الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعِندَها يَهوديَّةٌ تَرقيها، فقالَ: ارْقِيها بكِتابِ اللَّهِ عز وجل
(1)
.
19631 -
وأخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ قال: سأَلتُ الشّافِعِيَّ عن الرُّقيَةِ فقالَ: لا بأسَ أن يَرقِىَ الرَّجُلُ بكِتابِ اللَّهِ وما يُعرَفُ مِن ذِكْرِ اللَّهِ. قُلتُ: أيَرقِى أهلُ الكِتابِ المُسلِمينَ؟ فقالَ: نَعَم، إذا رَقَوْا بما يُعرَفُ مِن كِتابِ اللَّهِ أو
(2)
ذِكرِ اللَّهِ. فقُلتُ: وما الحُجَّةُ في ذَلِكَ؟ فقالَ: غَيرُ حُجَّةٍ؛ فأَمّا رِوايَةُ صاحِبِنا وصاحِبِكَ فإِنَّ مالكًا أخبرَنا عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن عَمْرَةَ بنتِ عبدِ الرَّحمَنِ، أن أبا بكرٍ دَخَلَ على عائشةَ وهِىَ تَشتَكِى ويَهوديَّةٌ تَرْقِيها، فقالَ أبو بكرٍ: ارْقِيها بكِتابِ اللَّهِ
(3)
.
قال الشيخُ رحمه الله: والأخبارُ فيما رَقَى به النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ورُقِىَ به، وفيما تَداوَى به وأَمَرَ بالتَّداوِى به، كَثيرَةٌ، قَد أخرَجتُ بَعضَ ما ورَدَ في الرُّقَى في كِتابِ "الدعوات"، وبِاللهِ التَّوفِيقُ.
بابُ التَّمائمِ
19632 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا محمدُ بنُ العَلاءِ، حدثنا أبو مُعاويَةَ، حدثنا الأعمَشُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ عن يَحيَى بنِ الجَزّارِ، عن ابنِ أخِى زَينَبَ امرأَةِ عبدِ اللَّهِ
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (23928) من طريق يحيى بن سعيد به.
(2)
في م: "و".
(3)
المصنف في المعرفة (5759)، والشافعي 7/ 228، ومالك 2/ 943.
يَعنِى ابنَ مَسعودٍ، عن زَينَبَ امرأَةِ عبدِ اللَّهِ، عن عبدِ اللَّهِ قال: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ الرُّقَى والتَّمائمَ والتِّوَلَةَ شِركٌ". قالَت: قُلتُ: لِمَ تَقولُ هَذا؟ واللَّهِ لَقَد كانَت عَينِى تقذفُ
(1)
، فكُنتُ أختَلِفُ إلَى فُلانٍ اليَهودِيِّ يَرقينِى، فإِذا رَقانِي سَكَنَتْ. فقالَ عبدُ اللَّهِ: إنَّما كان ذاك عَمَلَ الشَّيطانِ؛ كان يَنخَسُها بيَدِه فإِذا رَقاها كَفَّ عَنها، إنَّما كان يَكفيكِ أن تَقولِى كما كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: " [أذْهِبِ الباسَ، رَبَّ النّاسِ]
(2)
، اشْفِ أنتَ الشّافِى، لا شِفاءَ إلَّا شِفاؤُكَ، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا"
(3)
.
19633 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ وأبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ الفارِسِيُّ قالا: أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ مَطَرٍ قال: حدثنا إبراهيمُ بنُ عليٍّ الذُّهلِيُّ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا جَريرٌ، عن الرُّكَينِ بنِ الرَّبيعِ بنِ عُمَيلَةَ، عن القاسِمِ بنِ حَسّانَ، عن عَمِّه عبدِ الرَّحمَنِ بنِ حَرمَلَةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسعودٍ قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَكرَهُ عَشْرَ خِلالٍ: تَخَتُّمَ الذَّهَبِ، وجَرَّ الإِزارِ، والصُّفرَةَ يَعنِى الخَلوقَ، وتَغييرَ الشَّيبِ، والرُّقَى إلَّا بالمُعَوِّذاتِ، وعَقدَ التَّمائمِ، والضَّربَ بالكِعابِ، والتَّبَرُّجَ بالزّينَةِ لِغَيرِ مَحِلِّها، وعَزلَ الماءِ عن
(1)
تقذف: على بناء المجهول: أي تُرمى بما يهيج الوجع، وبصيغة الفاعل؛ أي ترمى بالرمص - وهو ما جمد من الوسخ في مؤخر العين - أو الدمع. عون المعبود 4/ 11.
