الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الشيخُ رحمه الله: وهَذا رأىٌ مِنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، وقَد تَرَكناه بالظَّواهِرِ التى ورَدَت فى إقامَةِ الحُدودِ دونَ تَخصيصِ الحَرَمِ بتَركِها فيه مِن صاحِبِ الشَّريعَةِ، واللهُ أعلَمُ.
بابُ ما جاءَ فى هَدايا المُشرِكيَن لِلإِمامِ
18821 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو سَهلٍ أحمدُ بنُ محمدِ ابنِ زيادٍ القَطّانُ، حدثنا يَحيَى بنُ جَعفَرٍ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ، أخبرَنا سعيدٌ، عن قَتادَةَ، عن أنَسٍ، أن أُكَيدِرَ دُومَةَ أهدَى إلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم جُبَّةً فلَبِسَها
(1)
. وذَكَرَ الحديثَ. أخرَجَه البخارىُّ فى "الصحيح"، فقالَ: وقالَ سعيدٌ: عن قَتادَةَ
(2)
.
18822 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا عارِمٌ، حدثنا مُعتَمِرٌ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حدثنا محمدُ بنُ نَصرٍ المَروَزِىُّ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ مُعاذٍ، حدثنا المعتَمِرُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا أبى، عن أبى عثمانَ، قال: حَدَّثَ عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبى بكرٍ رضي الله عنهما، قال: كُنّا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثينَ ومِائَةً، فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"هَل مَعَ أحَدٍ مِنكُم طَعامٌ؟ ". فإِذا مَعَ رَجُلٍ صاعٌ مِن طَعامٍ أو نَحوُه، فعُجِنَ، ثُمَّ جاءَ رَجُلٌ مُشرِكٌ مُشْعانٌّ
(3)
طَويلٌ بغَنَمٍ يَسوقُها، قال:"أبَيعٌ أو عَطيَّةٌ؟ - أو قال: أم هِبَةٌ؟ ". فقالَ: بَل بَيعٌ.
(1)
تقدم تخريجه فى (6175).
(2)
البخارى (2616).
(3)
مشعان: شعره ثائر متفرق، أو طويل جدًّا، بعيد العهد بالدهن. ينظر مشارق الأنوار 2/ 255.
قال: فاشتَرَى مِنها شاةً فصُنِعَت، فأَمَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَوادِ البَطنِ
(1)
أن يُشوَى، وايْمُ اللهِ ما مِنَ الثَّلاثينَ والمائَةِ إلَّا قَد حَزَّ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُزَّةً مِن سَوادِ بَطنِها، إن كان شاهِدًا أعطاه، وإِن كان غائبًا خَبَأَ له. قال: وجَعَلَ مِنها قَصعَتَينِ. قال: فأَكَلنا أجمَعونَ وشَبِعنا، وفَضَلَ فى القَصعَتَينِ فحَمَلناه على البَعيرِ. أو كما قالَ
(2)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن عارِمٍ، ورَواه مسلمٌ عن عُبَيدِ اللهِ بنِ مُعاذٍ
(3)
.
18823 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو الحَسَنِ أحمدُ ابنُ محمدٍ العَنَزِىُّ إملاءً، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا سَهلُ بنُ بَكّارٍ، حدثنا وُهَيبٌ، عن عمرِو بنِ يَحيَى الأنصارِىِّ، عن العباسِ السّاعِدِىِّ، عن أبى حُمَيدٍ السّاعِدِىَّ قال: سافَرتُ مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى تَبوكَ. فذَكَرَ الحديثَ، قال فيه: وأَهدَى مَلِكُ الأيلَةِ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَغلَةً بَيضاءَ فكَساه النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بُردَةً، وكَتَبَ له ببَحرِهِم
(4)
. وذَكَرَ الحديثَ
(5)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن سَهلِ بنِ بَكّارٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن وُهَيبٍ
(6)
.
(1)
سواد البطن: الكبد، أو القلب وما فيه والرئتان وما فيهما. الفائق 2/ 248.
(2)
أخرجه أحمد (1703، 1711) عن عارم به.
(3)
البخارى (2216، 2618)، ومسلم (2056/ 175).
(4)
البحرة: البلدة، تقول العرب: هذه بحرتنا. أى: بلدتنا. معالم السنن 4/ 13.
(5)
أخرجه أبو داود (3079) عن سهل بن بكار به. وأحمد (23604)، وابن خزيمة (2314)، وابن حبان (4503، 6501) من طرق عن وهيب به، وليس عند ابن خزيمة موضع الشاهد. وتقدم طرف الحديث فى (7511).
(6)
البخارى (1481، 3161)، ومسلم 4/ 1785 (1392/ 12).
