الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المُغيرَةِ، عن حُمَيدِ بنِ هِلالٍ، عن عبد اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ قال: لَمّا كان يَومُ خَيبَرَ دُلِّىَ جِرابٌ مِن شَحمٍ فاحتَضَنتُه فقُلتُ: لا أُعطى أحَدًا مِنه شَيئًا. فالتَفَتُّ فإِذا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَبَسَّمُ
(1)
.
19740 -
وأخبرَنا أبو سَعدٍ المالينِيُّ، أزبأنا أبو أحمدَ ابنُ عَدِيٍّ، أخبرَنِي الفَضلُ بنُ الحُبابِ
(2)
، حدثنا أبو الوَليدِ، أخبرَنا شُعبَةُ، عن حُمَيدِ بنِ هِلالٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُغَفلٍ قال: دُلِّىَ جِرابٌ مِن شَحمٍ يَومَ خَيبَرَ فالتَزَمتُه فقُلتُ: هذا لِي لا أُعطى أحَدًا شَيئًا. فالتَفَتُّ فإِذا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَبَسَّمُ فاستَحيَيتُ مِنه
(3)
. أخرَجاه في "الصحيح" كما مَضَى
(4)
.
وفِي هذا ما دَلَّ على أنَّه أباحَ الشَّحمَ مِن ذَبيحَةِ أهلِ الكِتابِ، وفِي ذَلِكَ ما دَلَّ على صِحَّةِ قَولِ الشّافِعِيِّ رحمه الله.
بابُ ما حَرَّمَ المُشرِكونَ على أنفُسِهِم
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: حَرَّمَ المُشرِكونَ على أنفُسِهِم مِن أموالِهِم أشياءَ أبانَ اللهُ عز وجل أنَّها لَيسَت حَرامًا بتَحريمِهِم، وذَلِكَ مِثلُ البَحيرَةِ والسّائبَةِ والوَصيلَةِ والحامِ
(5)
، كانوا يُنزِلونَها في الإِبِلِ والغَنَمِ
(1)
تقدم تخريجه في (19183).
(2)
في م: "خباب".
(3)
المصنف في الصغرى (4003)، والدلائل 4/ 241، وابن عدي في الكامل 2/ 692. وأخرجه أحمد (20555، 20567) من طريق شعبة به.
(4)
البخاري (3153، 4214، 5508)، ومسلم (1772/ 72، 73،
…
).
(5)
ينظر ما تقدم في معانيها في (12036).
كالعِتقِ، فيُحَرِّمونَ ألبانَها ولُحومَها ومِلكَها
(1)
. وساقَ الكَلامَ فيه كما هو مَنقولٌ في "المبسوط".
19741 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو طاهِرٍ الفقيهُ وأبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، أنبأنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أنبأنا أبي وشُعَيبٌ قالا: أنبأنا اللَّيثُ، عن ابنِ الهادِ، عن ابنِ شِهابٍ، عن ابنِ المُسَيَّبِ، عن أبي هريرةَ قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "رأيتُ عمرَو بنَ عامِر الخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَه
(2)
في النّارِ؛ كان أوَّلَ مَن سَيَّبَ السُّيَّبَ"
(3)
. قال سعيدٌ: السّائبَةُ: التى تُسيَّبُ فلا يُحمَلُ عَلَيها شَئٌ. والبَحيرَةُ: التى يُمنَعُ دَرُّها لِلطَّواغيتِ فلا يَحلُبُها أحَدٌ، والوَصيلَةُ: النّاقَةُ البِكرُ تُبَكِّرُ في أوَّلِ نِتاجِ الإبِلِ بأُنثَى ثُمَّ تُثَنِّى بَعدُ بأُنثَى فكانوا يُسَيِّبونَها لِلطَواغيتِ يَدعونَها: الوَصيلَةَ إن وصَلَت إحداهُما بالأُخرَى، والحامِ: فحلُ الإِبِلِ يَضرِبُ العَشرَ مِنَ الإبِلِ، فإِذا قَضَى ضِرابَه جَدَعوه
(4)
لِلطَّواغيتِ فأعفَوه مِنَ الحَملِ فلَم يَحمِلوا عَلَيه شَيئًا فسَمَّوه: الحامِ
(5)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ صالِحِ بنِ كَيسانَ وغَيرِه
(1)
الأم 2/ 243.
(2)
القُصْب: بالضم؛ المس. وقيل: اسم للأمعاء كلها. وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. ينظر النهاية 4/ 67.