(2)
في س: "اللهم".
(3)
أبو داود (3883). وأخرجه أحمد (3615) عن أبي معاوية به. وابن ماجه (3530) من طريق الأعمش به. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3288).
مَحِلِّه، وإِفسادَ الصَّبِىِّ غَيرَ مَحرَمِهِ
(1)
.
قال أبو عُبَيدٍ: أمّا التِّوَلَةُ فهِىَ بكَسرِ التّاءِ؛ وهو الَّذِى يُحَبِّبُ المَرأَةَ إلَى زَوجِها وهو مِنَ السِّحرِ، وذَلِكَ لا يَجوزُ، وأَمّا الرُّقَى والتَّمائمُ، فإِنَّما أرادَ عبدُ اللَّهِ ما كان بغَيرِ لِسانِ العَرَبيَّةِ مِمّا لا يُدرَى ما هوَ
(2)
.
قال الشيخُ: والتَّميمَةُ يُقالُ: إنَّها خَرَزَةٌ كانوا يَتَعَلَّقونَها يُرَونَ أنَّها تَدفَعُ عَنهُمُ الآفاتِ. ويُقالُ: قِلادَةٌ تُعَلَّقُ فيها العوَذُ.
19634 -
وأخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى حَيْوَةُ بنُ شُرَيحٍ، أن خالِدَ بنَ عُبَيدٍ المَعافِرِيَّ حَدَّثَه، عن أبي المُصعَبِ مِشرَحِ
(3)
بنِ هَاعَانَ أنَّه سَمِعَه يقولُ: سَمِعتُ عُقبَةَ بنَ عامِرٍ الجُهَنِيَّ يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن عَلَّقَ تَميمَةً فلا أتَمَّ اللّهُ له، ومَن عَلَّقَ ودَعَةً فلا ودَعَ اللهُ له"
(4)
.
(1)
تقدم في (14447، 15783، 15784) وقوله: مَحْرَمِه. كذا ضبطت في الأصل هنا وفيما تقدم في (14447) وينظر التعليق عليه هناك. وقال الذهبي 8/ 3948: قال البخاري: لم يصح هذا. قلت - أي الذهبى -: وفيه العزل والخضاب وقد جاء الجواز فيهما ثابتا.
(2)
غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 50، 51.
(3)
ضبطها في الأصل: بفتح الميم وكسرها، وفى القاموس المحيط (ش ر ح)، والتقريب 2/ 250 ضبط بكسر الميم.
(4)
ابن وهب في جامعه (662)، ومن طريقه ابن حبان (6086). وأخرجه الحاكم 4/ 216 عن أبي العباس به. وأحمد (17404)، وأبو يعلى (1759). من طريق حيوة به. وقال الذهبي 8/ 3949: خالد لم يضعف تفرد به.
قال الشيخُ: وهَذا أيضًا يَرجِعُ مَعناه إلَى ما قال أبو عُبَيدٍ، وقَد يَحتَمِلُ أن يَكونَ ذَلِكَ وما أشبَهَه مِنَ النَّهىِ والكَراهيةِ فيمَن تَعَلَّقَها وهو يَرَى تَمامَ العافيَةِ وزَوالَ العِلَّةِ مِنها على ما كان أهلُ الجاهِليَّةِ يَصنَعونَ، فأَمّا مَن تَعَلَّقَها مُتَبَرِّكًا بذِكرِ اللَّهِ تَعالَى فيها وهو يَعلَمُ أن لا كاشِفَ إلَّا اللهُ، ولا دافَعَ عنه سِوَاه، فلا بأسَ بها إن شاءَ اللهُ.
19635 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا هارونُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِىٍّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ المُبارَكِ، عن طَلحَةَ بنِ أبي سعيدٍ، عن بُكَيرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الأشَجِّ عن القاسِمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: لَيسَتِ التَّميمَةُ ما يُعَلَّقُ قبلَ البَلاءِ، إنَّما التَّميمَةُ ما يُعَلَّقُ بَعدَ البَلاءِ؛ ليُدفَعَ به المَقاديرُ
(1)
.