18824 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أبو تَوبَةَ الرَّبيعُ بنُ نافِعٍ، حدثنا مُعاويَةُ بنُ سَلَّامٍ، عن زَيدٍ، أنَّه سَمِعَ أبا سَلَّامٍ قال: حَدَّثَنِى عبدُ اللهِ الهَوزَنِىُّ، قال: لَقيتُ بلالًا مُؤَذِّنَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقُلتُ: يا بلالُ، حَدِّثْنى كيفَ كانَت نَفَقَةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فذَكَرَ الحديثَ، قال فيه: فإِذا إنسانٌ يَسعَى يَدعو: يا بلالُ، أجِبْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فانطَلَقتُ حَتَّى أتَيتُه، فإِذا أربَعُ رَكائبَ مُناخاتٍ عَلَيهِنَّ أحمالُهُنَّ، فاستأذَنتُ، فقالَ لِى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أبشِرْ، فقَد جاءَكَ اللهُ بقَضائكَ". ثُمَّ قال: "ألَم تَرَ إلَى الرَّكائبِ المُناخاتِ الأربَعِ؟ ". فقُلتُ: بَلَى. فقالَ: "إنَّ لَكَ رِقابَهُنَّ وما عَلَيهِنَّ؛ فإِنَّ عَلَيهِنَّ كِسوَةً وطَعامًا أهداهُنَّ إلَىَّ عَظيمُ فدَكٍ، فاقبِضْهُنَّ واقضِ دَينَكَ". ففَعَلتُ
(1)
.
18825 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ محمدٍ الزَّعفَرانِىُّ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا إسرائيلُ، عن ثُوَيرِ بنِ أبى فاخِتَةَ، عن أبيه، عن علىِّ بنِ أبى طالِبٍ قال: أهدَى كِسرَى إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقَبِلَ مِنه، وأَهدَى قَيصَرُ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقَبِلَ مِنه، وأَهدَتْ له المُلوكُ فقَبِلَ مِنهُم
(2)
.
(1)
أبو داود (3055). وأخرجه الطبرانى (1119) من طريق أبى توبة به. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (2628).
(2)
أخرجه أحمد (747، 1235) عن يزيد به. والترمذى (1576) من طريق إسرائيل به. وقال الترمذى: حسن غريب. وقال الذهبى 7/ 3782: ثوير واهٍ.
قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله فى القَديمِ: قَد أهدَى أبو سُفيانَ ابنُ حَربٍ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أدَمًا فقَبِلَ مِنه، وأَهدَى إلَيه صاحِبُ الإِسكَندَريَّةِ ماريَةَ أُمَّ إبراهيمَ فقَبِلَها، وغَيرُهُما قَد أهدَى إلَيه، ولَم يَجعَلْ ذَلِكَ بَينَ المُسلِمينَ
(1)
.
18826 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ ابنُ جَعفَرِ بنِ أحمدَ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عِمرانُ، عن قَتادَةَ، عن يَزيدَ بنِ عبدِ اللهِ، عن عياضِ بنِ حِمارٍ، قال: أهدَيتُ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ناقَةً أو هَديَّةً. فقالَ: "أسلَمتَ؟ ". قُلتُ: لا. قال: "إنِّى نُهيتُ عن زَبْدِ
(2)
المُشرِكينَ"
(3)
.
18827 -
وأخبرَنا أبو بكرٍ، حدثنا عبدُ اللهِ، حدثنا يونُسُ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، حدثنا أبو التَّيّاحِ، حدثنا الحَسَنُ، عن عياضِ بنِ حِمارٍ، قال: أهدَيتُ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَديَّةً. أو قال: ناقَةً. فقالَ لِى: "أسلَمتَ؟ ". قُلتُ: لا. فأَبَى أن يَقبَلَها، وقال:"إنّا لا نَقبَلُ زَبْدَ المُشرِكينَ". قُلتُ لِلحَسَنِ: ما زَبدَ المُشرِكينَ؟ قال: رِفدُهُم
(4)
.
قال الشيخُ: يَحتَمِلُ ردُّه هَديَّتَه التَّحريمَ، ويَحتَمِلُ التَّنزيهَ، وقَد يَغيظُه برَدِّ
(1)
المصنف فى المعرفة 7/ 139.
(2)
الزبد: العطاء. معالم السنن 3/ 41. وينظر غريب الحديث لأبى عبيد 3/ 42.
(3)
الطيالسى (1179)، ومن طريقه أبو داود (3057)، والترمذى (1577). وقال الترمذى: حسن صحيح. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (2630).
(4)
الطيالسى (1178). وأخرجه الطحاوى فى شرح المشكل (2567)، وابن زنجويه فى الأموال (965) من طريق حماد بن زيد به. وأحمد (17482) من طريق الحسن به.