الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رضي الله عنه "ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم"(1).
انطلق وفد ثقيف وجاءت وفود أخرى وكان أفضلها وفد قبائل: عبد القيس وأسلم وغفار ومزينة وجهينة، وقدمت بعدها وفود أخرى
وفد جميل من المشرق
هذا الوفد القادم من الشرق قد يتميز بأشياء جميلة عطر بها النبي صلى الله عليه وسلم أجواءهم وأشجى بها أسماعهم .. وكأنها مكافأة لهم على تجشمهم الصعاب في الوصول إليه .. حيث إنهم لا يستطيعون السفر للمدينة إلا في الأشهر الحرم نظرًا لأن أعداءهم يحولون بينهم وبن ذلك .. ذلك الوفد هو:
وفد البحرين
يقول أحد الصحابة: "إن وقد عبد القيس لما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنِ الوفدُ؟ قالوا ربيعة قال مرحبًا بالوفد أو القوم غير خزايا ولا ندامى قالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك كفار مضر فمرنا بأمر ندخل به الجنة ونخبر به من وراءنا فسألوا عن الأشربة فنهاهم عن أربع وأمرهم بأربع أمرهم بالإيمان بالله قال: هل تدرون ما الإيمان بالله قالوا: الله ورسوله أعلم قال: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة -وأظن فيه- صيام رمضان وتؤتوا من المغانم الخمس ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير"(2) "احفظوهن
(1) صحيح مسلم 1 - 342.
(2)
صحيح البخاري 6 - 2652.
وأبلغوهن من وراءكم" (1) "قالوا: يا نبي الله ما علمك بالنقير؟ قال: بلى جذع تنقرونه فتقذفون فيه من القطيعاء أو من التمر ثم تصبون فيه من الماء حتى إذا سكن غليانه شربتموه حتى إن أحدكم أو إن أحدهم ليضرب ابن عمه بالسيف قال وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك قال: وكنت أخبئها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ففيمَ نشرب يا رسول الله قال: في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها قالوا: يا رسول الله إن أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: وإن أكلتها الجرذان وإن أكلتها الجرذان .. وإن أكلتها الجرذان" (2)
أي وإن قلت تلك الجلود وأصبحت نادرة لأكل الجرذان لها ..
لكن هذا الحكم لم يدم فقد أنزل الله على نبيه حكمًا بالسماح بالشرب في الدباء وهو وعاء مصنوع من القرع بعد تفريغه .. والحنتم وهي جرة الخمر الخضراء .. والمزفت وهو وعاء مطلي بالزفت .. وكذلك النقير وهو خشبة منحوتة على شكل إناء لشرب الخمر .. وكأن الحكم السابق نزل لنزع كل ما يذكر الإنسان بالخمر من أواني تفنن في صنعها لإضفاء أجواء معينة على مجالس الشرب .. كما نزلت أحكام جديدة .. قال "بريدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها .. ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم .. ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرًا"(3)
ثم توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد أبرز هذا الوفد الكريم وأثنى على صفتين
(1) صحيح البخاري 6 - 2652.
(2)
حديث صحيح رواه مسلم 1 - 48.
(3)
صحيح- مسلم 1 - 48.
من صفاته حيث "قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة"(1)
وقد طال مجلس عبد القيس مع النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الظهر إلى صلاة العصر .. ولما انصرفوا حدث من النبي صلى الله عليه وسلم شيء لم يكن يصنعه .. فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يصلي بعد العصر بل قد "نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس"(2)
"قالت أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنهما ثم رأيته يصليهما أما حين صلاهما فإنه صلى العصر ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما فأرسلت إليه الجارية فقلت قومي بجنبه فقولي له تقول أم سلمة يا رسول الله: إني أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما فإن أشار بيده فاستأخري عنه قال ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر إنه أتاني ناس من عبد القيس بالإِسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان"(3)
انصرف وفد عبد القيس ليبني مسجدًا في البحرين وليكون هذا الوفد قد حقق سبقًا قال عنه ابن عباس "إن أول جمعة جمعة بعد جمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثي من البحرين"(4)
وجاءت وفود أخرى ولم يكن متوقعًا من كل تلك الوفود أن تكون على مستوى واحد من حسن التعامل والثقافة، فهي وفود ضاربة الجذور
(1) صحيح مسلم 3 - 1563.
(2)
صحيح البخاري 1 - 212.
(3)
صحيح مسلم 1 - 571.
(4)
صحيح البخاري 1 - 304.