(3)
في س، م:"السوائب".
(4)
الجدع: قطع الأنف والأذن والشفة، وهو بالأنف أخص، فإذا أطلق غلب عليه. ينظر النهاية 1/ 246.
(5)
المصنف في الصغرى (4004، 4005)، وإثبات عذاب القبر (94). وأخرجه أحمد (8787)، والطحاوي في شرح المشكل (1479)، وابن حبان (6260)، والطبراني في الأوسط (8774) =
عن ابنِ شِهابٍ. قال البخاريُّ: ورَواه ابنُ الهادِ
(1)
.
19742 -
حدثنا أبو الحُسَينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشْرانَ ببَغدادَ إملاءً وقِراءَةً، أنبأنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ ابنُ مَنصورٍ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أنبانا مَعمَرٌ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوَصِ الجُشَمِيِّ، عن أبيه قال: رآنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وعَلَيَّ أطمارٌ
(2)
فقالَ: "هَل لَكَ مِن مالٍ؟ ". قال: قُلتُ: نَعَم. قال: "مِن أي المالِ؟ ". قال: قُلتُ: قَد آتانِيَ اللهُ عز وجل مِنَ الشّاءِ والإِبِلِ. قال: "فلتُرَ نِعمَةُ الله وكَرامَتُه عَلَيكَ". ثُمَّ قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَل تُنتَجُ إبلُكَ وافيةً آذانُها؟ ". قال: وهَل تُنتَجُ إلَّا كَذَلِكَ؟! ولَم يَكُنْ أسلَمَ يَومَئذٍ. قال: "فلَعَلَّكَ تأخُذُ مُوساكَ فتَقطَعُ أُذُنَ بَعضِها فتَقولُ: هذه بَحيرٌ. وتَشُقُّ أُذُنَ أُخرَى فتَقولُ: هذه صُرُمٌ
(3)
". قال: نَعَم. قال: "فلا تَفعَلْ، فإِنَّ كُلَّ ما آتاكَ اللهُ حِلٌّ، وإِن مُوسَى اللهِ أحَدُّ، وساعِدَ اللهِ أشَدُّ". قال: يا محمدُ، أرأيتَ إن مَرَرتُ برَجُلٍ فلَم يُقْرِني ولَم يُضَيِّفْنِي ثُمَّ مَرَّ بعدَ ذَلِكَ أُقريه أم أجزيهِ؟ قال:"بَل أقرِه"
(4)
.
= من طريق الليث بن سمد به.
(1)
البخاري (4623)، ومسلم (2856/ 51).
(2)
أطمار: جمع طِمْر؛ الثوب الخلق. التاج 12/ 433 (ط م ر).
(3)
صرم: جمع صريم، وهي المشقوقة الأذن. ينظر النهاية 3/ 20، 26.
(4)
عبد الرزاق (20513)، ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل (3043). وأخرجه أحمد (15888)، والترمذي (2006)، والطبراني 19/ 277 (609) من طريق أبي إسحاق به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
19743 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، أنبأنا أبو الحَسَنِ الطَّرائفِيُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ، عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طَلحَةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما في قَولِه:{وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا} [الأنعام: 136] قال: جَعَلوا لِلَّهِ مِن ثَمَراتِهِم ومالِهِم نصيبًا، ولِلشَّيطانِ والأوثانِ نَصيبًا، فإِن سَقَطَ مِن ثَمَرِ ما جَعَلوا للهِ في نَصيبِ الشَّيطانِ تَرَكوه، وإِن سَقَطَ مِمّا جَعَلوا لِلشَّيطانِ في نَصيبِ اللهِ التَقَطوه وحَفِظوه ورَدّوه إلَى نَصيبِ الشَّيطانِ، وهَكَذا في سَقىِ الماءِ. قال: وأمّا ما جَعَلوا لِلشَّيطانِ مِنَ الأنعامِ فهو قَولُ اللهِ عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ}
(1)
[المائدة: 103].
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: ويُقالُ: نَزَلَ فيهِم {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ} [الأنعام: 150] فرَدَّ إليهم
(2)
ما أخرَجوا، وأعلَمَهُم أنَّه لَم يُحَرِّمْ عَلَيهِم ما حَرَّموا بتَحريمِهِم
(3)
.
وذَكَرَ سائرَ الآياتِ التى ورَدَت في ذَلِكَ.
(1)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 9/ 569، وابن أبي حاتم في تفسيره (7911، 7912) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح به.
(2)
في م: "عليهم".
(3)
الأم 2/ 243.