ عُمَرَ بالكِتابِ زادَ فيه: وألَّا نَضرِبَ أحَدًا مِنَ المُسلِمينَ، شرَطنا لَهُم ذَلِكَ على أنفُسِنا وأَهلِ
(1)
الزنانير جمع الزُّنَّار: ما يشد على وسط النصارى والمجوس. ينظر القاموس المحيط، والمصباح المنير (ز ن ر).
(2)
كتب فوقها في الأصل: "كذا". والسعانين يقال: إنه عيدُهم الأول، وذلك قبل فصحهم بأسبوع يخرجون بصلبانهم. غريب الحديث للخطابى 2/ 74.
(3)
في س، م:"باعونا". وفي حاشية الأصل: "قلت: باعوث بالعين والثاء عندهم، فلا التفات إذن إلى إنكار ابن البرى اللغوي لهذه اللفظة". اهـ. وينظر كتاب ابن برى غلط الضعفاء من الفقهاء ص 25. والباعوث بالعين المهملة والثاء المثلثة استسقاء النصارى يخرجون بصلبانهم إلى الصحارى يستسقون. غريب الحديث للخطابى 2/ 74، واللسان 2/ 10 (ب غ ت)، 2/ 116 (ب ع ث).