الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجاهلية، قال: لصنم؟ قالت: لا .. قال: لوثن؟ قالت: لا، قال: أوفي بنذرك" (1) وصدر منها بعد ذلك تصرف مضحك لكنه في الوقت نفسه شهادة لأحد عظماء الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما قال عليه السلام لها: "إن كنت نذرت فاضربي فجعلت تضرب فدخل أبو بكر رضي الله عنه وهي تضرب، ثم دخل عمر رضي الله عنه فألقت الدف تحتها وقعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يخاف منك يا عمر" (2)
ويبدو أن شدة عمر رضي الله عنه قد تصاعدت بعد أقوال المنافقين وأعمالهم الخطيرة .. وسوف تكشف الأيام عن مواقف هذا الرجل العظيم تجاههم ..
أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان سنة من السماحة واللين والرفق .. ها هو يرى
صورًا مجسمة في بيت عائشة
تقول رضي الله عنها: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك وقد نصبت على باب حجرتي عباءة وعلى عرض بيتي ستر أرمني فدخل البيت .. فلما رآه قال: ما لي يا عائشة والدنيا، فهتك الستر حتى وقع بالأرض وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشف ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال: ما هذا يا عائشة؟
(1) سنده حسن رواه أبو داود 3 - 237 حدثنا مسدد ثنا الحرث بن عبيد أبو قدامة عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سندٌ حسنٌ معروف وعبيد الله ثقة وليس كما قال الحافظ رحمه الله أنه صدوق يخطئ - انظر تعليقي على التقريب 1 - 530 تلميذه الحارث حسن الحديث إذا لم يخاف وهو من رجال مسلم: التقريب 1 - 142.
(2)
سنده صحيح رواه البيهقي في الكبرى 10 - 77 وغيره من الحسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه وهو سند صحيح مر تخريجه في الحديث قبل السابق.
قالت: بناتي. قالت: ورأى بين طوبها فرسًا له جناحان من رقع
قال: فما هذا الذي أرى في وسطهن؟ قالت: فرس
قال: ما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان
قال: فرس له جناحان؟ قالت: أوما سمعت أن لسليمان بن داود خيلًا له أجنحة؟ فضحك حتى بدت نواجده" (1) من قول عائشة إلى تتمتع بدلال هذا الزوج الرائع ورفقته ورفقه .. كانت عائشة تتلقى منه الذوق الراقي والمستوى الرفيع في التعامل حتى مع أعدائه .. ذات مرة كان في بيتها فدخل عليه بعض اليهود فألقوا عليه تحية كالسم .. تقول عائشة رضي الله عنها "دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم .. قالت عائشة: ففهمتها .. فقلت: وعليكم السام واللعنة .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلًا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله .. فقلت: يا رسول الله .. أولم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد قلت وعليكم" (2) وإذا كان هذا هو رفقه صلى الله عليه وسلم بأعدائه فكيف سيكون موقفه من رجال ثلاثة لا يدرون ما يقولون .. بل ولا ما يفعلون وقد رجع صلى الله عليه وسلم من تبوك .. لنعد بالأحداث إلى حيث المسجد النبوي لحظة وصول النبي صلى الله عليه وسلم وجلوسه فيه .. هناك بدأت المعاناة لـ:
(1) سنده حسن رواه البيهقي في السنن الكبرى 10 - 219 واللفظ له والنسائيُّ في السنن الكبرى 5 - 306 وأبو داود 4 - 283 عن يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية أن محمَّد ابن إبراهيم التيمي حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها والسند حسن من أجل يحيى الغافقى وهو من رجال الشيخين وشيخه لا بأس به من رجال مسلم والبقية ثقات وقد جاء في أبي داود الشك بين خيبر وتبوك.
(2)
صحيح البخاري 5 - 2242.