19636 -
ورَواه عبدانُ عن ابنِ المُبارَكِ وقالَ في مَتنِه: إنَّها قالَت: التَّمائمُ ما عُلِّقَ قبلَ نُزولِ البَلاءِ، وما عُلِّقَ بَعدَ نُزولِ البَلاءِ فلَيسَ بتَميمَةٍ. أنبأَنيه أبو عبدِ اللَّهِ إجازَةً، أخبرَنِي الحَسَنُ بنُ حَليمٍ، أخبرَنا أبو الموَجِّهِ، أخبرَنا عبدانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ. فذَكَرَه
(2)
. وهَذا أصَحُّ.
19637 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى عمرُو
(1)
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني 4/ 325، والحاكم 4/ 217 من طريق ابن المبارك به.
(2)
الحاكم 4/ 418. وفيه: "الحسن بن حكيم" بدلًا من: "الحسن بن حليم" وهو خطأ.
ابنُ الحارِثِ، عن بُكَيرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن القاسِمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّها قالَت: لَيسَت بتَميمَةٍ ما عُلِّقَ بَعدَ أن يَقَعَ البَلاءُ
(1)
. وهَذا يَدُلُّ على صِحَّةِ رِوايَةِ عبدانَ.
19638 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ مِن أصلِه وأبو بكرٍ القاضِي وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ سِنانٍ، حدثنا عثمانُ بنُ عُمَرَ، أخبرَنا أبو عامِرٍ الخَزّازُ
(2)
، عن الحَسَنِ، عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ أنَّه دَخَلَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وفِي عُنُقِه حَلقَةٌ مِن صُفرٍ
(3)
فقالَ: "ما هَذِهِ؟ ". قال: مِنَ الواهِنَةِ
(4)
. قال: "أيَسُرُّكَ أن تُوكَلَ إلَيها؟ انبِذْها عَنكَ"
(5)
.
19639 -
أخبرَنا الفَقيهُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الطّوسِيُّ، حدثنا أبو الوَليدِ حَسّانُ بنُ محمدٍ الفَقيهُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عليٍّ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا وكيعٌ، عن ابنِ أبي لَيلَى، عن أخيه، عن
(1)
ابن وهب في جامعه (675)، ومن طريقه الطحاوي في شرح المعاني 4/ 325. وأخرجه الحاكم 4/ 217 عن أبي العباس به.
(2)
س، م:"الخراز".
(3)
الصفر: النحاس. المصباح المنير ص 131 (ص ف ر).
(4)
الواهنة: عِرْق يأخذ في المنكب وفى اليد كلها. وقيل: هو مرض يأخذ في العضد، وهى تأخذ الرجال دون النساء. النهاية 5/ 234. وينظر غريب الحديث للخطابى 2/ 445.
(5)
أخرجه ابن حبان (6088) من طريق عثمان بن عمر به. وأحمد (20000)، وابن ماجه (3531) من طريق الحسن به.
عبدِ اللَّهِ بنِ عُكَيمٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن تَعَلَّقَ عِلاقَةً وُكِلَ إلَيها"
(1)
.
19640 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ، حدثنا هارونُ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِىٍّ، عن شُعبَةَ، عن قَتادَةَ، عن واقِعِ بنِ سَحْبانَ، عن أُسَيْرِ بنِ جابِرٍ قال: قال عبدُ اللَّهِ: مَن تَعَلَّقَ شَيئًا وُكِلَ إلَيهِ
(2)
.
19641 -
قال: وحَدَّثَنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِىٍّ، عن جَريرِ بنِ حازِمٍ قال: سَمِعتُ الحَسَنَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن تَعَلَّقَ شَيئًا وُكِلَ إلَيه"
(3)
.
19642 -
قال: وحَدَّثَنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِىٍّ، عن شُعبَةَ، عن الحَجّاجِ، عن فُضَيلٍ، أن سعيدَ بنَ جُبَيرٍ كان يَكتُبُ لابنِه المَعَاذَةَ
(4)
.
19643 -
قال: وسأَلتُ عَطاءً فقالَ: ما كُنّا نَكرَهُها إلَّا شَيئًا جاءَنا مِن قِبَلِكُم.
19644 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (23804)، وأحمد (18781) عن وكيع به. والترمذي (2072) من طريق محمد بن أبي ليلى به. وقال الترمذى: حديث عبد اللَّه بن عكيم إنما نعرفه من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد اللَّه بن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كتب إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة (23821) عن وكيع عن شعبة به دون ذكر أسير بن جابر.
(3)
أخرجه ابن وهب (674) عن جرير به.
(4)
المَعاذة: الرقية التي يُرقى الإنسان بها من جنون أو فزع. المخصص لابن سيده 4/ 21.